طريق الحرير

الصين بعين مصرية: خمسة عشر يوما في رحاب الصين : هل هم صينيون خارقون؟

د وليد جاب الله -مصر


بمجرد وصولك إلى الأرض الصينية ستبحث عن تصوراتك لتلك الدولة الكبرى التي ترى منتجاتها في كل مكان في العالم، تصوراتك شكلتها وسائل الإعلام، ويظل السؤال: هل الصينيين شعب خارق للطبيعة وكيف وصل إلى تلك النهضة؟ في أثناء بحثك عن إجابة للسؤال، تشاهد بالتجول في شوارع بكين نهضة أكبر من تصورك.. بنايات شاهقة وشوارع واسعة وزحاما..
وملامح التكنولوجيا تسيطر على كل شيء.. ليسوا جميعا أغنياء، فتشكيلة وسائل النقل بالشارع توضح تفاوت مستويات المعيشة..
ستجد السيارات الفارهة والأتوبيسات والدراجات الكهربائية والدراجات الهوائية، فضلا عن وجود المترو تحت الأرض، ومحطة القطار المتطورة، والجميع يمارس حياته بنظرة رضا تراها في الأعين..
حركتهم سريعة لكنها غير مضطربة. لا ترى في أعينهم أي انكسار، تشاهد في شوارع بكين الصينيين يتولون كل أمرهم.. فمن يطور التكنولوجيا مواطن صيني ومن يصنعها مواطن صيني، أيضا من يقوم بقيادة السيارات وتنظيف الشوارع، وكل شيء.. أنت أمام نهضه عملاقة صنعها مواطنون يقدسون العمل مقتنعون بعدالة الدولة ومشروعها التنموي، ليسوا متكبرين ولا يدعون أن لديهم قوى خارقة أو أنهم جنس متميز، إنهم فقط يعملون في إطار من تكافؤ الفرص والحوكمة الإجتماعية التي تؤسس لتحسين حياة كافة الطبقات. إنهم فقط يعملون..
الجميع يعمل عملا حقيقيا له ناتج وليس مجرد توظيف بدون عمل.. لن تجد الكثير من دور العبادة ولن تجد الحديث عن معجزات ولكنهم صنعوا ما هو أكثر من أي معجزة عن طريق العمل والعمل وحده، لتصل بعد أول جولة في شوارع بكين إلى حقيقة أن هذا الشعب لن يستطيع أحد إيقافة، فهو لا ينتظر كنزا من تحت الأرض ولا مكسبا في سماء غائمة، ولا أن تهبط عليه ثروة من السماء، ولكنهم فقط يعملون، وإذا عمل هذا الكم غير المتناهي من البشر بعقولهم وسواعدهم عملا حقيقيا فلن يستطع إيقافهم أحد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق