الشرق الأوسط

في انحياز مكشوف للإحتلال..ترامب يحاول تمرير”صفقة القرن” التآمرية

واشنطن – الولايات المتحدة – 28-01-2020

دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، جميع سفراء الدول العربية إلى الحضور إلى البيت الأبيض، لمناقشة” صفقة القرن” معه.

وحسب ما جاء عن هيئة البث الإسرائيلي فإن ترامب يهدف إلى دراسة التطورات الإقليمية وإمكانية اتخاذ خطوات تطبيعية مع إسرائيل، تمهيدا لاحتمال إطلاق” خطة السلام” وحشد دعم عربي لها. من جهتها، دعت الرئاسة الفلسطينية جميع السفراء العرب والمسلمين إلى مقاطعة مراسم إعلان”صفقة القرن” الأمريكية.

وأكدت أن” هذه الخطة هي للتفاوض بين نتنياهو وزعيم حزب” أزرق- أبيض” بيني غاتس، وليس لإحلال السلام بين إسرائيل وفلسطين”.

في هذه الأثناء،عزز الجيش الإسرائيلي،اليوم الثلاثاء، إجراءاته الأمنية ووجوده العسكري عند المدخل الشمالي لمدينة البيرة، وسط الضفة الغربية، تحسبا لخروج مسيرات فلسطينية رافضة لـ”صفقة القرن” يأتي ذلك، عقب دعوات وجهتها فصائل وناشطون فلسطينيون إلى خروج مسيرات رافضة لخطة الإدارة الأمريكية التي من المتوقع أن يعلن عنها الرئيس الأمريكي ، مساء اليوم الثلاثاء. “

صفقة القرن” هي مشروع أميركي صهيوني يراد منه تهويد فلسطين، وتصفية القضية الفلسطينية، وإلغاء كل الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني، وقد جاءت ضمن مسار سياسي تآمري طويل، من قبل إدارات أميركية سابقة، تولى الرئيس الأمريكي الحالي ترامب تنفيذها وهي لا تستهدف فلسطين وحدها، بل تطال دولاً أخرى في المنطقة.

وقد تجلت مخاطر هذه الصفقة، عام 2017، حين أعلن ترامب الإعتراف بالقدس “عاصمة” للكيان الصهيوني، وقراره نقل السفارة الأميركية إليها، وإعطائه التوجيهات لوزارة الخارجية لـ”بدء التحضيرات لنقل السفارة الأميركية من “تل أبيب” إلى القدس”، حيث تم نقلها بالفعل في 14 مايو 2018،عشية ذكرى احتلال فلسطين عام 1948.

وتمثل ما يسمى بـ”صفقة القرن” مخاطر عديدة على القضية الفلسطينية :

 – تهويد مدينة القدس، وتثبيتها عاصمة للكيان الصهيوني، وتهويد فلسطين كلها، مع تكريس الإحتلال و”تشريعه”

. – السيطرة الكاملة على المقدسات الإسلامية والمسيحية، وفرض التقسيم الزماني والمكاني على المسجد الأقصى.

 – ضم الضفة الغربية المحتلة تحت الإحتلال، والسيطرة الفعلية على المساحة الأكبر منها. – إلغاء صفة اللجوء عن اللاجئين الفلسطينيين، وتحويل قضيتهم إلى قضية إنسانية، وشطب حق عودتهم إلى ديارهم التي طردوا وهجروا منها.

 – إنهاء فكرة قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، وإسقاط أي دور لهم مستقبلاً، وتكريس سلطة فلسطينية تحكم بصلاحيات محدودة جدًّا، مدعومة بأجهزة أمنية ملحقة بالكيان الصهيوني، لحماية أمنه وأمن مستوطنيه. ترسيخ الإنفصال بين الضفة الغربية وقطاع غزة-

 – تشويه صورة المقاومة في غزة ومحاصرتها، وتفريغها من مضمونها، ومحاربة كل من يدعمها. – تسريع وتيرة تطبيع العلاقات الرسمية بكافة أشكالها بين الكيان الصهيوني والدول العربية. ويعتبر مراقبون غربيون أن صفقة ترامب تبدو”وثيقة استسلام” أكثر من كونها أي شيء آخر، إذ تمثل فرصة للإحتلال الصهيوني لتأكيد انتصاره على الفلسطينيين مرة أخرى وإلى الأبد، بعد أكثر من قرن منذ بدء الإستيطان الصهيوني في فلسطين.

ويرتبط توقيت إعلان (الصفقة) بالحاجة السياسية والقانونية لترامب ونتنياهو،في حين أن هذين الأخيرين” يواجهان انتخابات وتحقيقات، إذ تجرى جلسات محاكمة في مجلس الشيوخ الأمريكي تتهم ترامب بارتكاب جرائم قصوى ومخالفات، أما نتنياهو فيواجه اتهامات جنائية بالفساد والرشوة وخيانة الثقة”..

وفي حين يعتقد مراقبون أن فرص نجاح هذه الصفقة”ضعيفة”،إلا أنهم يحذرون من أنها تكتسي”خطورة كبيرة”، قد تؤدي إلى توترات جديدة في المنطقة،حيث إن التجارب أثبتت أن أصحاب الأرض الشرعيين لن يستكينوا أمام هذه الموجة الجديدة من السطو على حقوقهم التاريخية في أرضهم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق