إفريقيا

المليشيات المسلّحة في ليبيا تتنفس بالدعم التركي -القطري

زهور المشرقي-تونس

لم يعد خافيا على أحد أن ليبيا أصبحت ساحة للتدخلات الأجنبية بل ساحة حرب بالوكالة في بعض الأوقات،زادت الأطماع الخارجية من تأجيجها بدعم طرف على حساب آخر.
العملية العسكرية التي انطلقت في الرابع من أبريل الماضي من قبل الجيش الوطني اللبيبي ساهمت كثيرا في وضوح الرؤية حول حجم هذه التدخلات التي أّزمت الوضع ودعمت المليشيات المسلحة التي تحتمي بها حكومة طرابلس التي يقودها فائز السراج.
وكان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، قد اعترف بتاريخ الخامس من يوليو 2019 الماضي ،بأن بلاده تقف مع الحكومة الليبية بقيادة السراج،معلنا دعمها بالسلاح.
وأفاد الرئيس التركي ، خلال استقباله السراج، في قصر دولمة باهشتة بإسطنبول،بأن أنقرة تقدم دعما عسكريا لحكومة الوفاق، وتزودها بالأسلحة بموجب اتفاقية تعاون عسكري، مؤكدا على أن الدعم يسمح لهذه الحكومة بإعادة التوازن في القتال ضد القائد الأعلى للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر.
من جانبه، أكد المتحدث باسم الجيش الليبي اللواء أحمد المسماري، أن التدخل التركي في الأراضي الليبية أصبح منكشفا، وأن تركيا تدعم الجماعات الارهابية في ليبيا خاصة في بنغازي ودرنة منذ سنة 2014.
ودأبت قطر وتركيا منذ أحداث فبراير 2011 على دعم واضح ومعلن- يراه بعض الليبيين مستفزاً- للتيارات الإسلامية على تنوع أطيافها وتوجهاتها، بدءً من تيار ما يعرف بالإسلام السياسي، ممثلاً بجماعة الإخوان المسلمين والجماعات الراديكالية، التي تنتمي إلى تنظيمَي “داعش” والقاعدة المتطرفين.
وقالت تقارير إعلامية موثّقة إن تركيا ضخّت خمسة ملايين رصاصة إلى ليبيا، بمعدل رصاصة لكل ليبي منذ بداية الصراع، كما أرسلت أربع سفن محملة بأسلحة متنوعة ، منها عربات مدرعة ومسدسات كاتمة الصوت تستخدم في عمليات الإغتيال.
وأفادت ذات التقارير بأن أنقرة تورطت في إرسال عشرات الضباط والجنود والمدرعات العسكرية والعتاد الحربي، وطائرات بدون طيار إلى ليبيا للمشاركة في الحرب الإخوانية ضد الجيش، وقد جاهر أردوغان نفسه في إحدى المقابلات التلفزية بأنه هو من أرسلها إلى طرابلس لدعم أنصاره من جماعة الإخوان، بالإضافة إلى الدعم الإلكتروني واللوجيستي عبر طائرات الإنذار المبكر التركية التي تحلق بالقرب من الأجواء الليبية.
وأخذت الأوضاع الميدانية العسكرية في ليبيا منعطفا خطيرا مع انخراط تركيا مباشرة في الحرب في ليبيا واستهداف الجيش العربي الليبي بتمويل قطري، ومباركة إيطالية ضمنية.
وأعلن المتحدث باسم الجيش اللواء أحمد المسماري،اليوم السبت14سبتمبر2019،، أن الجيش أحبط هجوماً جوياً وبرياً ضد قاعدة الجفرة وسط ليبيا، مؤكداً أن تركيا وقطر متورطتان في الهجوم.
وأكد في بيان مصور نشر عبر المكتب الإعلامي التابع له، أن الميليشيات الإرهابية والمرتزقة الذين حاولوا القيام بهجوم بري وجوي على قاعدة الجفرة دفعوا بكامل إمكانياتهم، معتبراً أن الهجوم محاولة يائسة من الميليشيات الإرهابية للتأثيرعلى الجيش بعد أن منيت بخسائر فادحة في محاور القتال بطرابلس. وشدد على أن قوات الجيش صدت الهجوم في مراحله الأولى أي قبل أن تصل الطائرات إلى القاعدة وفي مناطق حشد القوات ما يظهر قدرة الجيش على كشف أي مخطط.
وقال المسماري إن التخطيط لهذا الهجوم الإرهابي تم في تركيا وبتمويل قطري ، مؤكداً في الوقت نفسه أن القاعدة لم تتعرض لأي ضرر.
فوضى في السياسة الأمريكية بخصوص الأزمة الليبية أما بخصوص الموقف الأميركي مما يجري في ليبيا فظلّ غير واضح، واكتفت واشنطن بدعوات التهدئة والحوار والتسوية السياسية أكثر من مرة، في حين أشارت تقارير صحافية نشرتها “نيويورك تايمز” واستفزت حكومة الوفاق، إلى قلق البيت الأبيض من مشاركة عناصر إرهابية وأخرى مطلوبة للعدالة الدولية ضمن القوات الموالية لحكومة الوفاق في طرابلس.
ولمّحت هذه التقارير إلى أن الولايات المتحدة قد تراجع موقفها بشأن الصراع على الأرض الليبية، بعد توافر هذه المعلومات.
وعن سرّ الموقف المرتبك كشفت تقارير أمريكية عن أن موقف وزارة الخارجية الأمريكية تحوّل أيضاً من تأييد قرار لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يطالب بوقف الأعمال العدائية وإنهاء الهجوم على العاصمة، إلى التهديد باستخدام حق النقض ضد القرار نفسه بعد أيام قليلة.
وحسب تقرير سابق لصحيفة الغارديان البريطانية، جاء التغيير المفاجئ في شهر مايو الماضب عقب اجتماع لترامب مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وإجرائه مكالمة هاتفية مع ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، وهما الداعمان الأبرز للجيش الليبي منذ البداية.
وباتت ليبيا مرتعا لتمركز المليشيات الإرهابية المدعومة من تركيا وقطر ومركزا لتجارة البشر إضافة إلى تحولها إلى مركز لعمليات عبور آلاف المهاجرين إلى أوروبا معظمهم من دول جنوب الصحراء ، لبلقى بهم في مراكب متهالكة في مغامرة خطرة تحول معها البحر الأبيض المتوسط إلى مقبرة كبيرة للكثير منهم.

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق