أخبار العالمإفريقيا

إقليم تيغراي الإثيوبي من السلطة الى الاقصاء الى الحرب

إثيوبيا:أميرة زغدود 26-11-2021

منذ شهر نوفمبر 2020، كثُرَ الحديث عن إقليم تيغراي الإثيوبي الواقع شمالي البلاد.. ولكن ما هذا الإقليم؟ وماهي خلفية الصراع المتواصل بين قادة الإقليم والحكومة المركزية؟

يعتبر إقليم تيغراي إحدى المناطق الإدارية العشر التي تتألف منها الدولة الإثيوبية المقسّمة وفق نظام الفيدرالية الإثنية، ويعتبر خامس أكبر الأقاليم الاثيوبية من حيث عدد السكان، تقع عاصمته “ميكلي” في شرق الإقليم، على بعد 600 كم من العاصمة المركزية أديس أبابا، ويحدّه من الشمال إريتريا والسودان من الغرب وإقليم عفر من الشرق وإقليم أمهرة من الجنوب.
تبلغ مساحة الإقليم 84.722 كم مربع، تضمّ أقليّة تيغراي حوالي 10 ملايين نسمة، أي أقل من 6% من مجموع السكان الإثيوبيين البالغ عددهم 110 ملايين نسمة.

آبي أحمد واقصاء قادة الإقليم

تقلّد قادة إقليم تيغراي سدّة الحكم في اثيوبيا منذ العام 1991، الى حدود شهر أفريل من العام 2018، ليتولى بعد ذلك آبي أحمد المنحدر عن إقليم الأورومو مقاليد السلطة بعد احتكار دام لأزيد من عقدين من الزمن، لتتوالى بعد ذلك المناوشات بين قادة الإقليم الشمالي والحكومة المركزية برئاسة آبي احمد.
وظلّ قادة الإقليم يوجّهون الاتهامات لآبي أحمد بسعيه لإقصائهم عن السلطة على خلفية الاقلات والتعيينات في مفاصل الدولة، وهذا ما استعرضته كافة التحليلات السياسية حيث أجمعت على أنّ الأوضاع كانت تتجه نحو المواجهة بين ممثّل السلطة الجديدة وقادة الجبهة الديمقراطية الثورية لشعوب إثيوبيا، التي قادت الائتلاف الحاكم بالبلاد سابقًا بقيادة جبهة تحرير شعب تيغراي، الذي اضطر الى الانسحاب من الحكم نتيجة لضغط الشارع بعد 27 عامًا في السلطة.
وتعتبر الانتخابات هي حلقة فجّرت الوضع بين قوات الحكومة المركزية وقوات الإقليم الشمالي هو اقدام رئيس الإقليم، ديبرتسيون جيبرمايكل، في شهر سبتمبر 2020، على اجراء الانتخابات في الإقليم في تجاوز صارخ لقرارات آبي أحمد والحكومة المركزية القاضية بتأجيل الانتخابات، معتبرة أن آبي احمد لا يتمتع بالشرعية نظرا لانتهاء ولايته الانتخابية منذ شهر مايو من ذات العام ولتأجيلها للمرّة الثانية في شهر أغسطس، ليكون الرفض هو موقف الجبهة للقرار الذي يقضي بتأجيل الانتخابات نتيجة لتفشي جائحة كورونا.
لتردّ الحكومة المركزية بإثيوبيا برفض الانتخابات بالإقليم، كما لم تسمح للجنة الانتخابات المركزية بالإشراف عليها، ورفضت أيضا الاعتراف بنتائجها.
وازداد الوضع تأزّما بعد فوز جيبرمايكل برئاسة الإقليم في الانتخابات التي تمّ اجراؤها، فيما اعتبرت العاصمة المركزية الانتخابات بالإقليم بالغير شرعيّة، ولكن رئيس الإقليم لم يلق بالا لقرارات الحكومة المركزية، حيث سخر آبي أحمد من فوز “الجبهة” على المعارضة ووصفها بأنّها “خالية من المعنى”، وأمَر بوقف التمويل المالي عنهم، كما منعت حكومة اديس أبابا التحويلات البنكية بين إقليم تيغراي وبقية الأقاليم الإثيوبية.
وفي خطوة استفزازية من قبل رئيس الوزراء الاثيوبي تقرّر تعيين العميد جمال محمد في منصب نائب قائد القيادة الشمالية في قاعدتها في العاصمة ميكيلي، واعتبر قادة الجبهة أن كلّ القرارات الصادرة عن آبي أحمد هو قرارات تفتقد الى الشرعية نظرا لانتهاء مدّته الانتخابية.
وجاء ردّ حكومة تيغراي باستدعاء ممثليها في الهيئات المنتخبة وفي مجلس الوزراء على المستوى الفدرالي، لتردّ الحكومة المركزية على تلك التطورات، بقرار البرلمان الإثيوبي تصنيف جبهة تحرير شعب تيغراي حركة إرهابية.
ليكون تاريخ الرابع من نوفمبر 2020 هو الفيصل لبداية الصراع المسلّح الذي لا يزال متواصلا الى اليوم وسط التصعيدات الأخيرة والخطيرة، على الرغم من المساعي الإقليمية والأممية والدولية لإنهاء الحرب دون جدوى.
ووفق ما أعلنته الحكومة الفدرالية، في صباح الأربعاء 4 نوفمبر 2020، على قيام مسلحين تابعين لتيغراي بمهاجمة وحدة عسكرية ضخمة مجهزة بطائرات ودبابات التابع للجيش الإثيوبي، وتمكّنهم من الاستيلاء عليها.
ويتواصل الصراع بين مقاتلي جبهة تحرير تيغراي والقوات الفيدرالية التابعة للحكومة المركزية بالبلاد لأكثر من سنة الآن، وأسفر القتال المسلّح الى قتل مئات الأبرياء في خلال مواجهات الأسبوعين الأولين، وكما خلّفت الحرب نزوح مئات الآلاف من إقليم تيغراي في اتجاه الجارة السودان، حيث يواجهون أوضاعًا إنسانية صعبة، وقد أعلنت منظمة الأمم المتحدة على عملها المتواصل مع الخرطوم لإيوائهم في الحدود السودانية.
ولا تزال الحرب مستعرة إلى الآن بين الحكومة المركزية وعدد من القوميات داخل إثيوبيا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق