إفريقيا

باحثة تونسية:النهضة تسعى إلى تقويض الدولة المدنية ضمن مسار خاضع للتقية

تونس-تونس-23-5-2020


أعتبرت الباحثة التونسية والأستاذة بكلية الآداب والفنون والإنسانيات، زهية جويرو، أن حركة”النهضة” ساعية بجدية لتكريس الدولة الدينية من خلال مسار موازٍ للمسار الديمقراطي.
وكتبن الدكتور زهية:”لن نقبل الطعن في ضمائرنا و لا في وطنيتنا وفي أخلاقنا لأننا نختلف مع النهضة في مطلق توجهاتها.. هذا الحزب الذي يكشف جمهوره كل يوم عن درجة جديدة من الإنحطاط والسقوط بكل دلالات الكلمة وأبعادها لن يسكتنا”.
بعد أن عملت النهضة على إيهامنا بأنها تتونست ولم تعد لها صلة بالتنظيم العالمي الإرهابي للإخوان وبأنها فصلت بين الدعوي والسياسي ظل ما يحدث على الأرض يكذب هذا أمام كل ذي ذرة من موضوعية، فالسعي على أشده للتأسيس للدولة الدينية على أنقاض الدولة المدنية التي يعملون بكل حماس وتفان على تدميرها ضمن مسار خاضع للتقية يتولاه التنظيم العميق (على هيئة الدولة العميقة ) يسير بموازاة المسار العلني الذي تبدي فيه ظاهرا تجاوبا مع ما تفرضه قوانين البلاد من باب التقيد باللعبة الديموقراطية ، وقد تحولت فعلا إلى لعبة سمجة. رفضنا ونرفض هذه الإزدواجية في الخطاب وفي العمل معا- لاحظوا أنني قلت نرفض طريقةً في العمل وتوجها سياسيا وتنظيميا ولم أقل نرفض الحزب في حد ذاته.
تمسكنا ونتمسك بدولة مدنية نعدّها من مكتسبات التونسيين بفضل عمل أجيال وتضحياتهم وبالديمقراطية نظاما وبعُلوية القانون مرجعا يسوّي بين جميع المواطنين، أما جمهور النهضة فيواصل أسلوبه اللاأخلاقي العنيف في التعامل مع مخالفيهم ، أسلوبا لم يتخلّ يوما عن التكفير والطعن في الضمائر وفي الأخلاق والشرف وفي الوطنية وفي كل القيم التي يتمسك بها كل إنسان يحترم إنسانيته أولا .. قلنا لعلّ ذبابهم الأزرق متمرد عليهم ولا يقدرون على شكمه ولا على الرفع قليلا من مستوى خطابه “التكفيري النصف-أسفلي” ولكن نتبين ، والمثال جديد ، أن مستوى الخطاب عند قيادييهم ليس أرفع من خطاب ذبابهم..
أقول لن تسكتنا تهمكم هذه ولن نتخلى عن دورنا ومسؤولياتنا.. التاريخ بيننا سيثبت من منا يدافع عن تونس ومصالحها ومن لا يرى في تونس غير “ولاية مفتوحة” ينطلق منها لتنفيذ المشروع الإخواني الذي لا يعترف بالإنتماء الوطني.
لن تنجحوا دائما في الإيهام بأنكم تدافعون عن الإسلام ولا بأنكم “طاهرون”.. سيكتشف الشعب حقيقة تجارتكم بالإسلام وسيتعرّى فسادكم عاجلا أو آجلا، وسيعرف الحقيقة لأن هناك في تونس نساءً ورجالا لن يتخلوا عنها مهما فعلتم لإسكاتهم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق