إفريقيا

وزير خارجية الإمارات يصل الجزائر بعد يوم واحد من زيارة أردوغان

الجزائر – الجزائر – 27-01-2020


وصل وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي لدولة الإمارات العربية المتحدة، عبد الله بن زايد، اليوم الإثنين إلى الجزائر، في زيارة عمل تبحث تطورات الملف الليبي.
وتأتي زيارة بن زايد بعد أيام من زيارة مماثلة قام بها بوقادوم إلى دولة الإمارات في 15 يناير الجاري ، قادمًا من المملكة العربية السعودية.

واللافت أن الوزير الإماراتي حل بالجزائر بعد ساعات من مغادرة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان البلاد، حيث اتفق مع نظيره الجزائري عبد المجيد تبون على تنفيذ مخرجات مؤتمر برلين حول ليبيا، والتنسيق الدائم بين البلدين حول تطورات الأزمة.

وتحاول الجزائر من خلال تكثيف تحركاتها مع اللاعبين الرئيسيين في ليبيا تثبيت الهدنة الهشة، لاسيما وأن بعثة الأمم المتحدة في ليبيا في بيان لها “تأسفت للإنتهاكات الصارخة المستمرة لحظر التسليح في ليبيا” المفروض بالقرار 1970 الصادر عن مجلس الأمن الدولي في 2011.

واعتبرت أوساط سياسية الزيارة التي قام بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الجزائر،أمس الأحد، بأنها زيارة تهدف أساسا إلى تبديد قلق الجزائر من نشر المرتزقة السوريين المشتبه في انتمائهم إلى تنظيمات إرهابية في ليبيا.

وقالت المصادر لـصحيفة(العرب) إن أردوغان يدرك وجود انقسام داخل السلطة الجزائرية بشأن الأوضاع في ليبيا ويخشى انتصار شق بات يدعو إلى ضرورة مناصرة الجيش الليبي على حساب ميليشيات حكومة الوفاق التي دعمتها أنقرة بمرتزقة سوريين.

ويبني الشق الداعي إلى دعم الجيش بقيادة المشير خليفة حفتر موقفه انطلاقا من مخاوف من فلول المرتزقة الذين إذا استقروا في ليبيا سيمثلون تهديدا أمنيا لاحقا على الجزائر. ويقود جنرالات المؤسسة العسكرية في الجزائر هذا الموقف.

وأضافت المصادر أن تركيا تريد تقديم إغراءات اقتصادية للنظام الجديد وإذا لم تتمكن من كسبه تماما لصفها على الأقل لا تجعله يميل بعيدا عن حكومة الوفاق.

وبناء على هذا الموقف من المتوقع أن تكون المؤسسة العسكرية قد حملت الرئيس عبدالمجيد تبون رسالة قوية يبلغها لأردوغان مفادها أن ليبيا البلد الغني الذي تنتشر فيه الفوضى ليس سوريا بما يعني أن الإرهابيين إذا استقروا فيها سيكون من شبه المستحيل إبعادهم عنها وسيستميتون في البقاء داخلها.
وتخشى أنقرة تصاعد نفوذ تيار داخل الجزائر داعم للجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.

وقالت مصادر دبلوماسية إن طموح أردوغان الآن هو أن يصل إلى صيغة للحصول على تسهيلات من الجزائر وهو ما ترفضه المؤسسة العسكرية تماما هناك.

وتصدر الملف الليبي أجندة أردوغان خلال زيارته للجزائر حملت معها بوادر قلق تركي من تصاعد مقاربة رفض التدخل العسكري الأجنبي في ليبيا، خلال قمة برلين الأخيرة واجتماع الجزائر لوزراء خارجية الجوار الليبي.

وتناولت الزيارة التي تعد الأولى من نوعها في زيارات الدولة، بعد انتخاب عبدالمجيد تبون، ملفات عسكرية واستخباراتية، تتصل بالوضع في ليبيا، على أمل أن يقدم الأتراك ضمانات ميدانية لنظرائهم في الجزائر، حول سلامة إقليمهم ومصالحهم في الحدود، مقابل دعم الموقف التركي من الأزمة الليبية.

ويتناقض استمرار إرسال تركيا للمرتزقة السوريين مع مخرجات مؤتمر برلين التي دعت إلى ضبط النفس والذهاب إلى حوار سياسي.

وتعكس الزيارة الأخيرة لقائد أركان الجيش الجزائري سعيد شنقريحة، إلى الناحية العسكرية الرابعة (ورقلة)، التي تقع تحت وصايتها الحدود البرية مع ليبيا، مخاوف أمنية من تسرب الإرهابيين إلى الجزائر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق