الشرق الأوسط

محلل سياسي : الحرب في اليمن لن تُحل بدون تفاهم سعودي- إيراني

زهور المشرقي-تونس

لم يعد ما يحدث في اليمن شأنا وطنياً أو حتى إقليميا وعربياً، فقد تداخل عدد من العوامل التي سمحت لقوى دولية عديدة بالتدخل بل والتحكم بالأحداث بما جعل الحرب تمتد إلى أطول مدى ممكن، بحيث لا تنتهي حتى يتحقق أكبر عدد من أهدافهم الإستراتيجية .

ولازلت الحرب في اليمن مشتعلة وسط غياب الحسم العسكري لأي طرف، برغم الخلل الواضح في توازن القوى بين “تحالف دعم الشرعية” الذي تقوده السعودية وقوات تحالف “الحوثي “.

ومنذ إطلاق “عاصفة الحزم”في 26 مارس 2015 لم يستطع التحالف حتى الآن إنهاء الحرب وحسمها. ففي البداية تم الإعلان عن أن الحرب لن تستمر لأكثر من ثلاثة أشهر، لإعادة الشرعية الممثلة في حكومة الرئس عبدربه منصور هادي، لكن هذا لم يحدث بشكل فعلي، ولم تستطع حكومة هادي بسط سيطرتها على كامل اليمن أو إجبار تحالف جماعة “أنصار الله” وداعمي الرئيس السابق “علي صالح” على الدخول في مفاوضات جدية من أجل إنهاء الأزمة.

فلماذا تأخر الحل السياسي في اليمن ما دفع بالتمدد الإيراني الذي صعّب الأزمة وساهم في إطالة امد الصراع برغم وعود الرياض بتجميع كل الأطراف من أجل الحوار ؟
في هذا الإطار قال المحلل السياسي المختص في الشأن اليمني محمود غريب، في حديث مع موقع استرايتيجا نيوز،اليوم الجمعة 25 أكتوبر2019، إن كل الأطراف المتناحرة قد عززت من مراكز القوة لديها كما فعلت الجماعات الحوثية في الشمال من خلال المحافظة على صنعاء وأنحائها ،متابعا أن بقية الأطراف المحاربة للحوثيين جنوبا قد عززت أيضا من مراكز القوة لديها.

وأضاف غريب، أن الطرف الحوثي هو في وضع أفضل استراتيجيا في مواجهة الجبهة الأخرى في إشارة إلى الحكومة المدعومة من التحالف الدولي ، التي تواجه المشروع الحوثي ما تسبب في التشتت في الطرف الأخر .
وتابع المحلل السياسي، أن الحوثيين تبنوا المشروع الإيراني في بعض المنطلقات الدينية التي وظفوها لصالحهم بإضافة صبغة ثورية إلى حد ما لدى الأطراف التي تحشدها في مواجهة الطرف الشرعي.

وذكّر محمود غريب بالأزمة الإقتصادية الطاحنة التي ضربت صنعاء والجماعات الحوثية في الفترة الأخيرة ما أدى الى تقهقرهم وتراجع دورهم الذي وصل إلى حد إغلاق بعض الجبهات كالحديدية إضافة إلى نقل البنك المركزي الى عدن عاصمة الحكومة الشرعية .

وأضاف أن طبيعة الحرب أدت الى زيادة أمد المواجهات ، مشيرا إلى أن الجنوب اليمني منقسم إلى حد كبير، مايمثل عاملا رئيسيا في تأخر الحسم في اليمن .

وتابع المحلل السياسي، أن “وقف الحرب في اليمن ليس بالمعضلة،لكن المشكل تكمن في ما بعد وقف الصراع وكيف ستكون طبيعة الدولة اليمنية وآليات الحكم خاصة مع وجود عشرات الفصائل وقيادات بالعشرات من مختلف المذاهب”.

وتساءل:”كيف يمكن إرضاء كل هذه الفصائل والشخصيات في آلية تشاريكية في الحكم؟ “.

وشدد محمود غريب على أن كل الأطراف تحاول حسم جبهات ميدانية لاستخدامها كورقة في مرحلة التفاوض ما تسبب في إطالة أمد المواجهة ،وفق تعبيره .

وأكد أن الحوثيين يمثلون معادلة صعبة في نظام الحكم في اليمن بعد انتهاء الحرب، باعتبارهم جماعة مسلحة لديها إمكانيات ضخمة عسكرية واستراتيجية وسياسية ومدعومة إيرانيا ،وتبعا لذلك، “كيف سيكون وضعها اذا تم نزع السلاح وتم التوصل إلى إنهاء الصراع ؟”،وقال إنها ستكون “حزب الله ” جديدا في اليمن ولن تسلم سلاحها وستشرّع لوجودها كما الوضع مع حزب الله اللبناني وبالتالي ستكون جبهة موازية للحكومة الشرعية .

وختم بالقول ” واهمٌ من يظن أن الأزمة اليمنية ستحل دون جلوس المملكة العربية السعودية وإيران على طاولة واحدة باعتبارهما فاعلين سياسيين في الحرب “، مشيرا إلى أن الإشكال في اليمن هو صراع بين المشروعين الشيعي والسني ، ولذلك لا بد أن يجد الطرفان صيغة للحل”.

وأضاف أن اليمن سقط من حسابات بعض الأطراف الدولية لحساب أزمات أخرى في المنطقة كسوريا وليبيا، ما يطيل أمد الحرب “.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق