بوركينا فاسو تتقارب مع طالبان في إطار بحثها عن شركاء تجاريين جدد خارج الفلك الغربي

قسم الأخبار الدولية 15/05/2025
عززت بوركينا فاسو جهودها الرامية إلى تنويع شركائها الدوليين خارج الدائرة الغربية عبر إعلانها، بالتعاون مع حركة “طالبان”، نية مشتركة لتوسيع العلاقات في مجالات التجارة والتعدين، وذلك خلال لقاء رسمي جمع ممثلي البلدين في طهران. وجرى اللقاء بين القائم بأعمال سفارة حكومة “طالبان” في إيران، مولوي فضل محمد حقاني، وسفير بوركينا فاسو لدى طهران، محمد كبورا، حيث اتفق الطرفان على خطة تعاون تشمل التجارة، والزراعة، وتبادل المهارات الفنية.
وأعلنت السفارة الأفغانية في بيان رسمي أن الجانبين اتفقا أيضاً على ترتيب زيارات متبادلة لوفود من القطاع الخاص خلال الفترة المقبلة، في خطوة تهدف إلى تعزيز التكامل الاقتصادي والتقني بين أفغانستان وبوركينا فاسو، وكلاهما يواجه عزلة دولية متفاوتة بسبب تحولات سياسية وأمنية داخلية.
يأتي هذا التقارب في سياق تحول استراتيجي أوسع تشهده بوركينا فاسو، التي قطعت علاقاتها العسكرية مع شركائها التقليديين في الغرب، وبدأت بالاعتماد على تحالفات بديلة في أعقاب استيلاء المجالس العسكرية على السلطة في البلاد وفي النيجر ومالي. وقد انسحبت الدول الثلاث من المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) في العام الماضي، لتؤسس بدلاً منها ما يُعرف بـ”تحالف دول الساحل”، مفضلة توسيع تعاونها مع قوى مثل روسيا وإيران.
وفي السياق ذاته، قال أولف لايسينغ، رئيس “برنامج الساحل” بمؤسسة “كونراد أديناور”، إن دول الساحل تبحث بشكل متزايد عن بدائل لشركات ومؤسسات غربية، مشيراً إلى أن إيران تنشط حالياً في المنطقة وتسعى إلى مد جسور التعاون، خصوصاً مع بوركينا فاسو، حيث أرسلت مساعدات إنسانية إلى العاصمة واغادوغو.
أما على الجانب الأمني، فتتزامن هذه التحركات مع جهود مشابهة، إذ أعلنت إيران مؤخراً عن اتفاق أمني موسع مع النيجر يشمل تدريب الحرس الوطني والشرطة داخل إيران، مما يعكس توجهاً متنامياً لدول الساحل نحو محاور جديدة، لا سيما في ظل التحديات الأمنية والاقتصادية العميقة التي تواجهها المنطقة.
ويأتي هذا الانفتاح المتبادل بين “طالبان” وبوركينا فاسو في ظل واقع سياسي وأمني معقد في البلدين، حيث تعاني الأخيرة من تصاعد تمردات مسلحة عنيفة، يُشتبه بوجود صلات غير رسمية لبعضها بحركة “طالبان”، في حين تواصل الحركة الأفغانية البحث عن اعتراف دولي رغم سيطرتها على الحكم منذ انسحاب القوات الأميركية في أغسطس 2021.