الشرق الأوسط

ذكرى انتصارات حرب أكتوبر عام 1973

زهور المشرقي-القاهرة

أحيت الأمة العربية ذكرى انتصارات حرب أكتوبر عام 1973،في ملحمة تاريخية جسدها الجيشان العربيان المصري والسوري،أثبت فيها القادة العسكرون قدرة فائقة على التخطيط وقيادة المعركة، كما جسدت الروح القتالية العالية للجندي العربي، وبلورت لأول مرة في التاريخ الحديث تكاتف العرب ووقوفهم وقفة واحدة في هذه الحرب العادلة لاسترداد الحقوق العربية المغتصبة.
شنت مصر وسوريا هجوما متزامنا على الإحتلال الإسرائيلي في الساعة الثانية من ظهر يوم 6 أكتوبرحيث هاجمت القوات السورية تحصينات وقواعد القوات الإسرائيلية في مرتفعات الجولان، بينما هاجمت القوات المصرية تحصينات إسرائيل بطول قناة السويس وفي عمق شبه جزيرة سيناء.
وقد نجحت مصر في اختراق خط بارليف خلال ست ساعات فقط من بداية المعركة، بدفاعاته الممتدة على أكثر من 160 كم على طول الشاطئ الشرقي للقناة من بور فؤاد شمالا إلى رأس مسلة على خليج السويس، وبعمق 30-35 كم شرقاً، بينما دمرت القوات السورية التحصينات الكبيرة التي أقامتها إسرائيل في هضبة الجولان، وحقق الجيش السوري تقدمًا كبيرًا في الأيام الأولى للقتال واحتل قمة جبل الشيخ مما أربك الجيش الإسرائيلي إلى حد كبير.
تم في حرب أكتوبر 73 وعلى مسرح العمليات تنفيذ أكبر معركة جوية فى قتال جوى متلاحم كما تم خلالها تنفيذ أكبر معركة بالمدرعات بعد الحرب العالمية الثانية.

شاركت القوات التونسية في هذه الحرب بعد أن قرر الزعيم الراحل الحبيب بورقييبة إرسال قوات من الجيش الوطني إلى جبهة القتال وتم تشكيل فيلق مشاة محمولة تضم بين 1100 و1200 ضابط وجندي.
وكانت الجزائر أول دولة عربية تعلن حظر تصدير البترول للدول التي تساند إسرائيل، وعندما اندلعت الحرب، اتصل الرئيس الجزائري وقتذاك، هواري بومدين، بالرئيس الراحل أنور السادات مع بداية حرب أكتوبر، مؤكدا أنه يضع كل إمكانيات الجزائر تحت تصرف القيادة المصرية وطلب منه أن يخبره فوراً باحتياجات مصر من الرجال والسلاح.
وقدمت الجزائر ثاني أكبر دعم عسكري خلال حرب أكتوبر بعد العراق، إذ أرسل بومدين 96 دبابة و32 آلية مجنزرة و12 مدفع ميدان و16 مدفعا مضادا للطيران وما يزيد على 50 طائرة حديثة من طراز ميج 21 وميج 17 وسوخوي 7.
وكانت مشاركة العراق في الحرب مفاجأة لكل من مصر وسوريا، بسبب ما كان يعانيه من تهديد إيراني لحدوده الشرقية وأزماته الداخلية مع الأكراد، إلا أنه اتخذ قراره بدخول الحرب، وبلغت القوات البرية والجوية العراقية التي تم حشدها: فيلقا مدرعا، فرقة مشاة آلية، لواء قوات خاصة، خمسة أسراب جوية مقاتلة-قاصفة، وأسرابا من طائرات النقل الجوي وطائرات الهليكوبتر.
أما المملكة العربية السعودية فقد دشنت جسرًا جويًا لإرسال 20 ألف جندي إلى الجبهة السورية، وتألفت القوات السعودية من لواء الملك عبد العزيز الميكانيكي المكون من 3 أفواج.
ودخل سلاح النفط بدوره المعركة حيث عقد وزراء النفط العرب اجتماعاً في الكويت، تقرر بموجبه خفض إنتاج النفط بواقع 5% شهريا ورفع أسعار النفط من جانب واحد. في 19 أكتوبر طلب الرئيس الأمريكي نيكسون من الكونغرس اعتماد 2.2 مليار دولار في مساعدات عاجلة لإسرائيل الأمر الذي أدى إلى قيام الجزائر والعراق والمملكة العربية السعودية وليبيا والإمارات العربية المتحدة ودول عربية أخرى بإعلان حظر على الصادرات النفطية إلى الولايات المتحدة، مما خلق أزمة طاقة في الولايات المتحدة الأمريكية.
تدخلت الولايات المتحدة الأمريكية في مسار الحرب، وتم إصدار قرار مجلس الأمن الدولي رقم 338 الذي يقضي بوقف جميع الأعمال الحربية بدءً من يوم 22 أكتوبر 1973.
وافقت مصر على القبول بوقف إطلاق النا ربعد حدوث ثغرة”الدفرسوار” من قبل القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية لقناة السويس وحذت سوريا حذوها، وبرغم ذلك فإنّ حرب أكتوبر شكلت إخفاقا خطيرا للقوات الإسرائيلية بسبب المفاجأة، وكبدت الحرب إسرائيل ثمنًا باهظَا بمقتل 2،688 جنديا.
القضية الأساسية في حرب أكتوبر التحريرية هي أن زمام المبادرة قد انتزع من يد العدو ولأول مرة في تاريخ العرب الحديث،وإنهاء أسطورة”الجيش الذي لا يقهر”.

يقول الكاتب والمفكر السياسي المصري “عمرو الشوبكي في ذكرى حرب اكتوبر 1973 ” ما أحوجنا اليوم لروح أكتوبر ورجال كرجال أكتوبر ” نصر أكتوبر،برغم ما ألت إليه الأوضاع فيما بعد، هو نقطة مضيئة ناصعة فى تاريخ الشعب المصري والمؤسسة العسكرية المصرية بعد هزيمة 1967 التى أحدثت شرخًا كبيرًا وألما في نفوس الكثيرين داخل مصر وخارجها.

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق