إفريقيا

أردوغان يصنع الكذب وأول من يصدّقه

طرابلس-ليبيا-31-1-2020 :زهور المشرقي

لا يزال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يصر إصرارا على التدخل في الشأن الليبي والمساهمة في مواصلة القتل والنهب والتهجير لليبيين، وبرغم الإدانة الدولية لخططه الرامية إلى التهام ليبيا، والإستيلاء على ثرواتها، يواصل تنفيذ بنود مخططه لإرسال قوات عسكرية لدعم حلفائه من جماعة “الإخوان”الذين فتحوا أمامه خزائن ليبيا على حساب قوت الشعب الإخواني فايز السراج، أردوغان صنع لنفسه مبررا لتدمير ليبيا و”قانونا” يسهل عليه نهب ثروات هذا البلد ووضع اليد على مقدراته، مدعيا ‘الإرث العثماني” ووجود مليون تركي في ليبيا، ومستهدفا إيجاد وسيلة استكمال مؤامرته مع حليفه السراج الذي منحه فرصة الولوج الى ليبيا عبر الإتفاقيتين الأمنينين المشبوهتين الذي ناله بسبببهما سخط دولي غير مسبوق الرئيس التركي الذي وصفته الصحف العالمية بالمتغطرس، قال اليوم في كلمته أمام اللجنة المركزية لحزب العدالة والتنمية في أنقرة إنه لا يحق لأحد توجيه انتقادات إزاء الموقف التركي من ليبيا، وخصوصا أولئك الذين يدعمون بارونات حرب أياديهم ملطخة بالدماء، وفق قوله.

واعتبر أردوغان أن الوقوف عكس اتجاه حكومة السراج خيانة لـ”الديمقراطية”، متمسّكا ببقائه في طرابلس إلى حين تحقيق “الإستقرار” فيها، واصفا المشير خليفة حفتر القائد العالم للجيش الوطني الليبي بالإنقلابي ،على حد زعمه.

واتهم الرئيس التركي بعض الدول العربية والغربية انطلاقا من السودان وصولا إلى روسيا بدعم حفتر. ويخطئ من يتصور أن تصريحات أردوغان هذه، حول تمسكه بخيار الحرب في ليبيا تأتي من فراغ، أو من باب المناورات السياسية، فحرصه على دعم السراج عسكريا في ليبيا، هدفه مساندة “الإخوان” باعتبار أن ليبيا آخر معقل لهم وإنقاذ جماعة الإسلام السياسي التي وجد فيه المطية السهلة والقصيرة لالتهام ليبيا وإحياء الحلم العثماني البائد غير مدرك لما حصل من تحولات عميقة في العالم!
وضع أردوغان قوته لدعم ميليشيات السراج في طرابلس، بالإتكاء على مرتزقته الموالين له والقادمين من سوريا والعراق وغيرهما من البلدان، سواء من أتباع تنظيم داعش الإرهابي، أو السوريين التركمان الذين يدينون له بالولاء، والذين يعتبرهم سلاحه لإنقاذ السراج، من الهزيمة على أيدي الجيش الوطني الليبيّ انكشفت أبعاد المؤامرة على ليبيا، منذ فترة، وواصل أردوغان إجراءاته لإرسال قوات عسكرية ومرتزقة لدعم السراج آملا في أن يستطيع إنقاذ حليفه ، الذي تنهار مليشياته تحت وطأة ضربات قوات الشعب المسلح والقوات المساندة لها من أبناء القبائل الشريفة الذين عبروا عن الوقوف في وجه أطماعه وعدوانه..
لكن،بالتأكيد أضحى أردوغان يصنع الكذب وأول من يصدقه..فالديمقراطية التي صنعتها الميليشيات المسلحة التي يهرول لتسليحها يدركها جيدا الليبيون والعالم وهي ديمقراطية السجوون السرية وديمقراطية القمامة والقتل والتشريد خارج البلاد والنزوح داخلها،إلى جانب المعاناة اليومية من انقطاع الكهرباء، والإختطاف مقابل الفدية، وتدمير مطار طرابلس وحرق خزانات النفط في طرابلس ونهب المال العام في حين يقف الليبيون والليبيات أياما وليالي ومنذ سنوات طويلة أمام المصارف علهم يسحبون ما يسد الرمق من مدخراتهم في وقت شحت فيه السيولة،في حين يسحب السراج مليارات الدولارات لدعم الميليشيات وتهريب مبالغ ضخمة إلى تركيا.
ومضحك لسخافته الإتهام الموجه إلى الجيش الوطني الليبي الذي استمد شرعيته من شرعية مجلس النواب المنتخب عام 2014،الذي يمارس صلاحياته إلى اليوم محليا ودوليا..
هذا الجيش هو الذي أنهى الإرهاب المتوحش في بنغازي ودرنة وغيرهما من المناطق التي انتشر فيها سابقا الإرهاب والجريمة والحرابة والنهب.
أردوغان الذي يتسربل بالدين وعصابته في طرابلس ومصراتة،يتحملون أمام التاريخ جرم ما يقدمون عليه..والتاريخ لايرحم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق