أخبار العالم

داعش يتسلل إلى شرق آسيا بحثا عن ملاذات جديدة

مالي-المالديف-زهور المشرقي15-5-2020


بقدر ما ساهمت ثورة الإتصالات والمواصلات في تمتين علاقات التعاون وتبادل المنافع والتجارب بين البشرية في كل مجالات الحياة،بقدر ما استغلت تلك الثورة التيارات الدينية المتطرفة وشبكات الجريمة المنظمة لتنفيذ مخططاتها وتمرير أجنداتها.
جزر المالديف،التي تعد بعيدة جدا عن بؤر القتال في الشرق الأوسط، لم تسلم،كغيرها من عديد البلدان في آسيا،من وصول الفكر الظلامي إليها، خصوصًا بعد إعلان جماعة مؤيدة لتنظيم”داعش” الإرهابي مسؤوليتها عن طعن سائحين صينيين، وأسترالي خلال الأسبوع الأول من فبراير الماضي.

يبدو أن الضربات القاصمة التي تلقاها التنظيم في سوريا والعراق، جعلته يبحث عن بدائل في آسيا، ومنها جزر المالديف، ويؤكد الباحث الهندي براهما تشيلاني، أستاذ الدراسات الإستراتيجية في مركز نيودلهي لأبحاث السياسات، في ورقة بحثية بعنوان: “آسيا مركز الإرهاب الجديد”، نشرت في أبريل 2019، أن الجماعات الإسلاموية تحظى بنفوذ كبير من جزر المالديف إلى أرخبيل الملايو بالفلبين، مشيرا إلى خطورة العائدين من بؤر القتال الذين تلقوا تدريبات مكثفة لتنفيذ عمليات إرهابية أكثر حرفية.

ففي 16 أبريل 2020 تبنى تنظيم”داعش” عبر منصته الإعلامية على موقع التواصل الاجتماعي عملية الهجوم الذي استهدف خمسة زوارق بحرية في أحد موانئ جزيرة ماهيبادهو شمال دولة المالديف، الواقعة بالمحيط الهندي بالقارة الآسيوية.

ووفقًا للصحف المحلية، فإن أحد الزوارق الخمسة يتبع الشرطة، وآخر لشركة نفط وثالث لهيئة الإسعاف، أما الإثنان الباقيان فيعودان إلى هيئات الحكومة، وقد استُهدفت الزوارق بواسطة قنابل أحرقتها تمامًا في 10 أبريل 2020،وحينئذ اعتبرتها السلطات عملية إرهابية مدبرة.

وخلال إعلانه مسؤوليته عن الحادث، أظهر”داعش” بعض توجهه الفكر والإيديولوجي تجاه المنطقة، إذ اعتبر الهجوم بمثابة انتقام من الحكومة وأذرعها، والتي اعتبرها “كافرة ومرتدة “وفقًا لرؤيته،معللًا ذلك باتخاذها الديمقراطية سبيلًا للحكم!

و اعتبر موقع (ديبلومات) الآسيوي، أن الهجوم الداعشي الجديد أقرب إلى التصنيف بكونه انتقامًا من الحكومة، ردا على حملات أمنية قوية ضد مجموعات مرتبطة فكريًا بـ”داعش” وبجماعات الإرهاب في باكستان، وقد بدأت هذه الحملات الحكومية تزداد قوتها مع أواخر 2019.

كما أكد موقع (ديبلومات)أن التنظيم كثف من تهديداته للحكومة عبر قنواته الإعلامية بعد تصنيف داعشي يدعى محمد أمين كإرهابي دولي بواسطة وزارة الخزانة الأمريكية في سبتمبر 2019، وكان أمين يعمل على تجنيد الشباب في جزر المالديف للإنضمام إلى تنظيم “داعش” إلى جانب تكوين خلايا عنقودية تابعة للتنظيم فكريا وتنظيميا، منها خلية وصل عدد أفرادها إلى نحو 30 شخصًا وفقًا للحكومة.

وبالنظر إلى كون الإقتصاد وموارد الدخل المالي من أهم المقومات التي تساعد الساسة على تنفيذ استراتيجيتهم في البلاد، عمد “داعش” إلى استهداف قطاع السياحة الذي تقوم عليه الدولة، إذ يمثل نحو ثلثي دخلها القومي، محاولًا إنهاكها، إلى جانب استهداف رعايا الدول الأجنبية ممن يقصدونها للتنزه وقضاء العطلات، وبذلك تتعاظم التأثيرات الناتجة عن الإستهداف الداعشي للجزر السياحية.

ورغم أن العديد من المنتمين لتنظيم القاعدة قد ظلُّوا على ولائهم للتنظيم، في أعقاب مقتل بن لادن وإقامة داعش للخلافة المزعومة، فإن جنوب وجنوب شرق آسيا شهدا انشقاق أعداد كبيرة من هؤلاء وانضمامهم لداعش.
ويقول المختص في الجماعات الارهابية محمد طه في حديث مع صحيفة ستراتيجيا نيوز اليوم الجمعة 15مايو2020، ، إن الإرهاب الجهادي هو التهديد الأكثر فتكًا الذي يواجه الدول والشعوب في جنوب آسيا اليوم.

وأضاف طه، إن إنهيار خلافة “داعش” الارهابي في نهاية عام 2017، ومقتل الخليفة المزعوم أبو بكر البغدادي على يد القوات الأمريكية الخاصة أعطى انطباعًا بأن الحرب ضد الإرهاب الجهادي قد أوشكت على الانتهاء، وقد يعزِّز من هذه النظرة حقيقة أن الجماعة الإرهابية الإسلامية الرئيسة الأخرى، تنظيم القاعدة، تعاني حالة تراجع منذ الغزو والاحتلال الأمريكي لأفغانستان في عام 2001، ومقتل أسامة بن لادن، زعيم التنظيم، الذي كان يتمتع بشخصية كاريزمية، على يد القوات الأمريكية الخاصة أيضًا في باكستان في عام 2011.

غير أن الواقع أبعد ما يكون عن هذا الانطباع الزائف، لا سيما في جنوبِ وجنوبِ شرق آسيا، وفق قوله.

من ناحيةٍ أخرى، ويشار الى ان الدول الاصغر في شرق اسيا أو ذات الأقلية المسلمة (مثل سريلانكا) شهدت تناميًا مقلقًا في شعبية الأيديولوجيا الجهادية، خاصة بين الشباب الساخط، حيث ينضم كثير منهم الآن بشكل علني إلى تنظيمي داعش والقاعدة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق