كمين القسام المركب في خان يونس يهز مواقع التواصل ويكشف تطور التكتيك المقاوم في غزة

قسم الأخبار الدولية 05/06/2025
أشعل كمين معقد نفذه مقاتلو كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مواقع التواصل الاجتماعي بعدما كبّد القوات الإسرائيلية خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، في عملية وُصفت بـ”الملحمة النارية” وأثارت ردود فعل واسعة بين الناشطين الفلسطينيين والعرب.
ووقعت العملية في منطقة الترخيص القديم جنوب مدينة خان يونس، حيث أعلنت كتائب القسام أنها فجّرت دبابة “ميركافا” بعبوة “شواظ”، تلاها استهداف مباشر لقوة إسرائيلية باستخدام قذيفة “الياسين 105”. وجاء ذلك بعد كمين أول أسفر عن مقتل أربعة جنود وإصابة 17 آخرين، بحسب ما أقرته وسائل إعلام إسرائيلية، التي تحدثت أيضًا عن فقدان عدد من الجنود في موقع الهجوم.
وتحدثت مصادر إعلامية عبرية عن تحليق مكثف للطيران الحربي الإسرائيلي في محاولة لإخلاء المصابين والعثور على المفقودين، في حين تكتم جيش الاحتلال على تفاصيل الهجوم وسط تضارب الأنباء حول حجم الخسائر. وقد أشار مراقبون إلى أن الكمين وقع ضمن نطاق نشاط الفرقة 98 “عصبة النار”، التي تضم نخبة وحدات الجيش الإسرائيلي، ما يعزز الطابع النوعي للعملية.
وبرز على مواقع التواصل وصف “الملحمة النارية” للعملية، إذ أشاد مغردون بدقة التنفيذ وبسالة المقاومين، معتبرين أن ضربة “بوما” كانت كاشفة لضعف الآليات العسكرية الإسرائيلية في الميدان. ونقلت تدوينات أن مقاوما واحدا استطاع أن يدمر المدرعة بعبوة ناسفة، وأشعل النيران فيها قبل أن تُردم بالرمل وتسحب لاحقًا بجرافة.
وأوضح مدونون أن الكمين اعتمد على استدراج تكتيكي محكم، حيث فُجّرت العبوة تحت مركبة تقل وحدة متقدمة، ثم جرى استدراج وحدة الإنقاذ إلى نفس الموقع لتقع في فخ ثانٍ تم التخطيط له مسبقًا، مما أدى إلى مقتل وجرح أكثر من 20 جنديًا، في مشهد وصفته مصادر المقاومة بأنه “نقطة تحول في مسار المعركة”.
كما تناول نشطاء الأثر النفسي للعملية على قوات الاحتلال، خاصة على الجنود الاحتياط والمجندين الجدد، مؤكدين أن “كمين خان يونس” كشف هشاشة الثقة داخل صفوف الجيش الإسرائيلي رغم تفوقه في العتاد.
وكتب أحد النشطاء: “عندما تتوقف الأصوات، تتكلم غزة بصوت الرصاص. في خان يونس لا يوجد ارتباك، بل يقين وذكاء ميداني”. بينما قال آخر: “هذه معركة تتجاوز الميدان.. إنها رسالة تقول إن غزة تعرف عدوها وتفكر بعقلية من يكتب سيناريو المعركة”.
ويرى متابعون أن الكمائن المركبة المتكررة التي تنفذها كتائب القسام تعكس تطورًا ملحوظًا في العمل المقاوم، إذ بات يعتمد على التكامل بين المعلومات الاستخبارية والرؤية الميدانية، ما يعيد خلط الأوراق في ساحة المعركة ويعزز رواية المقاومة في مواجهة الرواية الرسمية الإسرائيلية.