آسياأخبار العالمالشرق الأوسط

إسرائيل توسع ضرباتها لتطال سجن إيفين الإيراني وتثير إدانات دولية واسعة

استهدفت غارة جوية إسرائيلية، يوم الاثنين 23 يونيو، سجن إيفين الشهير في العاصمة الإيرانية طهران، ما أدى إلى تدمير أجزاء من مبناه الإداري وسقوط قتلى وجرحى في صفوف موظفيه ونزلائه، في هجوم وصفته الأمم المتحدة بانتهاك جسيم للقانون الإنساني الدولي، وأثار ردود فعل مستنكرة من عدد من العواصم الغربية.

وأكد المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية، أصغر جهانغير، أن الهجوم أدى إلى إصابة عدد من العاملين الإداريين والقضائيين، إضافة إلى بعض المراجعين، وسقوط عدد من القتلى، دون الإفصاح عن حصيلة دقيقة. وأضاف أن التحقيقات لا تزال جارية، في حين باشرت السلطات بنقل معتقلين إلى سجون أخرى في محافظة طهران.

وشملت الضربة، وفق ما أكدته مصادر رسمية وشهود، البوابة الرئيسية للسجن، وأقساماً إدارية مثل المستشفى والمكتبة، بينما لم ترد تقارير عن هروب جماعي من العنابر التي تأثرت بشكل جزئي. وانتشرت مشاهد على وسائل التواصل الاجتماعي تُظهر ألسنة لهب ودخاناً كثيفاً يتصاعد من السجن، ما عزز حالة القلق بشأن مصير السجناء، وغالبيتهم من المعتقلين السياسيين والنشطاء الحقوقيين.

من جهتها، دانت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان الهجوم، معتبرة أن سجن إيفين ليس هدفاً عسكرياً، وأن استهدافه يُعدّ انتهاكاً صريحاً للقانون الإنساني الدولي. وقال المتحدث باسم المفوضية، ثمين الخيطان، إن المكتب تلقى تقارير عن حرائق وإصابات داخل السجن، دون ذكر أسماء الدول المسؤولة.

في المقابل، قالت إسرائيل إن الغارة جاءت ضمن سلسلة ضربات “نوعية” استهدفت “مراكز قمع” في طهران، في إشارة واضحة إلى انتقال عملياتها العسكرية من استهداف المواقع العسكرية والنووية إلى ضرب مؤسسات سيادية يُنظر إليها كدعائم للنظام الإيراني.

وأثار الهجوم أيضاً استياء باريس، حيث أكد وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، أن المواطنين الفرنسيين المعتقلين في السجن منذ ثلاث سنوات، لم يصابا بأذى، لكنه وصف الضربة بأنها “غير مقبولة”.

ويقع سجن إيفين في شمال غربي طهران، وهو منشأة ضخمة بنيت عام 1972، وتحول بعد الثورة الإسلامية عام 1979 إلى رمز للانتهاكات السياسية، حيث يضم أكثر من 15 ألف سجين، من بينهم معارضون، صحافيون، أكاديميون، ومزدوجو الجنسية يُحتجزون لأغراض تفاوضية.

يأتي هذا التطور بينما تتصاعد حدة التوتر في المنطقة، وسط تلويح إسرائيلي بمواصلة استهداف المنشآت الحيوية في إيران، في إطار استراتيجية وصفتها تل أبيب بأنها “ردع متقدم” ضد ما تعتبره تهديدات مباشرة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق