مقتل حسين سلامي يعمّق الجراح الإيرانية ويشعل احتمالات التصعيد الإقليمي

قسم الأخبار الدولية 13/06/2025
أنهت غارة إسرائيلية استهدفت العاصمة الإيرانية طهران فجر الجمعة، حياة اللواء حسين سلامي، قائد الحرس الثوري وأحد أكثر وجوه النظام تشدداً ونفوذاً. بذلك، تطوى صفحة رجل لطالما ارتبط اسمه بالمواجهة المباشرة مع إسرائيل وبتعزيز قبضة الحرس الثوري على مفاصل الدولة الإيرانية.
انطلقت مسيرة سلامي العسكرية مع اندلاع الحرب العراقية الإيرانية عام 1980، إذ التحق مبكراً بصفوف الحرس الثوري ليصبح من رموزه خلال الحرب وبعدها. ومع مرور الوقت، تدرّج في المناصب حتى تولّى قيادة سلاح الجو التابع للحرس، ثم شغل منصب نائب القائد العام لقرابة عقد قبل تعيينه قائداً عاماً في أبريل 2019، خلفاً لمحمد علي جعفري.
تميّز سلامي بخطابه التعبوي المرتكز على العداء الصريح لإسرائيل والولايات المتحدة. لم يكن مجرد واجهة إعلامية؛ ففي أبريل 2024، ظهر عبر التلفزيون الإيراني وهو يدير من مركز عسكري الهجوم الإيراني المباشر بالطائرات المسيّرة والصواريخ على إسرائيل، في رد غير مسبوق من طهران. كما حذّر في مناسبات متعددة من عواقب أي مواجهة، وهاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعبارات حادة، قائلاً له ذات مرة: “تدرّب على السباحة لأن البحر سيكون ملاذك الأخير”.
لم تقتصر أدواره على الجبهات، بل امتدت إلى دوائر صنع القرار العليا، إذ كان عضواً في المجلس الأعلى للأمن القومي، وشارك في صياغة استراتيجيات إيران في ملفات النفوذ الإقليمي الممتد من العراق وسوريا إلى لبنان واليمن. وعكس تعيينه قائداً للحرس من قبل المرشد علي خامنئي ثقة عميقة بدوره في “تطوير الجاهزية القتالية وتعزيز قدرات الردع”.
خلال قيادته، تحوّل الحرس الثوري إلى قوة متعددة الأذرع، تضم أكثر من 125 ألف عنصر بحسب تقديرات المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، وتمتلك ذراعاً فضائية، ونفوذاً اقتصادياً وعسكرياً داخل إيران وخارجها. وكان آخر ظهور علني له في مايو 2025 خلال الذكرى الأولى لوفاة الرئيس الإيراني السابق إبراهيم رئيسي، ما يوضح استمرارية حضوره في المشهد السياسي حتى اللحظات الأخيرة.
ويُعد مقتل سلامي ضربة موجعة لإيران، ويثير تساؤلات حول خيارات الرد الإيراني، في ظل احتقان إقليمي متصاعد. فالرجل لم يكن مجرد قائد عسكري، بل أحد أعمدة العقيدة الثورية الإيرانية، وصاحب دور محوري في مشروع طهران الإقليمي، وهو ما يجعل رحيله حدثاً مفصلياً قد يعيد خلط أوراق المواجهة في الشرق الأوسط.