أخبار العالمالشرق الأوسط

ضغوط دولية على لبنان لتسريع نزع سلاح «حزب الله» وتثبيت سلطة الدولة قبل مؤتمر الإعمار

دخل لبنان مرحلة من الجمود السياسي وسط تصاعد الضغوط الدولية لتقديم خطوات ملموسة تتيح عقد «مؤتمر أصدقاء لبنان» الذي تعتزم باريس استضافته لإطلاق صندوق إعادة إعمار البلدات المتضررة جراء الحرب الأخيرة. ووفق مصادر سياسية لبنانية، فقد ربطت الدول الكبرى المشاركة في المؤتمر موافقتها بتحقيق شرطين أساسيين هما: حصرية السلاح بيد الدولة، وإطلاق عملية إصلاحات مالية، في مقدمتها إعادة هيكلة القطاع المصرفي.

وبرزت في هذا السياق دعوات غربية، نقلها دبلوماسيون غربيون وبرلمانيون لبنانيون، إلى وضع جدول زمني واضح لسحب سلاح «حزب الله»، وهو ما اعتُبر اختباراً لنوايا الحزب في الاندماج في مشروع الدولة بدلاً من المراهنة على نتائج المفاوضات الأميركية – الإيرانية بشأن الملف النووي. ويُتوقع أن يتصدر هذا الملف محادثات رئيس الحكومة نواف سلام خلال زيارته المقبلة إلى نيويورك للمشاركة في مؤتمر دولي حول القضية الفلسطينية، حيث سيلتقي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لبحث التجديد لقوات «يونيفيل» جنوب لبنان.

وتزامن التحرك اللبناني مع تشديد فرنسي – أميركي على ضرورة إنهاء الاعتداءات على «يونيفيل» ومنحها حرية حركة كاملة في منطقة جنوب الليطاني، مع الإشارة إلى توجه أميركي لتقليص عددها نظراً لتراجع مساهمتها المالية في ميزانية الأمم المتحدة. كما شددت باريس على أن أي مساعدات دولية للبنان، خصوصاً في ملف الإعمار، ستبقى مرهونة بالتزام واضح بإخضاع السلاح لسلطة الدولة.

وأشارت المصادر إلى أن البطء في التقدم بملف نزع السلاح يهدد أيضاً موافقة البنك الدولي على إقراض لبنان 250 مليون دولار لإعادة تأهيل البنى التحتية، فضلاً عن عرقلة الإفادة من قروض أخرى بقيمة 700 مليون دولار ما زالت مشاريعها معلقة بانتظار إقرارها في البرلمان. وأكد دبلوماسيون أن مواصلة الحزب سياسة كسب الوقت قد تنعكس سلباً على الموقف الدولي، في ظل تراجع الحماسة للاستثمار في لبنان مقابل الانفتاح المتزايد على سوريا بعد انتخاب الرئيس أحمد الشرع.

وفي ظل انسداد الأفق السياسي، وغياب توافق داخلي حول قضايا استراتيجية كبرى، حذّر نواب التقاهم الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان من تفويت لبنان لفرصة تاريخية لإعادة إدماجه في المعادلات الإقليمية والدولية، مشددين على أن إعمار الجنوب لا يمكن أن يتقدم على شرط السيادة والسلاح الموحد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق