أخبار العالمأوروبا

قمة نيس للمحيطات تطلق نداء عالمياً لإنقاذ البيئة البحرية وسط انتقادات لغياب واشنطن وتلميحات ضد ترمب

انطلقت يوم الاثنين في مدينة نيس الفرنسية أعمال قمة الأمم المتحدة للمحيطات بمشاركة أكثر من 130 دولة، في محاولة لتكثيف الجهود الدولية الرامية إلى حماية المحيطات والتنوع البيولوجي البحري، في ظل تصاعد التحذيرات من تداعيات الاحترار العالمي على النظم البيئية البحرية. ورغم الحضور الرفيع، سجّل غياب ملحوظ للولايات المتحدة على المستوى الفيدرالي، وهو ما اعتُبر رسالة سياسية سلبية، خصوصاً في ظل ما تشهده المحيطات من تهديدات غير مسبوقة.

وأكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي افتتح القمة إلى جانب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ورئيس كوستاريكا رودريغو تشافيز، أن “المحيطات تغلي” بسبب النشاط البشري، مشدداً على أن الاستجابة يجب أن تكون “متعددة الأطراف” ومرتبطة بوقائع علمية لا خلاف حولها. وانتقد ماكرون ضمنياً الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، قائلاً إن “أعماق البحار ليست للبيع”، في إشارة إلى موقف ترمب الداعم للتعدين في المناطق البحرية الدولية دون توافق أممي.

وتناقش القمة، التي تعقد على ضفاف البحر الأبيض المتوسط المصنَّف كأكثر بحار العالم تلوثاً، ثلاث قضايا رئيسية: التعدين في أعماق البحار، والملاحة البحرية، والتلوث البلاستيكي. وأعلن ماكرون أن “معاهدة أعالي البحار” ستدخل حيّز التنفيذ قريباً بعد أن صادقت عليها أكثر من 60 دولة، مما يمهد الطريق نحو تحقيق الهدف العالمي المتمثل في حماية 30% من المحيطات بحلول 2030.

غير أن تقارير بيئية حذّرت من بطء التقدم؛ إذ تشير منظمة “غرينبيس” إلى أن الوصول لهذا الهدف قد يتأخر حتى عام 2107 إذا استمر العمل بالوتيرة الحالية. وفي المقابل، أعلنت جزر ساموا إنشاء 9 محميات بحرية جديدة، فيما تستعد بريطانيا لحظر الصيد بشباك الجر في 41 منطقة محمية.

أما غوتيريش، فاعتبر أن “النشاط البشري يقود المحيطات إلى الانهيار”، محذراً من أن “أعماق البحار لا يمكن أن تصبح الغرب المتوحش الجديد”. وعبّر عن أمله في أن تساهم قمة نيس في التحوّل من النهب إلى الحماية، في وقت باتت فيه المحيطات مصدراً حيوياً للأمن الغذائي والطاقي والمناخي العالمي.

ومع اقتراب إعلان “خطة نيس للعمل” يوم الجمعة، يعلّق المشاركون آمالاً كبيرة على أن تتحول التوصيات الطوعية إلى التزامات قابلة للتنفيذ، في مواجهة السباق الدولي على موارد المحيطات واشتداد التحديات البيئية التي تهدد مستقبل البشرية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق