واشنطن تبقي على استثناء الغاز الإيراني للعراق وتلغي استيراد الكهرباء وسط دعوات لتنويع المصادر
قسم الأخبار الدولية 12/03/2025
أكد فرهاد علاء الدين، مستشار رئيس الوزراء العراقي للعلاقات الخارجية، أن الولايات المتحدة لم تلغِ الاستثناء الممنوح للعراق فيما يتعلق باستيراد الغاز الإيراني، بينما قررت إنهاء الاستثناء الخاص باستيراد الكهرباء، مما يفرض على بغداد تحديات جديدة في تأمين احتياجاتها الطاقوية وسط ضغوط دولية متزايدة.
اعتماد العراق على الغاز الإيراني وتأثير القرار
أوضح علاء الدين أن العراق يعتمد بشكل كبير على الغاز الإيراني في تشغيل محطات الكهرباء، حيث يُستخدم الغاز المستورد من إيران في توليد نحو 43% من إجمالي الكهرباء في البلاد، ما يجعل القرار الأميركي ذا تأثير محدود في المدى القريب لكنه يثير تساؤلات حول مستقبل الإمدادات. وعلى الرغم من إبقاء واشنطن على استثناء استيراد الغاز، فإن إلغاء استثناء الكهرباء قد يدفع العراق إلى البحث عن حلول بديلة، خاصةً أن الطلب على الطاقة الكهربائية في البلاد يشهد ارتفاعًا مستمرًا، خصوصًا خلال فصل الصيف الحار.
يأتي هذا القرار في إطار السياسة الأميركية الرامية إلى تقليص الاعتماد العراقي على الطاقة الإيرانية، وهو توجه يتماشى مع الاستراتيجية الأوسع لواشنطن في الحد من نفوذ طهران في المنطقة. وتشجع الإدارة الأميركية العراق على تنويع مصادره من الغاز والكهرباء، إذ قال علاء الدين: “ما تقوله الإدارة الأميركية هو: نوّعوا مصادر الاستيراد، وابحثوا عن بدائل من دول أخرى”.
التحديات العراقية وخيارات البدائل
يواجه العراق صعوبات في إيجاد بدائل سريعة للغاز والكهرباء الإيرانيين، حيث يعاني قطاع الطاقة من مشاكل بنيوية تمتد لعقود، تشمل تهالك البنية التحتية، وضعف الاستثمارات في قطاع الغاز، واعتماد واسع على الوقود المستورد. وفي ظل هذا الوضع، تسعى بغداد إلى تعزيز التعاون مع دول الجوار مثل قطر والسعودية لاستيراد الغاز، إلى جانب تنفيذ مشاريع محلية لتطوير قطاع الغاز المصاحب المنتج من الحقول النفطية العراقية.
آفاق المستقبل والطموحات العراقية
تعمل الحكومة العراقية على استثمار الغاز المصاحب المنتج من الحقول النفطية لتقليل الاعتماد على الاستيراد الخارجي، لكن هذه المشاريع تحتاج إلى سنوات من التطوير والاستثمارات الضخمة قبل أن تؤتي ثمارها. كما تسعى بغداد لتفعيل مشاريع الربط الكهربائي مع كل من دول الخليج والأردن وتركيا لتعزيز مصادر الطاقة البديلة.
يضع القرار الأميركي العراق أمام مرحلة جديدة من إعادة التوازن في سياسته الطاقوية، إذ سيكون عليه الإسراع في تنفيذ مشاريع بديلة لتقليل الاعتماد على إيران، وفي الوقت ذاته ضمان استقرار إمدادات الكهرباء لتفادي الأزمات التي قد تثير استياءً شعبيًا واسعًا، خاصة في ظل التحديات السياسية والاقتصادية التي تواجهها البلاد.
