إسرائيل بين الإنكار والتوسع: هل تواجه الدولة انهيارًا داخليًا؟

قسم الأخبار الدولية 05/03/2025

في مقال نشرته صحيفة هآرتس، شبّه الكاتب تسفي برئيل إسرائيل بمتجر يتهاوى ماليًا لكنه يستمر في فتح فروع جديدة، مشيرًا إلى أن الحكومة الإسرائيلية تتجاهل أزماتها الداخلية بينما تمضي قدمًا في سياسات توسعية تشمل الضفة الغربية وعمليات عسكرية متزايدة في غزة ولبنان وسوريا.

تصعيد بلا رؤية استراتيجية

يأتي هذا التشبيه في وقت تواجه فيه إسرائيل أزمة وجودية غير مسبوقة بعد هجوم 7 أكتوبر 2023، الذي كشف عن ثغرات خطيرة في منظومتها الأمنية وأدى إلى مقتل وإصابة المئات وأسر العشرات. وبرغم التحقيقات التي أظهرت إهمالًا عسكريًا وإداريًا واسعًا، تواصل الحكومة التصرف كما لو أن شيئًا لم يحدث، وفقًا للكاتب.

يرى برئيل أن السياسات الإسرائيلية الحالية تعكس إنكارًا للواقع، حيث تواصل الحكومة التصعيد العسكري دون استراتيجية واضحة لإنهاء الحرب، بينما يتزايد الانقسام الداخلي وتتصاعد الاحتجاجات الشعبية ضد قيادتها. كما أن رفض تشكيل لجان تحقيق مستقلة لمحاسبة المسؤولين عن الإخفاقات الأمنية يعزز من تراجع الثقة في الحكومة.

التوسع وسط الانهيار الداخلي

يستعرض الكاتب كيف توسعت إسرائيل رغم عدم قدرتها على إدارة أزماتها الداخلية:

• في غزة، تتجاهل الحكومة الأزمة الإنسانية والسياسية المتفاقمة وتصر على مواصلة العمليات العسكرية، رغم استمرار أزمة الرهائن ورفض آلاف المستوطنين العودة لمستوطناتهم المحيطة بالقطاع.
• في لبنان، رغم الضربات العسكرية التي نفذتها إسرائيل، لا يزال المستوطنون في الشمال يشعرون بانعدام الأمن، مما يعكس فشل السياسات الأمنية الإسرائيلية.
• في سوريا، بررت إسرائيل وجودها العسكري الجديد بحماية الأقلية الدرزية، لكن الكاتب يرى أن هذه الخطوة تهدف لصرف الانتباه عن أزماتها الداخلية أكثر من كونها جزءًا من استراتيجية أمنية طويلة المدى.

ثمن الإنكار والمغامرات العسكرية

يختتم برئيل مقاله بتحذير من أن التاريخ أثبت أن القوة العسكرية وحدها ليست ضمانة للأمن، بل إن استقرار الدولة داخليًا هو الأساس لبقائها. ومع ذلك، يصر القادة الإسرائيليون على المضي قدمًا في سياساتهم التوسعية، في حين يتحمل المواطنون الإسرائيليون التكلفة الباهظة لهذا النهج.