أخبار العالمأمريكاأوروبا

دو فيلبان: لحظة فارقة في تاريخ أوروبا وعلى أوروبا إستغلال الفرصة لتعزيز سيادتها

مع تزايد التباعد بين الولايات المتحدة وأوروبا تحت قيادة دونالد ترامب، يرى دومينيك دو فيلبان، رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق، أن هذه الأزمة تُمثل فرصة تاريخية أمام أوروبا لتعزيز سيادتها واستقلالها في عالم مضطرب.

تحدث رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق، دومينيك دو فيلبان، عن تحوّل حاسم في علاقة أوروبا بالولايات المتحدة، مشيراً إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد “تخلى” عن أوكرانيا بينما يسعى إلى إضعاف الاتحاد الأوروبي.

وذكرت صحيفة “الغارديان” البريطانية، أن دو فيلبان يقول إن الولايات المتحدة لم تعد حليفة لأوروبا، ويعتقد أن هذا التحوّل يشير إلى لحظة تاريخية فارقة في تاريخ أوروبا، حيث لم تعد الولايات المتحدة حليفاً موثوقاً لأوروبا، بل أصبحت “قوة عظمى غير ليبرالية تنضم إلى روسيا والصين في تحدي القيم الغربية الليبرالية”.

دو فيلبان، الذي اشتهر بخطابه المؤثر في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في عام 2003، قبل وقت قصير من غزو العراق بقيادة الولايات المتحدة، عاد ليقدم تحليله في ظل تغير العلاقات الدولية. في هذا الخطاب، كان قد حذر من مخاطر تصرف الولايات المتحدة بشكلٍ منفرد، محذراً من الفوضى التي قد تؤدي إليها استراتيجية واشنطن في الشرق الأوسط وتقويض المؤسسات الدولية، وهو التحذير الذي تحقق جزئياً بعد الحرب.

والآن يعود دو فيلبان، الذي حذر من مخاطر الاعتماد المفرط لأوروبا على الولايات المتحدة قبل سنوات عديدة من تحول هذا الرأي إلى رأي سائد في باريس أو برلين، بنصيحة حول كيفية الاستجابة لأخطر انهيار في علاقة أوروبا بالولايات المتحدة منذ 80 عاماً.

وفي محاولة لتعزيز السيادة الأوروبية وجعل القارة أكثر استقلالية في مواجهة التحولات السياسية العالمية، اقترح دو فيلبان خطة من ثلاث نقاط يجب على أوروبا تبنيها، أولها تطوير ميثاق دفاع مشترك، مع تعزيز صناعة الدفاع الأوروبية بشكل كبير.

أما الخطوة الثانية التي اقترحها، فكانت زيادة الاستثمار في الابتكار والتكنولوجيا، والخطوة الثالثة تتعلق بتعميق التعاون بين فرنسا وبريطانيا في مجالات الدفاع والاستخبارات، خصوصاً في ما يتعلق بالقضايا النووية والنزاع الأوكراني.

وفي خضم هذا التحول العالمي، يعتقد دو فيلبان أن أوروبا إذا تمكنت من تطبيق هذه الخطوات، فإنها ستتمكن من تعزيز سيادتها واستقلالها في مواجهة التحولات الكبرى التي تشهدها السياسة العالمية.

هذا التحوّل الدولي يأتي في وقت يواصل  ترامب اتباع سياسة خارجية غير متوقعة، وهو ما يعكس القلق المتزايد في أوروبا. في ظل هذه الديناميكية، يرى دو فيلبان أن الأزمة الحالية تشكل فرصة لأوروبا لتوحيد صفوفها خلف القيم الديمقراطية الليبرالية وملء الفراغ الذي تركته إدارة ترامب في الساحة الدولية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق