إفريقيا

وزير داخلية ليبيا الأسبق: الجيش يتقدّم معركة اللّيبيين ضدّ الإرهاب ومليشيات العبث بمقدرات البلاد

زهور المشرقي-تونس

قال اللواء صالح رجب المسماري وزير الداخلية الليبي الأسبق ورئيس المجلس الأعلى لقبائل المرابطين والأشراف،إن التنظيمات الإرهابية استولت على مقدرات الشعب الليبي ومفاصل دولته ومؤسساته بعد تدمير الدولة الليبية بسبب التدخل العسكري المباشر لحلف شمال الأطلسي وقطر وبعض القوى الإقليمية ممّا مكن الإرهابيين من التمركز والسطو على مقدرات الشعب الليبي.
وذكّر المسماري، في حوار مع موقع استراتيجيا نيوز،اليوم الثلاثاء 22 أكتوبر2019،بأن ضربات الناتو التي بدأت مساء يوم 19 مارس2011 والتي تواصلت سبعة أشهر متتالية ليل نهر،عملت على تفكيك المؤسستين الأمنية والعسكرية وأفسحت المجال أمام العصابات الإجرامية لنهب الثروات الليبية وتفكيك النسيج الإجتماعي ورهن البلاد للدوائر الإستغلالية الخارجية.
واعتبر محدثنا، أن ليبيا أول ضحايا ما يسمى بحروب الجيل الرابع المخطط لها عالميا ،مشيرا إلى ما حصل من مآسي وقتل ونهب وتدمير واختطاف وتجويع وزعزعة الإستقرار عبر مجموعات مسلحة في محاولة لإرغام الليبيين على الرضوخ لإرادة أعداء الشعب وفق أجندة ينفذها مواطنون ليبيون يدركون أن ممارساتهم ونهبهم وتسلطهم لايستمر إلا في حالة الفوضى واللادولة بلا جيش وطني ولا أمن، مستندين في بقائهم إلى المليشيات الإرهابية.
ولفت إلى أن ماحدث في ليبيا ليس بثورة بل هو قتل وخطف وخراب ممنهج متدرج انطلق من ليبيا وصولا إلى سوريا و اليمن والعراق ،عن طريق مقاتلين محليين وغير محليين ينفذون مخططا غربيا إسرائيليا على أراضي عربية ،وفق تعبيره.
وبخصوص بعثات الأمم المتحدة إلى ليبيا تحت عنوان إنهاء الصراع القائم، أكد اللواء صالح رجب أن”الوقائع على الأرض تبرهن على أن هذه البعثات لم تقدم حلا واحدا لشعب تعرض إلى الإحتلال “،مذكرا بسلبية مواقفها إزاء المجازة التي ارتكبتها الميليشيات المسلحة بتفويض من الجماعات الدينية المتطرفة المصنفة عالميا تنظيمات إرهابية، مشيرا في هذا الصدد على سبيل المثال إلى ذبح الأقباط المصريين وسحل المواطنين وخطف الصحفيين التونسيين وخطف السفير الأردني وقتل السفير الأمريكي واغتيال الكوادر الليبية من أطباء وصحفيين وسياسيين ونشطاء في المجتمع المدني، وإحراق المطارات، وتهريب الأموال والمعدات والإستيلاء على السيولة من المصارف، إلى آخر قائمة الجرائم المتعلقة بالسطو على مقدرات الشعب الليبي.
وأكد المسماري، أنه أمام هذا الواقع المؤلم كان لابد لأحرار ليبيا أن يقفوا وقفة تاريخية فتنادوا لإنقاذ ليبيا ،وكان من المنطقي أن عصابات الإرهاب لايمكن التصدي لها وصرعها إلا بالقوة المستندة على الحق والإيمان بكرامة الوطن،وسرعان ما انبعثت من جديد المؤسسة العسكرية الوطنية الليبية وبدأت كفاحها في ظل حواضنها الشعبية، لدحر الإرهاب والسعي إلى إعادة مكانة الدولة ومؤسساتها، وتمكنت من إزاحة كابوس الإرهاب والجماعات التكفيرية من بنغازي ودرنة واجدابيا وسبها وعديد المناطق الأخرى لتتوجه بعد ذلك إلى العاصمة طرابلس المختطفة من قبل جماعة”الإسلام السياسي” تحت سطوة الميليشيات المسلحة المجردة من كل أخلاق ورؤية وطنية أو إنسانية، وهي الحقيقة التي يعرفها العالم ومبعوث الأمم المتحدة نفسه كما يعرفها أبناء الشعب الليبي.
وجدّد التأكيد على أن المعركة التي يخوضها الجيش الوطني ضد المليشيات وأمراء الحرب،هي معركة الخلاص لإقامة الدولة المدنية وتعزيز هيبتها واسترجاع الوطن وبناء وتأهيل ما دمره المجرمون ومَن وَالاهُم من طليان وأتراك وقطريين..
واتهم اللواء صالح رجب قطر بالتدخل المباشر في الشؤون الداخلية الليبية، لافتا إلى إرسال السلاح إلى المليشيات والإرهابيين وضخ الأموال لشركات الطيران لنقل الدواعش الإرهابيين إلى مطاري معيتيقة ومصراتة، بالتعاون مع تركيا التي تقوم بنفس العمل الإجرامي في حق الليبيين.
وانتقد المتحدث حظر تسليح الجيش الليبي من قبل الأمم المتحدة مع وضع بلاده تحت البند السابع،الأمر الذي أدى إلى تواصل حدوث الجرائم في كل أنحاء البلاد ،لافتا إلى مطامع القوات الخارجية في إقامة قواعد في مصراتة والسعي إلى التمركز البحري بموانئ طرابلس والزاوية، متسائلا في الوقت ذاته: ” هل تعلمون أن الطليان يأخذون الغاز والنفط الليبي بثمن زهيد بل إنهم لايسددون ما عليهم مقابل غازنا؟”.
وتحدث عن” انتشار عصابات تشادية متمردة تجوب الأراضى الليبية مخترقة حدودنا في مخالفة واضحة للقانون الدولى ، وعن وجود مخابرات عديد الدول الأجنبية من إنجليز وطليان وأتراك وصهاينة تمرح في طرابلس كما يحلو لها بأمر من فائز السراج،وفق تعبيره.”

وبخصوص خطر انتشار الإرهابيين في ليبيا نتيجة الغزو التركي شمال سوريا، اتهم وزير الداخلية الأسبق، الرئيسَ التركي أردوغان وجيشه باقتحام بعض السجون التي يقبع بها الإرهابيون ومن ثم نقلهم جوا بطائرات شركة “طيران الأجنحة” التابعة لعبد الحكيم بلحاج، وبعض شركات الطيران التركية وحتى الطائرات الأوكرانية ،وبتمويل قطري، إلى مطار معيتقة بالعاصمة ومطار مصراتة ومطار 32 جنوب سرت للمشاركة في المعارك الدائرة.
وكشف اللواء رجب، عن أن عشرات الإرهابيين فروا في اتجاه تونس والجزائر ومصر بعد الخسائر المتتالية في ليبيا وتدمير مواقع مهمة للذخائر ولتخزين الأسلحة ،متهما أنقرة بالدفع بالأزمة الليبية نحو مزيد التأزم.
وقال إن تدخل تركيا الفاضح في المنطقة يشكل خطرا حقيقيا، مذكرا بأطماع أردوغان في عودة الأستانة لإذلال العرب ،متابعا “أينما تطأ قدم التركي لا ينبت العشب”،في إشارة إلى ما يحصل حاليا ، وما جناه العرب من 400 سنة من الإحتلال التركي.
وشدد اللواء على أهمية التنسيق العربي وإعادة العمل بالمنظومة الأمنية ذات الصلة بتبادل المعلومات والتضييق على حركة تنقل الذئاب المنفردة.
وأضاف: “ليس للارهاب وطن ولا دين، وهزيمة الإرهاب ليست منوطة بالليبيين وحدهم بل بالمنطقة العربية كلها، موضحا أن الجيش الوطني الليبي يساهم بكفاحه وتضحياته المتواصلة في الدفاع عن كل الشعوب وصد مخاطر الإرهاب عنها سواء في الوطن العربي أو منطقة الساحل الإفريقي أو في أوروبا التي نشترك معها في الجوار”.

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق