آسياأخبار العالم

القمة التي غيرت العالم”… كاتب هندي يوضح 5 أسباب وراء أهمية توسع “بريكس”

يشرح الكاتب الهندي، “س. ل. كانثان”، لماذا قد تُسجل قمة “بريكس” 2023 على أنها “الحدث التاريخي الذي غير القرن الـ21″، بل وبشرت بعالم متعدد الأقطاب، إيذانا ببدء فترة تشهد المزيد من العدالة والإنصاف والرخاء والسلام.

وأعتبر في مقال كتبه لـ”سبوتنيك” النسخة الهندية:

 أن قمة “بريكس” الـ15، تمثل إحياء لمؤتمر باندونغ في عام 1955، الذي جمع البلدان الآسيوية، من أجل وضع إطار ما بعد الاستعمار للتنمية والسلام.

انضمام 6 دول إلى “بريكس” خيارات استراتيجية

أكد “كانثان”: أن انضمام 6 دول إلى تكتل “بريكس” الاقتصادي في قمتها الـ15 “مصر وإثيوبيا والإمارات والسعودية والأرجنتين وإيران”، هي كلها خيارات استراتيجية، مبينا أن السعودية وإيران لا تمثلان عملاقين من عمالقة الموارد الطبيعية فحسب، بل تمثلان إنتصار الرؤية السلمية على سياسة “فرق تسد” التي تمارسها الإمبريالية.

وتابع:”لقد عمل الغرب على تغذية الانقسام السنّي الشيعي والعربي الفارسي لعقود من الزمن، ثم، وبفضل الصين، تمكنت مع إيران من تحقيق التقارب والشروع في مسار جديد من التعاون والدبلوماسية، فضلا عن أن إضافة إيران إلى “بريكس” هي بمثابة صفعة على وجه العقوبات الغربية، التي هي إمبريالية وغير أخلاقية”.

وأضاف “كانثان”:”علاوة على ذلك، وبفضل دولة الإمارات العربية المتحدة ــ وهي لاعب حاسم آخر في الشرق الأوسط ــ تمثل مجموعة “بريكس+” الجديدة 45% من إنتاج العالم من النفط، و50% من احتياطيات الغاز الطبيعي في العالم”.

وهنا يشير الكاتب الهندي لقرائه:“تخيلوا لو أن هذه الدول الغنية بالنفط بدأت في تداول النفط بعملات أخرى غير الدولار الأمريكي، لتكون هذه نهاية “البترودولار”، الذي يدعم الهيمنة الأمريكية، وحتى التجارة الجزئية بالعملات الأخرى ــ وخاصة اليوان الصيني ــ سوف تحدث تأثيرا عميقا، وبالنظر إلى أن تجارة المملكة العربية السعودية مع الصين أكبر بثلاثة أضعاف من تجارة الولايات المتحدة، فإن القبول الواسع النطاق لـ”البترو يوان” هو مجرد مسألة وقت”.

وأشار كانثان إلى أن:”الأرجنتين، العضو الجديد في مجموعة “بريكس”، تشكل ثاني أكبر اقتصاد في أمريكا اللاتينية، وهي غنية بالموارد الطبيعية “الليثيوم” والمنتجات الزراعية “الذرة”، فضلا عن أن البرازيل أعلنت أنها ستقبل عملة “الرنمينبي” الصيني مقابل صادراتها إلى الأرجنتين، فيما أجرت الهند للتو أول تجارة لها مع الإمارات العربية المتحدة بالروبية الهندي والدرهم الإماراتي.

تطرق “س. ل. كانثان” في مقاله إلى عضوين آخرين انضما إلى “بريكس” حديثا، هما مصر وإثيوبيا:

 إذ أكد أنهما يتمتعان أيضا بأهمية جيوسياسية كبيرة، موضحا أن “مصر تمتلك أكبر جيش في أفريقيا، بينما إثيوبيا هي ثاني أكبر دولة في أفريقيا من حيث عدد السكان، وقد نمت اقتصادها 15 ضعفا على مدى العقدين الماضيين، وتتمتع بموقع استراتيجي في القرن الأفريقي”.

لفت كانثان إلى أنه:”بخلاف توسع المجموعة والتداول بالعملات المحلية، هناك موضوع آخر بالغ الأهمية، هو بنك التنمية الجديد المعروف باسم “بنك بريكس”، الذي يمتلك خطة عضوية خاصة به، وسوف يقبل المزيد من البلدان، فهناك بالفعل أعضاء من خارج مجموعة “بريكس” مثل بنغلاديش، وتتلخص الفكرة التي تغير قواعد اللعبة في البدء في الإقراض بالعملات المحلية بدلا من الدولار الأمريكي، وبالتالي تحرير البلدان النامية من فخ الدولار”.

ويقع مقر بنك “بريكس” الجديد، الذي تأسس في عام 2015، في شنغهاي بالصين، ومن المثير للاهتمام أن رئيستها هي الرئيسة البرازيلية السابقة، ديلما روسيف، التي هي ليست من محبي أمريكا، وتسببت في الإطاحة بها من السلطة.

5أسباب وراء أهمية “بريكس+”

أوضح الكاتب الهندي في مقاله المنشور في “سبوتنيك” النسخة الهندية، وجود 5 أسباب رئيسية وراء أهمية توسع مجموعة “بريكس” أ “بريكس+”:

  1. صوت الدول النامية

نظرا لأن الغرب يهيمن حاليا على جميع المؤسسات الكبرى من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ونظام “سويفت” المالي، إلى حلف شمال الأطلسي “الناتو” و”مجموعة السبع” وحتى المنظمات العالمية للعلوم والرياضة، فتستطيع دول ناشئة من خلال منظمة “بريكس” التركيز على الاحتياجات الفريدة لأعضائها، كما أن هناك أيضا قدرا كبيرا من التآزر بين “بريكس” ومبادرة “الحزام والطريق”، التي تضم 152 عضوا، وهي أكبر مشروع للبنية التحتية في تاريخ البشرية، وتحت مظلة مبادرة “الحزام والطريق”، أنفقت الصين مبلغا مذهلا قدره تريليون دولار على الموانئ البحرية، والمطارات، والطرق السريعة، والسكك الحديدية، وسدود الطاقة الكهرومائية، والمدارس، والمستشفيات، والمنازل وما إلى ذلك.

  • التحرر من العقوبات غير القانونية والإكراه الاقتصادي

إذا تمكنت دول “بريكس” من التجارة بعملاتها المحلية، وكان لديها نظامها الخاص للتحايل على نظام “سويفت”، فسوف يكون بوسعها أن تتجاهل العقوبات التي تفرضها أمريكا والاتحاد الأوروبي، وتسعى إلى تحقيق مصالحها الخاصة”.

  • دمقرطة التجارة العالمية

من دون نظام أمريكي شمولي، تستطيع الدول النامية أن تتاجر بالسلع والخدمات مع أي شخص وأيا كان، وتستطيع أي دولة أن تشتري النفط من إيران، أو فنزويلا، أو روسيا، ويمكن لأي دولة استخدام تقنيات شركة “هواوي” الصينية، والاستمتاع باتصالات خالية من تجسس وكالة المخابرات المركزية ووكالة الأمن القومي الأمريكي، ويمكن لأي دولة أفريقية أن تطور مواردها الطبيعية دون التعرض لمضايقات أيديولوجية تغير المناخ التي يتبناها البنك الدولي “عملية احتيال”

  • دمقرطة التمويل العالمي

تنشأ المخالب العالمية للدول الغربية من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، اللذان يقع مقرهما الرئيسي في العاصمة الأمريكية واشنطن، وتستخدم هذه “البنوك” فخ الديون لنهب البلدان النامية، ونادرا ما تفيد القروض هذه البلدان، بل تدفعها بدلا من ذلك إلى العجز الدائم عن السداد – كما حدث في باكستان وسريلانكا وغيرها، ثم بعد ذلك، تنقض الشركات الغربية “الجشعين”، وتستولي على الموارد الطبيعية والبنوك والمؤسسات ووسائل الإعلام بخصومات مربحة، وتلك هي المشكلات التي تستطيع مجموعة “بريكس” الموسعة الجديدة معالجتها.

  • الانهيار العظيم للدولار

من أجل التخلص من وحشية الدولار الأمريكي، يجب على العالم أن يتبنى سياسة إلغاء الدولرة، ومن دون تداول السلع بالدولار الأمريكي، فإن مكانة العملة الاحتياطية العالمية سوف تتضاءل بشكل كبير، وسيكون ذلك بداية النهاية للهيمنة الأمريكية الأحادية القطب.

ويضيف “س. ل. كانيان”:

“باختصار، لا بد من حدوث أمرين:

  •  إزالة الامتيازات المزورة التي يمنحها الدولار،
  • وإنهاء استخدام الدولار كسلاح،

 وتشكل هذه النماذج الجديدة ضرورة أساسية لنمو وأمن ليس فقط البلدان الناشئة، بل وأيضا الاقتصادات المتقدمة، مثل أوروبا واليابان وكوريا الجنوبية، التي لا تزال خاضعة للاستعمار من قبل أمريكا”.

وداعا أيها القرن الأمريكي

يؤكد الكاتب الهندي أن:

 “مع زيادة أعضاء “بريكس”، سيشعر الأمريكيون بالثورة السلمية ضد الدولار، من خلال التضخم وإرتفاع تكاليف الواردات، إن عقيدة الصدمة الاقتصادية المتمثلة في التقشف، والتي فرضها صندوق النقد الدولي على البلدان النامية لعقود من الزمن تنتظر الأمريكيين، الذين لا يدركون إلى حد خطير التحولات الجذرية في الجغرافيا السياسية والاقتصاد الجغرافي، وفي حين أن التحالف الجديد للجنوب العالمي لن يقصف واشنطن، فمن المحتمل أن يحرق الأمريكيون بلدهم عندما يبدأ أسلوب حياتهم الباهظ في الاختفاء”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق