أخبار العالمأوروبا

لو فيغارو:أردوغان طاغية مسكون بأوهام الماضي العثماني العفن والبغيض

باريس-فرنسا-08-9-2020


ذكرت صحيفة(لو فيغارو)الفرنسية،أن اكتشاف الغاز أشعل نزاعات بحرية خامدة بين تركيا واليونان في شرق المتوسط، إلى درجة أن البلدين أصبحال يلوِّحان باستعمال القوة لحسمها.

ويبدو أن الملف الأكثر تعقيداً في الخلافات بين البلدين هو ملف الحدود البحرية في إيجه والمتوسط، حيث دفعت الخلافات حول حدود المياه الإقليمية والحدود البحرية الإقتصادية الدولتين إلى شفير الإشتباك المسلح في أكثر من مناسبة خلال الخمسين عاماً الماضية.


وليس بخافٍ على أحد أن الأزمات بين تركيا واليونان ليست وليدة هذه التواريخ القريبة، فمنذ ما يقرب من مائة عام تتنازع اليونان وتركيا على 18 جزيرة ولم يُبتّ فيها حتى الآن. كما أن النزاعات العسكرية بين البلدين لها تاريخ طويل، فمنذ أن ضمّت الإمبراطورية العثمانية عام 1363 تراقيا الشرقية إلى أراضيها، لا تزال النزاعات العسكرية قائمة بين البلدين، كان آخرها في عام 1996 والتي تعرف بأزمة “كراداك” التي دفعت بالبلدين إلى حافة الحرب، مما يعني أن حروباً جديدة يمكن أن تكون دائماً على الأبواب بين البلدين.

ومما زاد في حدّة التصعيد، الجهود التركية الرامية إلى التنقيب عن النفط والغاز في المناطق المتنازع عليها في شرق البحر المتوسط، إضافة إلى توقيع تركيا اتفاقية المنطقة الإقتصادية مع ليبيا، كما أن مصادقة البرلمان اليوناني على الإتفاقية الموقعة مع مصر بشأن شرق البحر المتوسط شكّلت ​​بعداً آخر للأزمة.

ومن الواضح أن أردوغان يحاول استغلال مثل هذه المناطق الرمادية التي تؤدي إلى المزيد من التوترات لتوظيفها في السياسة الداخلية خصوصاً في حالة تدني شعبيته، أو طموحه إلى كسب مزيد من التأييد في ظروف الإنتخابات، ومن هنا فإن أردوغان يرى أن الحل الوحيد أمامه -خاصة بعد تدهور قيمة الليرة التركية- هو خلق أجواء التوتر وإيجاد خطاب حرب مزعوم مع اليونان.

وتقول (لو فيغارو) بالرغم من التصريحات النارية فإن الأزمة ستبقى ضمن حدود الشجار والمناوشة حول بعض الجزر الصغيرة في بحر إيجه، وما يريده أردوغان في الواقع ليس الحرب الفعلية بل “خطاب الحرب”. ومن ناحية أخرى، لن تسمح الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي أبداً بتحوّل مثل هذا التوتر بين عضوين مهمّين في الناتو إلى حرب.

إن أردوغان يقرع طبول الحرب، ولكنه إذا خاضها بالفعل فسيخسر سياسياً. صحيح أن اليونان أضعف بكثير من حيث القوة العسكرية والمعدات التقنية بشكل لا يمكن المقارنة خلاله بين البلدين، ولكن الإتحاد الأوروبي لن يتخلى عن اليونان ولن يتركها تحت رحمة هذا الطاغية المسكون بأوهام الماضي العثماني العفن والبغيض، إذا ما فشلت الوساطات الرامية إلى تهدئة الوضع.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق