إفريقيا

لن أعيش في جلباب رئيسي

بلحسن اليحياوي-تونس-7-2-2020

أصبح من العسير فعلا الحديث في الشأن السياسي التونسي بجدية تامة، فالأمر تجاوز المصالح الضيقة للأحزاب والجماعات السياسية والطوائف الزبونية من مافيات الإحتكار وتجار الشنطة الذين ينعتون برجال الأعمال بصورة فجة، فالأمر اليوم أصبح رهين المزاج المتقلب لأرباب صنع القرار .

راشد الغنوشي الذي افتقد صديقه اللدود الباجي قايد السبسي لم ينتظر طويلا ليجد ضالته في شخص رئيس الجمهورية الحالي فاتخذ منه خصما في لعبة الطاولة الشهيرة لدى أشقائنا في المشرق، وللأسف افترشا الوطن مسرحا لنرديهما وكان شيخ الحركة أول من ألقى بنرده الحبيب الجملي الذي سرعان ما تاه بين دعاوي الإستقلالية وأسطورة التكنوقراط ليفسح المجال لإلياس الفخفاخ النرد الأكفأ لرئيس الجمهورية والذي صدق سريعا أن شعبية الرئيس المنتخب عملة يمكن صرفها في البرلمان فأعلن منذ البدء نفسه مرشحا لقوى الثورة، هذه القوى التي لا نعرف لها برنامجا ولا أدبيات ولا رؤية ولا حتى قادة وأعوان سوى حشد تقيأته مواقع التواصل الإجتماعي في صناديق الإقتراع …

وبسرعة التقط راشد الغنوشي طرف الخيط وقرر تأديب الشخصية الأكفأ لرئيس الجمهورية فأخرج من جلبابه مقولات التوافق وضرورات المرحلة والمصالحة، متناسيا محاربة الفساد ومشروع قانون إقصاء خليل تونس، مذكرا الشعب العظيم بإنجازات حركة النهضة بدءً من رفض قانون الاقصاء مرورا بقانون المصالحة وصولا الى الإنجاز العبقري في خمسية 14 – 19 الممثلة في حكومة الشاهد …

وبين النهضة الخط الثوري والنهضة المصالحة والمسامحة تاهت أولويات المرحلة وضاعت مطالب الثورة وبقينا نبحث عن ممر الإقلاع …

وشروط الإقلاع لدى زعيم الحركة مرتبط بإشراك قلب تونس في الحكومة في ضربة تحت الحزام لا يعرف سرها سوى الشيخ التكتاك …

ضربة تلقاها رئيس الجمهورية مرشح الخط الثوري في صمت بائس إلى اللحظة بينما أتت على كل آمال رئيس الحكومة المكلف فسارع الى حضن الشيخ ليتقي مزيدا من الضربات، وفي لقاء بيت أبي سفيان بحضور نبيل القروي أقر الصبي أن إقصاء قلب تونس كان شرطا أساسيا من رئيس الحكومة لتسميته وعبّر عن ندمه مسارعا بتوجيه دعوة علانية إلى قلب تونس للمشاركة في مشاورات تشكيل الحكومة مردفا إياها بدعوة عبير موسى رفضتها هذه الأخيرة على الملأ …

هذا الأخير الذي لم يدرك أنه بإعلانه إقصاء قلب تونس وضع مصير حكومته بين فكي حركة النهضة.. تماما زاد الطين بلة بحركته الأخيرة التي يبدو أنها ستفقده دفء أحضان رئيس الجمهورية دون أن تكسبه موقعا في جلباب شيخ الحركة يقيه برد العواصف القادمة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق