أخبار العالمالشرق الأوسط

الجيش العربي السوري يواجه عملية نبع السلام التركية

رُفع العلم السوري على عدد من المؤسسات الحكومية ومنها المدارس في الحسكة والقامشلي، تزامنا مع انتشار الجيش السوري في عدد من البلدات بأرياف الرقة الجنوبي والجنوبي الغربي والشمالي، حسب ما ذكرت قناة “روسيا اليوم”.
وأفادت صفحات التواصل الإجتماعي ومنها “القامشلي اليوم”، بأنه تم الإتفاق على إعادة افتتاح المدارس المغلقة في عدد من الأحياء ورفع العلم السوري وإعادة التدريس وفق المناهج الحكومية.
وفي وقت سابق تحركت وحدات من الجيش السوري باتجاه الشمال لمواجهة عملية “نبع السلام” التركية، بعدما أعلنت “الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا” عن توصلها إلى اتفاق مع روسيا والحكومة السورية يقضي بدخول الجيش السوري ترافقه الشرطة العسكرية الروسية إلى مدينتي عين العرب ومنبج خلال الساعات القليلة القادمة.
كما دخلت وحدات من الجيش السوري،اليوم الاثنين، إلى مدينة الطبقة وريفها ومطارها العسكري وعدد كبير من القرى والبلدات في أرياف الرقة الجنوبي والجنوبي الغربي والشمالي ومنها بلدة “عين عيسى”.
وأشارت وكالة الأنباء الرسمية السورية إلى أن وحدات أخرى دخلت بلدة تل تمر بريف الحسكة الشمالي الغربي وذلك وسط ترحيب الأهالي، كما تم رفع العلم السوري على عدد من مؤسسات.
وعمت المسيرات محافظة الحسكة تأييداً لتحرك الجيش، فيما جدّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التأكيد على ضرورة مواصلة مكافحة الإرهاب في سورية حتى القضاء عليه بشكل نهائي، مشدداً على وجوب خروج جميع القوات الأجنبية الموجودة على أراضيها بشكل غير شرعي، في وقت ارتكب طيران الإحتلال التركي مجزرة في غارة شنها على قافلة في السوق المغلق بمدينة رأس العين بريف الحسكة الشمالي الغربي، ذهب ضحيتها عشرات الأشخاص، بينهم صحفيون أجانب، بحسب مصادر إعلامية محلية.
وكانت قوات النظام التركي كثفت قصفها، بسلاحي الطيران والمدفعية،على القرى والبلدات في محافظتي الحسكة والرقة، ما أدى إلى وقوع مزيد من الدمار في البنى التحتية وإلى تفاقم الوضع الإنساني في المناطق المستهدفة، فيما أعلنت الأمم المتحدة أن عدوان النظام التركي على الأراضي السورية دفع عشرات آلاف المواطنين إلى النزوح عن قراهم ومدنهم، مشيرة إلى أن أكثر من 130 ألف شخص هجّروا من منازلهم، وأنها تتوقّع أن يرتفع هذا العدد إلى أكثر من ثلاث مرات.
من جهة أخرى نقلت شبكة”فوكس نيوز” عن مارك إسبر، وزير الدفاع الأمريكي: قوله إن القوات الأمريكية محاصرة بين الجيش السوري الذي يتحرك من الجنوب إلى الشمال للرد على الهجمات التركية، والقوات التركية التي تتحرك من الشمال إلى الجنوب.
كما أشار إلى أن الجيش الأمريكي لن يخوض حربًا مع أنقرة دفاعًا عن الأكراد السوريين، إلا أنه اعترف بأن الولايات المتحدة ليس لديها قوات كافية في المنطقة لوقف الغزو التركي. وفي وقت سابق ، قال رئيس البنتاغون إن الولايات المتحدة ستسحب نحو ألف جندي من سوريا. من جهتهم، أجمع وزراء خارجية الدول الأعضاء في الإتحاد الأوروبي على إدانة العملية العسكرية التركية في شمال سوريا. وتأتي إدانات الوزراء في تصريحاتهم على هامش اجتماعهم الدوري اليوم في لوكسمبورغ.
وأكد الوزراء على أنهم يعملون على اتخاذ تدابير ضد تركيا تتمثل في حظر توريد السلاح الأوروبي لها، وذلك بعد أن أعلنت فرنسا وهولندا وغيرها عن هذا الإجراء، حيث قالوا “علينا أن نبقى موحدين ولن نبيع كرامتنا ومبادئنا”، حسب تصريحاتهم. أما وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان، فقد وصف التحرك العسكري التركي في شمال شرقي سوريا بـ”العدوان”.
وتحدث لودريان عن “آثار العدوان التركي، من حيث خطورته على إعادة بث الحياة في تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وعلى السكان المحليين الذين نزح عدد كبير منهم”.
وتريد فرنسا، بحسب لودريان، أن “يتخذ الأوروبيون موقفاً حازماً لجهة منع تصدير السلاح لتركيا”. وأضاف رئيس الدبلوماسية الفرنسية قائلاً: “نريد إطلاق دعوة أوروبية قوية لوقف العدوان ومطالبة الولايات المتحدة الأمريكية التحرك لعقد اجتماع للتحالف الدولي ضد (داعش)، لتدارس الوضع بعد التطورات الأخيرة”.
وتحدثت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية فيديريكا موغيريني،من جانبها عن إجراءات ستُتخذ ضد تركيا وسيتم رفعها لزعماء الدول الأعضاء خلال قمتهم القادمة نهاية الأسبوع في بروكسل. يذكر في خضم هذه التطورات، أن دافع الرئيس الأميركي دونالد ترامب،دافع أمس الأول السبت، عن قراره سحب القوات من شمال شرق سوريا، وقال إن الولايات المتحدة يجب أن تعطي الأولوية لحماية حدودها، مضيفا أن “على الأكراد السوريين أن يقاتلوا بمفردهم”.
وأضاف ترامب: إن على الأكراد السوريين أن يقاتلوا بمفردهم”… و”لا تنسى أنهم يقاتلون من أجل أرضهم. لم يساعدوننا في القتال من أجل أرضنا”، في موقف وصفه المراقبون بتنصل الإدارة الأمريكية من التزاماتها السابقة، واعتبروه ضوءً أخضر لتركيا لهجومها على مناطق الأكراد.
وتعرض ترامب لانتقادات نادرة من شخصيات بارزة في حزبه الجمهوري، وقد اتهموه بالتخلي عن الأكراد المتحالفين مع الولايات المتحدة. وكانت تركيا قد بدأت ،الأربعاء الماضي، هجوما على وحدات حماية الشعب الكردي.
وتسيطر قوات سوريا الديمقراطية، التي تتقدمها وحدات حماية الشعب الكردية، على معظم الأراضي التي كان يسيطر عليها تنظيم داعش في سوريا وتحتجز الآلاف من مقاتلي التنظيم المتشدد في السجون.

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق