أخبار العالمأمريكا

غوتيريش: يدعو إلى استعادة الكرامة الإنسانية ومنع موت الحقيقة


نيويورك-الأمم المتحدة-22-01-2022

عرض الأمين العام للأمم المتحدة،أنطونيو غوتيريش، أولوياته أولوياته لعام 2022 أمام الجمعية العامة،أمس الجمعة، قائلا: إن المشكلات التي نواجهها اليوم هي من صنع البشرية، وهذا يعني أنه يمكن للبشرية أن تحلها، لكنّ حلّها يتطلب التضامن،إلا أنه أشار في الوقت ذاته إلى تآكل القيم الإنسانية في كل ركن من أركان العالم.

وأكد أن التضامن هو جزء من الطبيعة البشرية، لكنّ الأنانية أيضا جزء من الطبيعة البشرية. وقال: “عندما تفوز الأنانية، يخسر الجميع.” ودعا إلى استعادة الكرامة الإنسانية ومنع موت الحقيقة، “وجعل الكذب باطلا مرة أخرى”.

وقال الأمين العام:إنه في الوقت الذي يكون فيه “اليقين الوحيد هو المزيد من عدم اليقين”، ينبغي على البلدان أن تتحد لتشكيل مسار جديد أكثر تفاؤلاً ومساواة.

وأضاف: إننا نواجه نيرانا عالمية على خمس جبهات “تتطلب التعبئة الكاملة لجميع البلدان”، وذلك في إشارة إلى جائحة كوفيد-19 المستعرة، والنظام المالي العالمي المفلس أخلاقياً، وحالة الطوارئ المناخية، وغياب القانون في الفضاء السيبراني، وتراجع السلام والأمن.

وقال الأمين العام إن هذه التحديات تمثل في جوهرها إخفاقات في الحوكمة العالمية، حيث إن العديد من الأطر متعددة الأطراف اليوم أصبحت ببساطة قديمة ولم تعد مناسبة للغرض.
وشدد على أن البلدان “يجب أن تدخل في وضعية الطوارئ”، فالوقت قد حان للعمل حيث ستحدد الاستجابة النتائج العالمية لعقود قادمة.

وشدد على أنه لا يمكن استخدام فيروس كورونا “كغطاء” لتقويض حقوق الإنسان، أو تقليص المساحة المدنية والحريات، أو فرض قيود غير متناسبة.
.
وأوضح أن معدلات الدول الغنية في تطعيم ضد فيروس كورونا أعلى بسبع مرات من مثيلاتها في قارة إفريقيا، مما يعني أن القارة لن تصل إلى عتبة 70 في المائة حتى أغسطس 2024.
علاوة على ذلك، بالرغم من إنتاج 1.5 مليون جرعة شهريا، إلا أن التوزيع “غير متكافئ بشكل مخزٍ”،حسب وصفه.
كما شدد على الحاجة إلى مكافحة “طاعون” المعلومات الخاطئة عن اللقاحات، وتحسين التأهب للأوبئة في المستقبل، بما في ذلك من خلال تعزيز نفوذ منظمة الصحة العالمية.

وسلطت الجائحة الضوء أيضا على فشل النظام المالي العالمي الذي كان غوتيريش صريحا في الحديث عنه بشكل خاص، قائلا: “دعونا نقلْ الأمر كما هو: النظام المالي العالمي مفلس أخلاقيا..إنه يحابي الأغنياء ويعاقب الفقراء”.

وتشهد البلدان الفقيرة أبطأ نمو لها منذ جيل، بينما تُحرم الدول ذات الدخل المتوسط من تخفيف عبء الديون بالرغم من ارتفاع مستويات الفقر،موضحا أن معظم فقراء العالم من النساء والفتيات اللاتي يدفعن ثمناً باهظاً لدى فقدان الرعاية الصحية والتعليم والوظائف.

وبالنسبة للأمين العام، ليس أمام البلدان خيار سوى الدخول في “وضعية الطوارئ” ضد أزمة المناخ حيث إن العالم بعيد عن المسار الصحيح للحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة فوق مستويات ما قبل الصناعة، على النحو المبين في اتـفاق باريس بشأن تغير المناخ.

يجب خفض الانبعاثات العالمية بنسبة 45 في المائة بحلول نهاية العقد للوصول إلى الحياد الكربوني بحلول منتصف القرن، الأمر الذي يتطلب “سلسلة من الإجراءات” في عام 2022.

وقال إنه يتعين على جميع الدول النامية والمتقدمة التي تعتبر من أكبر الدول التي تنتج انبعاثات أن تفعل المزيد وبسرعة أكبر، مع مراعاة المسؤوليات المشتركة ولكن المتباينة.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى إنشاء تحالفات توفر الدعم المالي والتقني للدول، والتي تشمل بعض أكبر الدول التي تنتج عنها الانبعاثات، والتي تحتاج إلى المساعدة في الانتقال من طاقة الفحم إلى الطاقة المتجددة.
علاوة على ذلك، يجب على الدول الأكثر ثراءً أن تفي بوعدها بتقديم 100 مليار دولار لتمويل المناخ للبلدان النامية بدءً من هذا العام.

ناقوس الخطر الرابع: التكنولوجيا والفضاء الإلكتروني:
بينما توفر التكنولوجيا إمكانيات غير عادية للبشرية، حذر غوتيريش من أن “الفوضى الرقمية المتزايدة تفيد القوى الأكثر تدميراً وتحرم الأشخاص العاديين من الفرص”.
وتحدث عن الحاجة إلى شبك ما يقرب من ثلاثة مليارات شخص بالإنترنت ما زالوا محرومين منها، ومعالجة المخاطر مثل إساءة استخدام البيانات والمعلومات المضللة والجرائم الإلكترونية.
“يتم استغلال معلوماتنا الشخصية للسيطرة علينا أو التلاعب بنا، وتغيير سلوكياتنا، وانتهاك حقوقنا الإنسانية، وتقويض المؤسسات الديمقراطية. فاختياراتنا تُنتزع منا دون علمنا”.

دعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى وضع أطر تنظيمية قوية لتغيير نماذج الأعمال لشركات التواصل الاجتماعي التي “تستفيد من الخوارزميات التي تعطي الأولوية للإدمان والغضب والقلق على حساب السلامة العامة”.

واقترح إنشاء ميثاق رقمي عالمي يجمع الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني للاتفاق على المبادئ الأساسية التي يقوم عليها التعاون الرقمي العالمي.
اقتراح آخر هو وضع مدونة سلوك عالمية لإنهاء جائحة المعلومات المضللة والحرب على العلم، وتعزيز النزاهة في المعلومات العامة، بما في ذلك عبر الإنترنت.
كما شجع البلدان على تكثيف العمل على حظر الأسلحة الفتاكة المستقلة، أو “الروبوتات القاتلة”، والبدء في النظر في أطر حوكمة جديدة للتكنولوجيا الحيوية والتكنولوجيا العصبية.

ناقوس الخطر الخامس: تراجع السلام والأمن:
في الوقت الذي يواجه فيه العالم الآن أكبر عدد من النزاعات العنيفة منذ عام 1945، هناك حاجة ماسة للسلام.
وهنا مرة أخرى، يجب على البلدان أن تتصرف في مواجهة تحديات مثل الاعتداء على حقوق الإنسان وسيادة القانون، تصاعد الشعبوية والعنصرية والتطرف، وتصاعد الأزمات الإنسانية التي يغذيها تغير المناخ.

وشدد غوتيريش على التزام الأمم المتحدة بالسلام، وتعهد بألا يدخر جهدا في حشد العمل الدولي في العديد من المجالات في جميع أنحاء العالم.

ودعا الأمين العام إلى المثابرة في جهودنا لمنع الصراع وحماية المدنيين وتوطيد السلام من غرب البلقان إلى القوقاز … من جمهورية إفريقيا الوسطى إلى قبرص إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية … من العراق إلى شبه الجزيرة الكورية إلى لبنان … من موزمبيق إلى الصومال … من جنوب السودان إلى فنزويلا إلى الصحراء الغربية وما وراءها

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق