أخبار العالم

صورة قاتمة للوضع في سوريا.. ودعوة أممية إلى منح السوريين الأمل في المستقبل

نيويورك-الأمم المتحدة-22-12-2022

أكد مسؤولان أمميان رفيعان على ضرورة منح السوريين الأمل في المستقبل، وشددا على أهمية الحل السياسي الشامل الذي يتماشى مع القرار 2254 ويلبي التطلعات المشروعة لجميع السوريين ويعيد سيادة سوريا واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها.

وعقد مجلس الأمن جلسة أمس الأربعاء حول الوضع في سوريا استمع خلالها إلى إحاطتين حول الوضع السياسي والأمني قدمهما مبعوث الأمين العام الخاص إلى سوريا ووكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ.

في الإحاطة الأولى، أشار مبعوث الأمين العام الخاص ، غير بيدرسون إلى زيارته إلى دمشق قبل أسبوعين لمواصلة محادثاته مع الحكومة السورية حول دفع العملية السياسية لتنفيذ القرار 2254، مشيرا إلى أن الظروف على الأرض تشير إلى اتجاهات مقلقة، مشيرا إلى أن” السوريين يواجهون أزمة إنسانية واقتصادية متفاقمة – داخل وخارج البلاد- وفي كل من المناطق التي تسيطر عليها الحكومة والمناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة، حيث لا يزال الوضع أكثر خطورة، خاصة في مخيمات النازحين”.

وأضاف: إننا نتعامل مع وضع يأتي نتيجة أكثر من عقد من الحرب والصراع، والفساد وسوء الإدارة، والأزمة المالية اللبنانية، وفيروس كورونا، والعقوبات، وتداعيات الحرب في أوكرانيا.

وأشار إلى ما وصفها بالديناميكيات الخطرة التي تؤثر على المدنيين ومن بينها التقارير التي تفيد بوقوع غارات جوية حكومية متفرقة في الشمال الغربي، وغارات جوية تركية في الشمال وضربات في دمشق والجنوب الغربي منسوبة لإسرائيل.

وأكد الممثل الأممي على الحاجة إلى تغيير هذه الديناميكيات المقلقة، مسلطا الضوء على ست أولويات قال إننا نحتاج إلى التركيز عليها، مشيرا إلى أنه ظل يعمل على كل هذه القضايا خلال لقاءاته الدبلوماسية مع الأطراف السورية ومع أصحاب المصلحة الدوليين:

الأولوية الأولى هي التراجع عن التصعيد واستعادة الهدوء النسبي على الأرض.

الاجراء الثاني هو تجديد إطار عمل هذا المجلس على الصعيد الإنساني،وقال بيدرسون إن الوصول غير المقيد للمساعدات الإنسانية إلى جميع السوريين المحتاجين في جميع أنحاء البلاد، بجميع السبل، لا يزال أمرا ضروريا..

ثالثا: الحاجة إلى استئناف اجتماعات اللجنة الدستورية وجعلها أكثر موضوعية في جنيف.

رابعا: إعطاء الأولوية للعمل على قضية المحتجزين والمختفين والمفقودين. وقال مبعوث الأمين العام إنه شدد في دمشق على أهمية تبادل المعلومات حول المعتقلين والإفراج عنهم.

النقطة الخامسة هي تعزيز الحوار من أجل تحديد وتنفيذ تدابير بناء الثقة الأولية خطوة مقابل خطوة.

سادسا: أكد بيدرسون أنه سيستمر في الاعتماد على مشورة ورؤى المجلس الاستشاري النسائي، وسيستمر في مراعاة إدماج المنظور الجنساني في كامل عملنا، وسيواصل الانخراط مع مجموعة واسعة من السوريين من خلال غرفة دعم المجتمع المدني، لتعزيز الحوارات الفنية حول القضايا ذات الصلة بالعملية السياسية ولضمان المشاركة الشاملة.. وقال: “لا تزال النساء السوريات صامدات بشكل مثير للإعجاب، ويتحملن مصاعب متزايدة، لا سيما كربّات أسر، وتمكينهن أمر أساسي”.

من جانبه أشار مارتن غريفيثس، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، إلى استمرار الأعمال العدائية في إلحاق خسائر فادحة، خاصة على طول الخطوط الأمامية. ففي الشمال الغربي وحده، قتل ما لا يقل عن 138 مدنيا وأصيب 249 آخرون بين يناير ونوفمبر،

وارتفع عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى مساعدات إنسانية إلى 14.6 مليون شخص، بزيادة قدرها 1.2 مليون شخص مقارنة بالعام الماضي. ومن المتوقع أن يصل هذا الرقم إلى 15.3 مليون شخص في عام 2023

وقال غريفيثس إننا لم نرَ مثل هذه الأرقام منذ بداية الأزمة في سوريا عام 2011، مشيرا إلى أن أكثر من 12 مليون شخص – أكثر من نصف السكان – يكافحون من أجل وضع الطعام على المائدة، وحذر من إمكانية أن ينزلق ما يقرب من ثلاثة ملايين شخص إلى حالة انعدام الأمن الغذائي.

وقال إن التدهور الاجتماعي والاقتصادي هو الأسوأ منذ بداية الأزمة، معربا عن خشيته من ألا يوفر عام 2023 الكثير من الراحة للشعب السوري.

وعلى صعيد ذي صلة، أشار غيريفيثس إلى أن عام 2022 شهد أيضا عودة الكوليرا إلى الظهور لأول مرة منذ 15 عاما، بسبب الضغط الشديد الواقع على النظام الصحي.

وأفاد المسؤول الأممي بأن هناك حوالي 62 ألف حالة يشتبه بأنها كوليرا حتى 18 ديسمبر الجاري، فيما توفي 100 شخص بسبب المرض.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق