إفريقيا

شراء المواقف بين روسيا وتركيا على حساب ليبيا!

باريس-فرنسا-04-6-2020


أبدت فرنسا،أمس الأربعاء، قلقها من حدوث اتّفاق بين تركيا وروسيا يخدم مصالحهما على حساب ليبيا.
وأوضحت الرئاسة الفرنسية في بيان صادر عن قصر الإليزيه أن الأزمة الليبية تتعقّد بسبب التدخلات الخارجية الروسية والتركية، محذّرة من خطر تفلّت الأزمة من أيدي الجميع هناك.
وأضافت أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أبدى قلقه من تعزيز الوجود التركي وفق شروط تبدو خطرة، بحسب تعبيره.
وتخشى باريس ما وصفته بالسيناريو الأسوأ المتمثّل بتوصّل روسيا ، وتركيا إلى اتّفاق حول سيناريو سياسي يخدم مصالحهما..
وأضاف البيان: ” نحن أمام خطر كبير يتمثّل بأمر واقع عند حدود أوروبا، يعرّض أمننا للخطر”.

وأوضحت الرئاسة الفرنسية أن هذا ما يفسّر التعبئة التي تقوم بها فرنسا،وذلك في إشارة إلى جهود تبذلها باريس لإحياء الجهود الدبلوماسية بغية التوصل إلى حل للنزاع الذي تشهده ليبيا.
وأوضح البيان أن ما تريده فرنسا ليس غلبة فريق على آخر بل بدء المفاوضات انطلاقا من الواقع القائم
اليوم على الأرض، بما في ذلك تقاسم الموارد النفطية. على حد تعبير الرئاسة الفرنسية.
ويبدو أن المصالح المشتركة بدأت تجمع كل من
روسيا وتركيا على موقف يفيد كلا الطرفين ويضر ليبيا خاصة بعد أن كشف دميتري شوغايف، رئيس الهيئة
الفيدرالية الروسية للتعاون العسكري التقني عن أن تركيا طلبت صادرات دفاع من روسيا تقدر بنحو مليار دولار، وهو الإعلان الرسمي الأول من نوعه عن حجم عقود التصدير الروسية مع تركيا، ما يشير إلى نوع من شراء المواقف والتوافق بين الجانبين في عدد من الملفات على رأسها الملف الليبي.
وتسعى جميع الأطراف الدولية لتحقيق مصالحها
في ليبيا على حساب الشعب الليبي حيث أفادت مصادر مطلعة في وقت سابق بأن أطراف النزاع في ليبيا وداعميهم عقدوا اجتماعا في جزيرة مالطا لتقاسم الكعكة الليبية.
وأوضحت المصادرأن الإجتماع شهد حضور وفود من الولايات المتحدة وروسيا وتركيا وقطر وإيطاليا، فضلا
عن مندوبين يمثلون المجلس الرئاسي لحكومة “الوفاق” غير المعتمدة ، وآخرين يمثلون حفتر.
وبينت أن الهدف من الإجتماع هو بداية مرحلة جديدة في تاريخ ليبيا تقوم على تقاسم البلاد وثرواتها بين أطراف النزاع وداعميهم، وتحديد نطاق سيطرة كل طرف.
وأضافت المصادرأن الإتفاق الذي يستند على تفاهم سابق جرى بين الأتراك والروس يضعف الجيش ويجهض
تقدمه وانتصاراته التي حققها على الأرض في طريق تحرير طرابلس، ويجعله رهينة لتفاهمات دولية.

إلا أن وقائع الأحداث منذ تغول الميليشيات وانتشار الجماعات الإرهابية، تثبت بالدلائل والوثائق مدى الدمار الذي لحق بليبيا،ويبدو أن إنهاء معاناة الشعب الليبي يمر عبر المقاومة بكل أشكالها،وذلك هو الخيار الأمثل بدلا من انتظار الحلول الخارجية الملغمة بالشروط والإملاءات.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق