أخبار العالمإفريقيابحوث ودراسات

انقسام فصائل دارفور المسلحة: السودان نحو تدخل دولي وشيك

مع اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع أعلنت فصائل مسلحة في إقليم دارفور، غربي السودان خروجها عن الحياد ودعمها للقوات المسلحة السودانية في مواجهة قوات الدعم السريع.

فالحرب التي خلفت أكبر أزمة نزوح في العالم، ودفعت قطاعات من السكان البالغ عددهم نحو 45 مليون نسمة إلى شفا المجاعة وفجر موجات من القتل والعنف. حيث راح ضحية المعارك الدائرة بين الطرفين حسب الأمم المتحدة نحو أكثر من 13 ألف قتيل وبلغ عدد النازحين في تسع ولايات أكثر من 11 مليون نازح يوجدون في 67 ملجأ بينما فر نحو 8.1 مليون شخص من منازلهم في السودان ويشمل ذلك نحو 6.3 مليون داخل السودان و1.8 مليون فروا إلى خارج البلاد.

تشهد الحركات المسلحة في السودان حالة من التشظي والإنقسامات بسبب مواقفها من الحرب فبعد أن تبنت مبدأ الحياد عقب اندلاع الحرب عادت حركات عدة للانحياز إلى جانب الجيش السوداني وهو ما عرضها لهزات وانقسامات داخلية كبيرة

الفصائل التي تطلق على نفسها اسم “قوى الكفاح المسلح والمقاومة الشعبية المساندة للقوات المسلحة بدارفور”، قالت في بيان لها إنها وضعت خطة لاستعادة المدن التي يسيطر عليها الدعم السريع” و”خارطة سياسية للتواصل مع رموز وقيادات المجتمع والمقاومة الشعبية للتعبئة العامة” وأكد البيان “التزام الفصائل بالوقوف جنباً إلى جنب مع القوات المسلحة والمؤسسات الشرعية لمنع انهيار الدولة السودانية عبر العمل المدني والعسكري.

واتهم البيان الدعم السريع بالاستعانة بمرتزقة أجانب من دول الجوار الإفريقي والعربي للقتال وتلقي الدعم من دول “لتفكيك السودان”، كما شدد على ضرورة الانتقال المدني الديمقراطي بعد هزيمة الدعم السريع.

ويأتي هذا الإعلان بعد أيام من سيطرة قوات الدعم السريع على الخرطوم، عاصمة السودان وإقالة قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان من منصبه كرئيس للبلاد. وتضم الفصائل الموقعة على البيان حركة جيش تحرير السودان قيادة مناوي وحركة العدل والمساواة السودانية وتجمع قوى تحرير السودان والتحالف السوداني وحركة جيش تحرير السودان-المجلس الانتقالي، وحركة جيش تحرير السودان المجلس القيادي، وحركة تحرير السودان قيادة مصطفى تمبور

الانقسامات التي تشهدها الساحة السياسية ظاهرة سودانية وليست حصرية على الحركات المسلحة، حيث انقسمت الأحزاب السياسية القديمة عشرات المرات، وكذلك الأحزاب المنشقة إلى عشرات كما حدث في حزبي “الأمة” و”الاتحادي..

تعددت العوامل المؤثرة في مستقبل الحركات المسلحة خلال الحرب مثل الظروف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، إضافة إلى تراجع الدعم الدولي لاتفاق سلام جوبا الذي تم توقيعه بين الحركات المسلحة وحكومة الفترة الانتقالية  منذ العام 2020 وتعطيل بروتوكولات مهمة مثل الترتيبات الأمنية، وهو ما أضعف الحركات وقلل من قدرتها على تحقيق أهدافها بطرق سلمية أو الانتقال لأجسام سياسية

لم تسجل المفاوضات الدولية بخصوص الوضع السوداني أي جدوى فيما يتضائل أمل الشعب السوداني فيما يمكن أن تسفر عنه الضغوط والجهود الدولية والإقليمية الساعية لإجبار طرفي الحرب التي دخلت عامها الثاني للعودة إلى طاولة المفاوضات ووقف نزيف الخسائر البشرية والاقتصادية وإنهاء معاناة الملايين من السكان وسط انحسار خطير لمساحة الملاذات الآمنة مع اتساع رقعة القتال.

ووفقا لمراقبين فإن أي فشل للجهود المبذولة لإنجاح مفاوضات منبر جدة التي أعلن المبعوث الأميركي للسودان “توم بيريلو” عن استئنافها خلال الأسبوعين المقبلين، سيزيد من تعقيدات الأوضاع المتأزمة في البلاد ويفاقم معاناة الفارين من الحرب الذين فقدوا مدخراتهم وأعمالهم، ويضاعف مأساة المحاصرين في مناطق القتال وسط مخاوف كبيرة من زيادة حدة الانقسامات الأهلية والعسكرية.

و تجدر الإشارة إلى أنه مع اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في 2023، قررت ثلاث حركات مسلحة تشارك في الحكم بموجب اتفاق جوبا للسلام التزام الحياد، وبعد نحو أسبوعين من بدء القتال شكلت حركات دارفور الرئيسة الأربع قوة مشتركة لحماية المدنيين في الإقليم، لتأمين وصول المساعدات الإنسانية، وفي الـ16 من نوفمبر  الماضي أعلنت بعض الحركات الانحياز إلى الجيش مفسرين تحولهم بسبب الانتهاكات المريعة التي ارتكبتها قوات الدعم السريع في حق المواطن السوداني.

في ضل تفاقم الصراع بين القوات السودانية المعادية، تواترت تقارير عن خطوات يجري الإعداد لها للاتفاق على صيغة تدخل دولي أو إقليمي، وهو الأرجح في حال فشلت المفاوضات باعتبارها الفرصة الأخيرة، حيث قدم مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي وثيقة لمجلس الأمن الدولي في التاسع عشر من أفريل تضمنت الخطة الإفريقية المكونة من 6 نقاط والتي تشمل إدخال قوات دولية مدعومة من الأمم المتحدة للفصل بين القوتين المتحاربتين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق