إفريقيا

سلامة المثقل بتناقضات الليبيين يتخلّى عن مهمته

طرابلس-ليبيا-03-03-2020

أعلن مبعوث أمين عام الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا، غسان سلامة استقالته أمس الإثنين 2 وعزا ذلك لأسباب صحية.
وكتب سلامة على تويتر أنه حاول على مدار عامين ونصف العام إعادة توحيد الليبيين ومنع التدخل الخارجي.
وقال في تغريدة “سعيت لعامين ونيف إلى لمّ شمل الليبيين وكبح تدخل الخارج وصون وحدة البلاد.وقد عقدت قمة برلين وصدر القرار 2510 وانطلقت المسارات الثلاثة برغم تردد البعض، واليوم أقر بأن صحتي لم تعد تسمح بهذه الوتيرة من الإجهاد، لذا طلبت من الأمين العام إعفائي من مهمتي آملا لليبيا السلم والإستقرار”.
وكان سلامة قد حذر من تداعيات انهيار الهدنة في ليبيا، معربا عن قلقه من تحول الصراع في ليبيا إلى” حرب إقليمية” خصوصا في ظل تدخل أطراف خارجية.
وأشار إلى أنه لا يمكن لمباحثات إرساء السلام في ليبيا أن تستمر تحت القصف ولا بد من احترام الهدنة مع تواصل المفاوضات.
يذكر أن غسان سلامة تم تعيينه مبعوثا خاصا للأمم المتحدة إلى ليبيا في الـ16 من يونيو 2017 خلفا للألماني مارتن كوبلر.

وقد سعى سلامة إلى إطلاق ثلاثة مسارات عسكرية واقتصادية وسياسية لطرفي الصراع في ليبيا بموجب مقررات مؤتمر برلين الذي عقد في التاسع عشر من شهر فبراير الماضي، فيما عقد اجتماع للمسار العسكري في جنيف الشهر الماضي إلا أنه لم يتمخض عن نتائج ملموسة.
وبغض النظر عن السبب المعلن،فإن غسان سلامة بعد تجربة مريرة مع الأطراف الليبية المتصارعة أصبح يشعر بالقرف من مناورات هذه الأطراف وتقلباتها وارتباطاتها الخارجية،وسئم نفاقها.
ويبدو جليا أن سلامة الذي تحمس لمهمته في بداية تعيينه قائلا: ترددت في قبول المهمة ولكن ثقتي كبيرة في الوصول إلى حل،ما كان ليقدم عل طلب إعفائه لولا إدراكه-في هذا الوقت بالذات-بأن الأمور ماضية إلى حافة خطيرة من التصعيد والحرب المدمرة،لذلك لايريد أن يضع سمعته في المحك،في ظل تدخل خارجي خطير وبخاصة من قبل تركيا واستعدادات لجولات من المعارك القادمة.
وفي حين وصف بعض المحللين استقالة سلامة بالخسارة لليبيا، اعتبر آخرون أنه تغافل عن الدور التخريبي الذي تمارسه في مدن المنطقة الغربية وخاصة في العاصمة.كما عمد إلى إدانة عملية الجيش الليبى لتحرير العاصمة الليبية من قبضة المليشيات.
إلا أنه حاول خلق توازن في مواقفه حين استنكر، في إحاطته مجلس الأمن حول تطورات الأوضاع في ليبيا، محاولة النواب المؤيدين لحكومة الوفاق تأسيس برلمان موازٍ في طرابلس، مشيرا إلى أن القوى الخارجية المتدخلة في ليبيا دور كبير في تحديد مستقبل البلاد،بينما كانت مواقفه في الغالب لصالح المنطقة الغربية، حيث مقر البعثة الأممية.
هذه الإحاطة تضمنت بشكل صريح اتهامات للمليشيات الداعمة لحكومة “الوفاق”بالتحالف مع مقاتلين متطرفين، وكذلك استخدام مطار معيتيقة لأغراض عسكرية،ورأت في ذلك جماعة”الإخوان المسلمين:المهيمنة على طرابلس ومصراتة، أن مبعوث الأمم المتحدة رفع الغطاء عن حكومة السراج، وثبّت التهم التي ما فتئت توجهها إليها بشكل مستمر مؤسسة الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.
هذه الإحاطة أغضبت حكومة السراج في طرابلس ومصراتة،والمدعومة من قبل الميليشيات المسلحة،إلى درجة أن مجموعة مسلحة تابعة “للوفاق” تطلق على نفسها “القوة المساندة” هدد سلامة مباشرة “بأنها ستتخذ خطوات أكثر قوة ضد المبعوث الأممي إن لم يغادر ليبيا”.
ويدرك سلامة أن بعض الأطراف السياسية سعت إلى إفشال مهمته “من أجل إطالة الأزمة” لأنها تعلم أنّه في انتهاء الأزمة انتهاء لوجودها،لأنها تدرك حجم الجرائم والنهب والتدمير والقتل والسطو على مقدرات الشعب الليبي.
ومنذ تنفيذ حلف شمال الأطلسي عدوانه العسكري على ليبيا بداية من 19 مارس 2011،وتدمير مؤسسات الدولة الليبية وإسقاط نظام معمر القذافي،أصبح الخراب والتدمير والإرهاب سيد الموقف في ليبيا التي توافد عليها ستة مبعوثين أممين، فشلوا كلّهم في إيجاد سبيل يخرج البلاد من حالة الإقتتال والإنقسام..
والسبب هو بعض الليبيين الذين جروا البلاد تحت أوهام”الربيع العربي”إلى هذا المصير المظلم،في حين أصبح أغلب الليبيين وكل دول العالم(باستثناء قطر وتركيا) يدركون كم كان القذافي على مقدرة كبيرة في الحفاظ على سلامة قارة بحجم ليبيا،وسلامة البلدان المجاورة ودول الساحل والصحراء التي اكتسحها الإرهاب بسقوط القلعة الليبية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق