أخبار العالمأوروباالشرق الأوسطبحوث ودراسات

أي شرعية لتصنيف الغرب “الحرس الثوري الإيراني” ضمن الإرهاب الدولي ؟

ايران،  أو كما جاء في تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية ب “مركز القوة النووية والعسكرية في الشرق الأوسط”.

يقول كبار مفتشي الوكالة:” الجدل الصاخب المرجح في حالة وصول إيران إلى مرتبة قدرة نووية عسكرية هو أنّ إيران الآن تخضع لنظام التحقق النووي الأكثر قوة في العالم”.

ففي سياق تصدع المفاوضات التي وصفت “بالعقيمة” بين إيران والدول الكبرى بشأن برنامجها النووي، ومنعه من التحول إلى برنامج عسكري مقابل تطبيع متدرج لعلاقاتها مع المجتمع الدولي ككل، يبدو أن الاتحاد الأوروبي يشنّ هجوما تحريضيا لتوسيع الإجراءات العقابية الحالية ضد إيران وروسيا بعد الضربات الجوية التي وجهتها ضد إسرائيل يوم 12 أفريل 2024 بشأن إنتاجها الباليستي – المسيرات والصواريخ.

الحرس الثوري الإيراني أو “الباسيج” هو الدرع الحامي لإيران لكن تصنيف “الحرس الثوري الإيراني” “كمجموعة إرهابية “في الاتحاد الأوروبي أمر يثير الإنقسام داخل الاتحاد الأوروبي.

باعتبار وأن ايران دفعت بالتدفق التجاري تجاه القارة العجوز الى أعلى مستوياته وفقا “لوكالة الجمهورية الإسلامية ارنا ” حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين إيران والإتحاد الأوروبي نحو 1.5 مليار يورو كشريك تجاري قوي.

شريك هام بالنسبة لها الاّ أن القارة العجوز تخشى ارتباطه النووي الروسي في تهديد أمنها الشامل ومما لا شك فيه أن الأوضاع ستكون معقدة أكثر في ضل سن قانون يضع ايران على قوائم الإرهاب والتطرف.

علما وأن الفرع العسكري الإيراني لم يرتبط بأي عمل إرهابي – اجرامي في أي من الدول الأعضاء للاتحاد الأوروبي وهو تصنيف يعبر عن انحياز تام للكيان الصهيوني بعد أحداث قصف 14 من فيفري 2024 التي شنتها قوات “الباسيج” ردا على الكيان الصهيوني المحتل في عقرهم تل أبيب .

وفقا لقانون الإتحاد الأوروبي، فإن الجرائم الإرهابية هي أفعال ترتكب بهدف: “تخويف الأفراد والمجموعات بشكل خطير وإرغام حكومة أو منظمة دولية دون مبرر على القيام بأي عمل أو الإمتناع عن القيام به زعزعة الاستقرار بشكل خطير أو تدمير الهياكل السياسية أو الدستورية أو الاقتصادية أو الاجتماعية الأساسية لبلد ما أو منظمة دولية. “

 هو هيئة ـ عسكرية موازية تشكلت خلال “الثورة الإسلامية ” عام 1979. وهي تحافظ على فروعها الجوية والبرية والبحرية وتحمي النظام الإيراني. ساعدت وحدة العمليات الخاصة التابعة لها ، “فيلق القدس” في إنشاء فصائل المقاومة المسلحة في العراق وسوريا ولبنان واليمن ضمن “محور المقاومة”.

في مطلع عام 2022 أطلق الحرس الثوري الإيراني قمرا صناعيا ثانيا  للمراقبة في الفضاء، في تحد لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وأظهر أن إيران لديها التكنولوجيا اللازمة لتحقيق قدرة صاروخية باليستية عابرة للقارات علاوة على تطوير أعلى درجات تخصيب اليورانيوم في مجال الطاقة النووية / الذرية.

ايران بدأت تقترب شيئا فشيئا حذو الخط النووي الأحمر.

صنفت الولايات المتحدة الحرس الثوري الإيراني لأول مرة في 2007 بموجب سلطات مكافحة الإنتشار بموجب الأمر التنفيذي رقم 13382. وصنف هذا الإجراء أيضًا فرع فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني وإن لم يكن الحرس الثوري الإيراني بشكل عام على أنه “مجموعة إرهابية”

في 2011 أضافت وزارة الخارجية الامريكية الحرس الإيراني إلى القائمة السوداء.

كما حظر الإتحاد الأوروبي المعاملات الإقتصادية مع الحرس الثوري الإيراني في عام 2010 وظلت التصنيفات الخاصة بالولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي سارية رغم تنفيذ الإتفاق النووي لعام 2015 والمتعلق بحذر أسلحة الدمار الشامل والذي صادقت عليه ايران.

Iran Talks. Abschluss Iran Verhandlungen. UNO. Wien, 14.07.2015, Foto: Dragan Tatic

لقد وصلت حدود المخاوف لدى الإتحاد الأوروبي الى مستويات فاقت كل التوقعات.

إن خطة العمل الشاملة المشترك (JCPOA) هي اتفاقية تاريخية تهدف إلى معالجة المخاوف بشأن البرنامج النووي الإيراني وقد تم التفاوض عليها في عام 2015 بين إيران ومجموعة القوى العالمية 5+1 (الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وروسيا والصين وألمانيا) مع لعب الإتحاد الأوروبي دورا رئيسيا.

 لقد وافقت إيران على الحد من أنشطتها النووية والسماح بعمليات التفتيش الدولية مقابل تخفيف العقوبات الإقتصادية وتضمنت البنود الرئيسية خفض مستويات تخصيب اليورانيوم لدى إيران وخفض مخزونها من اليورانيوم المخصب وتعديل منشآتها النووية لمنع تطوير الأسلحة، في عام 2018 انسحبت الولايات المتحدة في ظل إدارة ترامب من جانب واحد من خطة العمل الشاملة المشتركة وأعادت فرض العقوبات على إيران.

قمة الإتحاد الأوروبي التي كانت مخصصة في الأصل لتعزيز القدرة التنافسية الاقتصادية للكتلة قد طغت عليها التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط وانحياز فاضح الى اسرائيل بدعوة الاتحاد الأوروبي حلفائه إلى فرض عقوبات جديدة على إيران بعد أن أطلقت الجمهورية الإسلامية أكثر من 300 صاروخ وطائرة بدون طيار باتجاه إسرائيل.

جوزيف بوريل، وهو كبير الدبلوماسيين في الإتحاد الأوروبي هدد بأن الإتحاد الأوروبي “سيبدأ العمل اللاّزم” لفرض عقوبات أشد على إيران بعد الهجوم الجوي على إسرائيل كما سيطلب دراسة إمكانية توسيع عقوبات الإتحاد الأوروبي الحالية ضد تكنولوجيا الطائرات بدون طيار الإيرانية.

تهديد تصعيدي في نطاق توسيع نظام العقوبات الحالي لمعاقبة إيران على مساعدة روسيا بطائرات بدون طيار والصواريخ وليشمل أيضًا وكلاء إيران في المنطقة.

منذ الهجمات الإرهابية في 11 سبتمبر 2001. قام المجلس بإنشاء القائمة الإرهابية تنفيذا لقرار مجلس الأمن ويستهدف تنظيم القاعدة و داعش والأشخاص والكيانات المرتبطة بهم أو الداعمين لهم.

إدراج الحرس الثوري الإيراني كمجموعة إرهابية أمر مجانب للصواب القانوني بإعتباره جاء تحت ضغوط ومصالح دولية مرتبطة بالتشبيك مع الكيان الصهيوني وهو أجرم كيان دولي عرفته البشرية في القرن الحديث بتورطه في قتل الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطيني وإرتكاب المحتل لمجازر خلفت المقابر من الأموات والضحايا وتصدير الحرب هذا الكيان “الجيش الصهيوني” لم يتم مواجهته بأي اتهام واحد من المجلس الأوروبي لماذا لأنه صنيع أمريكي.

 ان تصنيف “وحدة الباسيج “جماعة ارهابية مثل هذا التصنيف اللاّمشروع والفاقد لكل تعليل أو مستند قانوني لم يصدر بأي قرار من محكمة أوروبية وفق المادة 931 من نظام قانون 2001 كوسيلة لتنفيذ قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

إن وضع الحرس الثوري على قائمة الإرها​ب ستكون سابقة في تاريخ العلاقات الدولية، بوضع جيش بأكمله وحتى المجندين في الخدمة الإلزامية داخل الحرس الثوري الإيراني ويعني ذلك وقف التعاون الشرطي والقضائي مع دولة ايران.   

لا يمكن وضع الحرس الثوري الإيراني أو اي كيان أو افراد بدون قرار قضائي يجرم تلك الكيانات أو الفراد،  هذا وان لم يثبت تورط الحرس الإيراني في جرائم حيث لا يؤاخذ القانون الجنائي  الدولي، حق دولة ما في الدفاع عن نفسها أو رد الإعتداء ضد أي خطر أجنبي.

وبالتوازي مع الإتفاق النووي الإيراني ومصالح دول التكتل الاقتصادية خاصة ألمانيا وفرنسا إلى جانب بريطانيا مع إيران من المرجح عدم إتّخاذ الإتحاد الأوروبي قرار بوضع الحرس الثوري الإيراني على قائمة الإرهاب وسيعتمد بدلاً عن ذلك إدراج أفراد وقيادات داخل الحرس الثوري الإيراني.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق