إفريقيا

حفتر وأوروبا ومعادلة الصراع في ليبيا

لندن-المملكة المتحدة-11-03-2020


اعتبرت صحيفة(العرب)الصادرة في لندن،أن اللقاءين اللذين جمعا القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في برلين، عكَسَا تبدّلا في الموقف الأوروبي باتجاه المزيد من التعاون مع الجيش الليبي مقابل تبدد الرهان على حكومة الوفاق بقيادة فايز السراج المتحالفة مع أنقرة.

ويربط مراقبون الإهتمام الأوروبي المفاجئ بحفتر، بالإبتزاز الذي يمارسه أردوغان على أوروبا من خلال تفعيل ورقة المهاجرين بعد رفض الأوروبيين تلبية نداءات وجّهها إليهم للقتال معه في إدلب ضد روسيا والجيش السوري.
ويشير استقبال حفتر بشكل رسمي من قبل زعيمين أوروبيين، وخاصة من قبل ميركل التي ظل موقف بلادها أقرب لحكومة الوفاق الواجهة السياسية لـ”الإخوان المسلمين”، إلى القبول بالأمر الواقع الذي فرضه الجيش الليبي ويعكس إقرارا أوروبيا رسميا.
ولم يسبق أن استقبل حفتر رسميا من قبل زعماء أوروبيين بشكل مباشر باستثناء زيارة إلى إيطاليا في مايو الماضي التقى خلالها رئيس الوزراء جوزيبي كونتي، حيث كانت أغلب لقاءاته بهم على هامش المؤتمرات الدولية التي عقدت في باريس وبرلين وروما.
وقالت الحكومة الألمانية إن ميركل استقبلت ،الثلاثاء، حفتر لإجراء محادثات حول الوضع في ليبيا.
وقبل برلين، التقى حفتر بماكرون بقصر الإيليزيه،حيث بحثا سبل وقف إطلاق النار واستئناف العملية السياسية. وجاء في بيان للرئاسة الفرنسية أن حفتر أكد خلال اللقاء أنه”سيلتزم بتوقيع وثيقة وقف إطلاق النار لكن هذا الإلتزام يسقط إن لم تتقيّد به الفصائل المسلّحة”، في إشارة إلى الميليشيات والمرتزقة الذين يدعمون حكومة “الإخوان” في طرابلس.
ونقلت رويترز عن مسؤول في الرئاسة الفرنسية قوله إن “حفتر أحد اللاعبين الرئيسيين بالمشهد السياسي الليبي ويجب أن يؤخذ في الحسبان”.

وتخشى فرنسا ودول أوروبية عديدة تدويل النزاع في ليبيا ومزيدا من التدهور مع دخول تركيا على الخط وهي التي أرسلت قوات إلى ليبيا إضافة إلى المرتزقة السوريين الذين يشتبه في انتمائهم إلى المجموعات المتطرفة.

وبدأ الغضب الأوروبي على عبث أردوغان في ليبيا منذ توقيع اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع حكومة السراج والتي أغضبت اليونان العضو في الإتحاد الأوروبي،وتزايدت حدة الغضب مع التلويح بورقة المهاجرين الذين فتحت لهم أنقرة الحدود ليتكدسوا على أبواب اليونان.

وكان وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، وجه انتقادات إلى تركيا بسبب إرسالها مقاتلين سوريين إلى ليبيا، رافضا ابتزاز أردوغان لأوروبا بورقة المهاجرين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق