أخبار العالمأوروبا

الدفع نحو “حافة”الحرب” في ملف أوكرانيا

بروكسل-بلجيكا-15-02-2022


يجتمع وزراء دفاع دول حلف شمال الأطلسي، يومي غد وبعد غد، لاتخاذ قرار بشأن إصدار الأمر للقادة العسكريين لوضع خطط نشر مجموعات قتالية يبلغ قوام الواحدة منها نحو ألف جندي، في بلغاريا ورومانيا، وربما في سلوفاكيا والمجر.
ويتزامن الإجتماع مع تصعيد الولايات المتحدة خطابها العدواني ضد روسيا بشأن ما تقول إنه غزو وشيك لأوكرانيا.
وقال دبلوماسي رفيع المستوى في حلف شمال الأطلسي: “سيكون هناك تكليف يسمح لنا بالتصعيد أو خفض التصعيد في حالة سحب روسيا قواتها”، وأن أوكرانيا ليست من أعضاء الحلف، ولا توجد معاهدة تلزمه بالدفاع عنها، ومن شأن تعزيز القوات في البحر الأسود أن يظهر جدية الحلف في منطقة ذات أهمية استراتيجية وفي بلدان مثل المجر وسلوفاكيا لها حدود مع أوكرانيا.
وقال مسؤول بالرئاسة الفرنسية إن القوات الفرنسية سوف تُنشر في رومانيا فقط، بعد أن يتخذ الحلف قراره وأن تكوين وتسليح المجموعات القتالية قد يستغرق وقتا.
لكن في ظل حرص المجر وسلوفاكيا على عدم إغضاب روسيا، قال دبلوماسيون، إن “الحلف قد يتجنب نشرا للقوات في الجنوب الشرقي بشكل يماثل تماما المجموعات القتالية في البلطيق”.
من جهتها، أكدت روسيا مرارا أنها لا تهدد أحدا، واعتبرت في الوقت نفسه، أن الاتهامات دعاية كاذبة وذريعة من الغرب وأمريكا لزيادة أنشطة الناتو والوجود العسكري بالقرب من الحدود الروسية، والذي تعتبره موسكو تهديدا لأمنها القومي.
وقالت موسكو أيضا إن لروسيا الحق في نقل قوات داخل أراضيها الوطنية، وطالبت بضمانات حول عدم توسع حلف الناتو شرقا نحو حدودها، وعدم إنشاء قواعد عسكرية في جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق.
في هذه الأثناء، يبدو أن ألمانيا هي الدولة الغريبة التي تغرّد خارج السرب، فبينما قامت الولايات المتحدة وبريطانيا وبولندا بتسليم أسلحة إلى أوكرانيا، رفضت الحكومة الألمانية بشدة أن تفعل الشيء نفسه، وهي أيضاً تمنع نقل الأسلحة التي بيعت سابقاً إلى إستونيا، حيث لاقى الموقف الألماني هذا انتقاداً حاداً في جميع أنحاء القارة.
أما بالنسبة للمستشار الألماني أولاف شولتز فهو يعمل في منصبه ، على رأس حكومة ائتلافية جديدة، من أجل السيطرة على وضع آمن ومستقر متناقضاً مع سياسة أنجيلا ميركل حول ضمّ روسيا لشبه جزيرة القرم في عام 2014.
ومن الواضح أن ألمانيا تسعى إلى تأكيد نفسها كوسيط لأنها تدرك أخمية عدم تكرار أهوال الماضي، والبلاد حذرة للغاية بشأن الاشتباك العسكري.
وبالنسبة للحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي ينتمي إليه شولتز، تعتبر العلاقات مع روسيا قضية عاطفية ومتنازعاً عليها بشكل خاص، ويفخر الحزب بنهج التغيير، ويدافع العديد من أعضائه عن فكرة أن دور ألمانيا يتمحور في أن تكون منطقة عازلة بين الولايات المتحدة وروسيا بدلاً من الوقوف إلى جانب الغرب بوضوح.
والوضع نفسه بالنسبة لحزب الخضر ثاني أكبر حزب في أحزاب تحالف “إشارة المرور” في ألمانيا الذي تأسّس في إطار حركات السلام والبيئة عام 1980، وعارض نشر الأسلحة النووية الأمريكية في ألمانيا وإعادة التسلح بشكل عام. موقف الحزب تطور منذ ذلك الحين، لكن بعد أزمة أوكرانيا تصاعدت التوترات داخل الحزب على المناصب الوزارية والإصلاحات الداخلية والأولويات السياسية.
وبحسب استطلاع حديث للرأي، يعارض 59 في المائة من الألمان تسليم الأسلحة إلى أوكرانيا، بينما يوافق 20 في المائة فقط.
حالياً يواجه شولتز انتقادات خارجية للموقف الألماني حول الوضع في أوكرانيا، فقد وصف وزير دفاع لاتفيا إحجام ألمانيا عن تسليح أوكرانيا بأنه غير أخلاقي ومنافق،حسب زعمه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق