أخبار العالمالشرق الأوسط

حداد على أحد رموز الاستعمار الغربي!*

فلسطين المحتلة-19-9-2022


إعلان الحِداد قد يكون أمراً طبيعياً لو كان سلوكاً مُتّبعاً من هذه الدول في كل الحالات المماثلة، ولو قامت به كل دول العالم، وخصوصاً شركاء بريطانيا في المشروع الاستعماري الغربي على جانبي الأطلسي، ولكنه غير طبيعي عندما يصدر عن أنظمة حكم سياسية ذاقت شعوبها وبلادها الويلات من الاستعمار البريطاني والفرنسي وغيرها، وعندما يكون مرتبطاً بأحد أهم رموز الاستعمار الغربي: الملكة إليزابيث الثانية، التي تولّت العرش بعد الحرب العالمية الثانية، وشهدت انتقال راية زعامة الاستعمار الغربي من بريطانيا إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وشهدت أكبر جرائم بريطانيا الاستعمارية ضد العرب والمسلمين، وهي استكمال تسليم فلسطين للحركة الصهيونية، وقيادة العدوان الثلاثي على مصر، ودعم مواصلة العدوان الصهيوني بتوسيع حدود “إسرائيل” في النكبة الثانية، ومعاداة كل حركات التحرر العربية من الاستعمار الأوروبي.

وإعلان الحِداد على رمز استعماري كبير من تلك الأنظمة التي تتجاهل ضحايا ذلك الاستعمار في فلسطين وفي بلاد أُخرى ليس من الدبلوماسية أو الإنسانية في شيء ولا سيما من البعض في المنطقة العربية.
قيام الاستعمار البريطاني بإنشاء كلٍ من الكيان الصهيوني غرب الأردن، والمملكة الأردنية شرق الأردن، جاء في سياق المشروع الاستعماري الغربي ضد الأمة العربية والإسلامية، ذلك المشروع الذي يعد أهم أركانه تجزئة الوطن العربي والإسلامي وتفتيته إلى عشرات الدول، ولتصبح حدود “سايكس- بيكو” وأمثالها هي الحدود “الشرعية” المُقدّسة التي تدافع عنها كل دولة، ويحميها النظام العالمي المحكوم من الغرب، وكان الركن الأهم في المشروع الاستعماري الغربي ومركزه وقاعدته المتقدمة، هو إنشاء “دولة إسرائيل” في قلب العروبة والإسلام، وفي وسط الامتداد الجغرافي لبلاد العرب والمسلمين، لتكريس حالة التجزئة والتخلّف والتبعية، وإعاقة أي مشروع قومي عربي أو نهضوي إسلامي، محاوره الوحدة والنهضة والاستقلال بين مكونات الأمة.

والمشروع الغربي الاستعماري بزعامة بريطانيا، ثم أميركا، بركنيه “التجزئة وإسرائيل”، لا يزال هو الأساس المحرك للسياسة الغربية، انطلاقاً من دوافع جذورها دينية مرتبطة بالصهيونية المسيحية، واقتصادية مرتبطة بنهب ثروات الأمة.

*وليد القططي..كاتب وباحث في الفكر السياسي – فلسطين

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق