زهور المشرقي-تونس
بعد الإنكسارات المتتالية لتنظيم الإخوان المسلمين في كل من مصر وسوريا والسودان، وما أصابه من وهن وتراجع في ليبيا وتونس، تتزايد مخاوف التنظيم وما يلاحقه من إمكانية تصنيفه دوليا كتنظيم إرهابي بعد أن تمّ تصنيفه إقليميا من قبل مصر والإمارات والسعودية كجماعة إرهابية تنشط خارج الأطر القانونية ، ترتفع حالة التخوف من سقوط مشروعهم حتى في معاقله الحالية مما قد يدفع بقيادات الجماعة إلى إيجاد ملاذ جديد يكون أكثر أمانًا للنشاط والعمل.
ومن بين البلدان التي تركز عليها جماعة الإخوان بعد بريطانيا ،هي كندا، مستغلين وجود علاقات قوية مع بعض المسؤولين والقوى السياسية في هذا البلد،فضلا عن العلاقات المتوترة بين كندا وبعض الدول العربية على غرار المملكة العربية السعودية والأزمة الدبلوماسية الأخيرة التي اتهمت فيها الرياض بقمع الحريات على أثر سجن ناشطتين سعوديتين والتي تفاقمت وكبرت مثل كرة الثلج مع مرور الوقت.
وقد استغل تنظيم الإخوان المسلمين هذا الخلاف بعد تصنيفهم من الرياض كتنظيم إرهابي واتّهامها لقطر بدعمهم وتغذيتهم في المنطقة ما أدى إلى قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطرعام 2017 رفقة كل من مصر والإمارات العربية والبحرين، هذا النزاع بسّط للتنظيم التمدد وإعادة التمركز في كندا وجنوب شرق آسيا مستغلا أيضا حالة التعاطف الغربي كلاجئي حقوق إنسان في هذه الدول.
وفي نفس السياق، نقلت تقارير دولية أن نائب المرشد العام للإخوان إبراهيم منير أعلن عن عقد سلسلة من الإجتماعات في كندا مع بعض الأحزاب والقوى السياسية للتقرب بشكل أكبر وإيجاد وسيلة لترحيل الجماعة الهاربين من مصر وليبيا وسوريا والسودان بعد سقوط نظام عمر البشير إليها عبر تقديم مساعدات مالية عن طريق شركات التنظيم في العالم لإيوائهم واستقبالهم.
ويسعى تنظيم الإخوان المسلمين إلى التأثير في مراكز صناع القرارفي العالم الغربي،علما وأن الجماعة تمتلك شركات كبرى وجمعيات خيرية في البلد سالف الذكر منذ 2017 من بينها “الجمعية الكندية المصرية لدعم الديمقراطية” وجمعية كندا المسلمة “ماك” ومنظمة ‘عرفان الخيرية’ التي تستثمر في مجال المشاريع الصغيرة .
يشار أيضا إلى أن تيارات الإسلام السياسي أصبحت تحظي ببعض النفوذ في كندا التي يمثل فيها المسلمون 3.6 بالمائة من إجمالي السكان في هذا البلد.
وباتت جماعة الإخوان في كندا تعمل على تحقيق أهدافها على أرض الواقع ، عبر وسطاء يقيمون في بلدانهم ،مايثير قلق بعض الأحزاب التقدمية الكندية التي حذرت من هذا التمركز الجديد للإخوان في بلدها.
ويقول الكاتب المصري سعيد شعيب في كتابه “خطورة الإسلام السياسي على كندا” إن المواقف المتناقضة لقادة جماعة”الإخوان” في العمل السياسي، فضلا عن توظيف الدين لخدمة أغراضها الدنيوية، بالرغم من تأكيدها مرارا وتكرارا أنها جماعة دعوية، باتت أمرأ خطيرا في كندا ،داعيا إلى التصدي لهؤلاء ومنع تمركزهم الخبيث ،حسب وصفه.
ووفق الوقائع التي تعيشها بعض البلدان العربية ، لم تعد تركيا وقطر دولتين آمنتين للتنظيم، بل أصبحت بريطانيا وكندا، بجانب عدد من الدول الواقعة بجنوب شرقي آسيا أكثر أمانا بالنسبة لهذا التنظيم.
ويستغل الإخوان الخلافات الحاصلة في الشرق الأوسط والخلاف الحاصل بين كندا والرياض لمزيد تثبيت أنفسهم ، تحت ذريعة قمع الحريات في بلدانهم وانتهاك حقوق الإنسان.
ونقلت تقارير استخباراتية أن الإخوان سيطروا على مراكز الدراسات الكندية الخاصة بمنطقة الشرق الأوسط، حيث يتمركز فيها عناصر الجماعة التي تروج لوصايا بالتعامل مع الإخوان باعتبارهم جماعة معتدلة تستطيع القضاء على الإرهاب