أخبار العالمإفريقيا
أخر الأخبار

داعش .. من الهزيمة في سوريا والعراق إلى التمدد في الصومال

زهور المشرقي-تونس

بعد الضربات القاصمة التي تلقاها تنظيم داعش الإرهابي في سوريا والعراق وقريبا بقاياه في ليبيا وسقوط من يدعمه تدريجيا، وبعد الخسارات الكبرى التي تكبدها لوجستيا وماديا ومعنويا ،وموجة الإنشقاقات التي طالته مؤخرا خاصة بعد هروب أبرز قياداته خوفا من الموت أو السجن ثم الإعدام في عدة دول، يستعد التنظيم الإرهابي المتطرف في ظل التقسيم الجديد الحاصل في المنطقة للتمركز من جديد وبطريقة أخرى مغايرة في نقطة انطلاق جديدة بالنسبة له في الصومال.

ويقول ملاحظون، إن مساعي تنظيم “داعش” لتعزيز نفوذه داخل الصومال لاتعتبر اتجاها جديدا يتبناه التنظيم للتعامل مع المعطيات التي فرضتها المواجهات العسكرية التي انخرط فيها خلال المرحلة الماضية.

لكن الجديد في هذا السياق يكمن في محاولاته استغلال وجوده في الصومال لتبني آليات جديدة يحاول عبرها إعادة تفعيل مشروعه الذي سقط قبل ذلك في كل من العراق وسوريا.

ومازاد من اهتمام التنظيم بالعمل على تحويل الصومال خصوصا إلى نقطة انطلاق جديدة له هو الوضع الأمني الذي تمر بها هذه الأخيرة، والتي قد تساعده في تحقيق مبتغاه، وهو ما يفسر التصاعد الملحوظ في نشاطه مؤخرا سواء على مستوى العمليات أو على مستوى الإنتشار وإعادة التمركز.

هذا التمركز الجديد أثار قلقا واضحا لدى القوى الدولية التي حذرت حرفيا من إعادة انتشار التنظيم في الصومال وهو ما أبرزه رئيس هيئة الأركان الأمريكية الجنرال جوزيف دانفورد، في 29 يوليو 2019، بقوله إن تنظيم (داعش) انهزم، لكنه يظل خطرا كبيرا من حيث إعادة البناء في الصومال الذي يعش التسيّب الأمني وحالة اللاّ اللاّاستقرار.

واشنطن حذّرت من التمركز الخطير لداعش في هذا البلد عقب الضربة العسكرية التي استهدفت منسق هجمات “داعش” في شمال الصومال،يوم 28 يوليو الفارط، بشكل يوحي بأن واشنطن تسعى إلى توسيع نطاق المواجهة مع التنظيم لتشمل دولاً أخرى ومناطق جديدة.

وللملاحظ أن يكتشف حرص داعش الإرهابي خلال الفترة الماضية على تنفيذ عمليات إرهابية عدة، ركزت على استهداف المصالح الحكومية ومؤسسات الدولة،حيث تعتبر قيادة التنظيم أن هذه العمليات ستساهم في تفاقم الأوضاع الأمنية وتصاعد حدة عدم الإستقرار في الصومال، وهي العوامل التي يحاول التنظيم باستمرار استغلالها للتمدد.

وغير بعيد عن نفس السياق ، يتجه التنظيم خلال المرحلة المقبلة إلى التأقلم مع المتغيرات الجديدة التي فرضت عليه وذلك عبر البحث عن سبل جديدة ليس فقط لتمويل عملياته وإنما أيضاً لإثبات قدرته على التعايش مع الضغوط القوية التي يتعرض لها عالميا والتضييقات التي طالته في كل المناطق، في ظل إصرار القوى المعنية بالحرب ضده على محاصرة نفوذه، وتوجيه ضربات قوية للخلايا المتبقية التابعة له في المناطق التي سبق أن خرج منها بفعل تلك الضربات.

وقالت تقارير استخباراتية إن داعش الإرهابي يسعى إلى استغلال نفوذه في الصومال لتكوين شبكة تحالفات جديدة في منطقة القرن الإفريقي بشكل عام، على نحو يمكن أن يهدد مصالح دول المنطقة، والقوى الإقليمية والدولية المعنية بها.

ومن جانب آخر يعول التنظيم الإرهابي في الصومال على الإنقسامات والإنشقاقات التي تعيشها حركة الشباب المتطرفة من أجل تفتيتها وإضعافها، ودفع بعض فصائلها إلى الإنضمام إليه في الفترة المقبلة لتعزيز صفوفه.

وقد يحاول التنظيم أيضاً فتح قنوات تواصل مع جماعات مسلحة أخرى في المنطقة، من خلال استغلال الظروف الأمنية التي تمر بها معظم دولها كليبيا وتونس والجزائر والسودان واليمن وغيرها.

داعش الإرهابي يخطط لتموقع الجديد في الصومال حتى يؤمن له قاعدة أخرى يبدأ منها بناءه الجديد بعد خسارته في أغلب الدول التي خاض فيها معارك “بناء الدولة الإسلامية”.

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق