بزعم حماية المنشآت النفطية :رتل من القوات الأمريكية يدخل الأراضي السورية
دمشق – سوريا – 23-11-2019
ذكرت وكالة الأنباء السورية أن “رتلا يتبع لقوات الإحتلال الأمريكية دخل،مساء أمس الجمعة، من العراق إلى محافظة الحسكة عبر معبر الوليد غير الشرعي يضم 11 آلية منها صهاريج وشاحنات تحمل معدات عسكرية”.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن، في أكتوبر الماضي، قراره سحب القوات الأمريكية من سوريا..
ثم أعلن أن بعض العسكريين الأمريكيين سيبقون في سوريا “لحماية النفط” من تنظيم “داعش”. وسبق أيضا أن أعلن وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، أن القوات الأمريكية ستقوم بـ”حماية” الحقول النفطية شرقي سوريا، وأنها”سترد بحزم” على أية محاولات لسيطرة الجهات الأخرى عليها.
من جهتها، طالبت روسيا،في وقت سابق،الولايات المتحدة الأمريكية بإعادة حقول النفط السورية إلى سوريا.
وشدد دميتري بوليانسكي، النائب الأول لممثل روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، في كلمة له أمام أعضاء مجلس الأمن الدولي على ضرورة “تحرير سوريا من الوجود العسكري الأجنبي غير الشرعي”، مشيرا إلى أن هذا المطلب ينطبق على قوات أمريكية وضعت حقولا نفطية سورية تحت مراقبتها، منوها إلى أن النفط السوري ليس ملكا للولايات المتحدة.
وبخصوص العمليات العسكرية التركية بشمال شرقي سوريا،حذرت وزارة الخارجية الروسية،أمس، من أن العدوان التركي والوجود العسكري الأجنبي غير الشرعي على الأراضي السورية يهدد بعودة انتشار إرهابيي “داعش” ويساعد في عودة القدرة القتالية للتنظيم.
ونقل موقع( روسيا اليوم) عن نائب وزير الخارجية الروسي أوليغ سيرومولوتوف قوله “إن فرار مئات إرهابيي (داعش) من السجون نتيجة العملية التركية شمال شرقي سوريا يثير قلقا بالغا لدى روسيا ولا سيما بالنظر إلى إمكانية أن يساعد هؤلاء في استعادة التنظيم الإرهابي قدرته القتالية”.
وأضاف سيرومولوتوف: “لقد أصبح كل هذا ممكنا بسبب تصعيد التوتر وبسبب الوجود العسكري الأجنبي غير الشرعي في سورية”.
ومنذ بدء العدوان التركي على الأراضي السورية عملت قوات الإحتلال الأمريكي على نقل المئات من إرهابيي تنظيم “داعش” المعتقلين لديها من منطقة الجزيرة إلى العراق بعد تجميعهم في قواعدها. وشدد سيرومولوتوف على أن مواجهة هذا التهديد الإرهابي تتم عبر بسط الدولة السورية سلطتها على جميع أراضيها والتزام الجميع باحترام سيادتها ووحدتها.
وأشار سيرومولوتوف إلى أن وجود الولايات المتحدة غير الشرعي على الأراضي السورية ومحاولتها السيطرة على حقول النفط يعرقل مكافحة الإرهاب والتوصل إلى تسوية سياسية للأزمة في سورية. وقال: إن”تصرفات الولايات المتحدة الأمريكية في سورية بما فيها محاولتها السيطرة على حقول النفط هدامة ومحاولاتها تصوير التنظيمات الإرهابية مثل (هيئة تحرير الشام) على أنها (معارضة معتدلة) غير مقبولة إطلاقا”.
وفي سياق ذي صلة،نشر مركز(كاتيخون) الروسي،اليوم السبت، مقالا للكاتب خيام الزعبي، جاء فيه بالخصوص: تبذل إسرائيل جهوداً كبيرة في التفتيش عن النفط والحصول على دعم أميركي لهذه الجهود التي تمركزت حول نقل جميع الحقوق في مئات حقول النفط في شمال شرقي سورية إلى شركة الإسرائيلية. GDC .
كما فضحت مصادر إسرائيلية مطلعة أطماع المحتلين الصهاينة في سورية تحديداً، والشرق الأوسط بشكل عام، بعد إعلان رجل الأعمال الإسرائيلي مردخاي خانا، الإتفاق بين الأكراد وشركته، وقال: “لا أريد أن يكون هذا النفط من نصيب الحكومة السورية، وعندما تعطي إدارة ترامب الضوء الأخضر، سنبدأ في تصدير هذا النفط بأسعار عادلة واستخدامه لبناء سورية ديمقراطية والدفاع عنها”.
اللافت هنا ، في بداية الحرب على سورية، عندما سيطرت داعش وأخواتها على حقول النفط في سورية، كان يُنقل النفط إلى تركيا بواسطة صهاريج. حينها، كما تشهد وسائل الإعلام، تاجرت به عائلة الرئيس التركي أردوغان.
وأما في الوقت الحالي، فتم عزل تركيا عن حقول النفط بممر حدودي ضيق ولم يبق أمام صهاريج النفط خيار سوى التوجه جنوبا عبر العراق إلى الأردن ومن ثم إلى إسرائيل كون هذا الطريق يخضع لسيطرة الجيش الأمريكي.
وبالرغم من التصريحات المزدوجة لترامب بشأن انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، إلا أن هذه القوات في الواقع لن تغادر هذا البلد طواعية، فقد اتجهت واشنطن، بكل وضوح إلى الإستيلاء على حقول النفط السورية والإحتفاظ بالسيطرة عليها وسط مخاوف من أن يسيطر عليها الجيش السوري نفسه الذي عزز وجوده مؤخرا بالمنطقة، وبالتالي، فاستمرار الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة هو البداية المحتملة لبناء خط أنابيب نفط يربط بين حقول دير الزور وحيفا في فلسطين، وإذا تحقق هذا المشروع، فسيتم تصدير أكثر من 5 ملايين برميل من النفط يوميا.
وتزامنا مع هذه المستجدات الأخيرة،تتمسك واشنطن بالسيطرة على مناطق معينة في سوريا، لضمان استمرار سرقة نفطها والتحكم بالممرات البرية في شرق سوريا، لذلك يحاول ترامب تبرير سرقته للنفط ، بذريعة حمايته من داعش ، بينما ترامب نفسه أعلن في أكثر من مرة انتهاء الحرب مع داعش وأن أمريكا انتصرت عليه ، حتى أنها أعلنت تصفية زعيمه أبو بكر البغدادي، وهو ما يؤكد انتفاء ذريعة بقاء القوات الأمريكية في سوريا لمواجهة”داعش”.