أخبار العالمالشرق الأوسط

برغم القرار: الحرب على غزة تستمر ب”تواطؤ أمريكي”

تستمرُ الحرب في قطاع غزة برغم صدور أول قرار عن مجلس الأمن الدولي يدعو إلى “وقف فوري لإطلاق النار”.

وعبّر الكيان الغاضب عن امتعاضه من حليفها الأمريكي لعدم تصويته ضدّ القرار كما فعل مراراً منذ اندلعت الحرب قبل أكثر من خمسة أشهر.

وذكرت وكالة “الصحافة الفرنسية”أنّ غارات جوية عدّة استهدفت أماكن قريبة من رفح، المدينة الواقعة في أقصى جنوب القطاع على الحدود مع مصر والتي تضاعف عدد سكّانها خمس مرات منذ اندلعت الحرب فجر الثلاثاء.

كما أفاد شهود عيان بأنّ اشتباكات عنيفة دارت في حي الرمال ومخيم الشاطئ وتل الهوى بمدينة غزة ووسط خان يونس وغربها.

وقالت حماس إنّ إسرائيل شنّت ليل الاثنين عشرات الغارات الجوية في غزة ورفح ودير البلح وخان يونس والمغازي وبيت لاهيا، بالتوازي مع قصف مدفعي مكثف استهدف مناطق مختلفة في القطاع.

ورفح التي لجأ إليها أكثر من مليون نازح بسبب الحرب، مهدّدة اليوم بعملية برية واسعة النطاق تعدّ لها إسرائيل ويخشى المجتمع الدولي من مخاطرها على المدنيين الفلسطينيين المكدّسين فيها.

وتعليقا على امتناع أمريكا عن التصويت على قرار وقف إطلاق النار في غزة برغم “جعجعتها الفارغة”، قال المحلل السياسي المصري المختص في الشأن الأمريكي، أحمد عبد الغفور، في حديث مع صحيفة ستراتيجيا نيوز، إنّ واشنطن ترعى مصالحها الجيو- سياسية عبر التصويت أو الامتناع وهي لا ترغب في معاداة إسرائيل مطلقا وبنفس الوقت لا ترغب في إظهار صورة سيئة لها في العالم مفادها قبول مشاهد الموت والقتل والاغتصاب والجوع ومختلف الانتهاكات والمجازر التي يعيشها القطاع المحاصر دون تحرّك.
ولفت عبد الغفور إلى أن الامتناع عن التصويت الذي علّلته واشنطن بعدم وجود إدانة لحماس أو المقاومة الفلسطينية عموما وإطلاق سراح المحتجزين مجرّد ترهات تستخدمها إدارة بايدن للتظليل، معتبرا أنّ الموقف الأمريكي كان واضحا منذ بداية الحرب على غزة وكان صارما في دعم إسرائيل بالعتاد والسلاح وحتى عن طريق الزيارات المتكررة التي قام بها المسؤولون الأمريكيون وحتى الرئيس جو بايدن نفسه ” كلها وسائل دعم مباشرة وتحدّ للدولة الفلسطينية”.
وذكّر المحلل السياسي بزيارات وزير الخارجية أنتوني بلينكن الستة منذ بداية الحرب على غزة و التي جاب عبرها الشرق الأوسط مُحاولا إقناع زعماء المنطقة بضرورة التساوي بين وقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين، مؤكدا أنّ الأمرين مختلفين اختلافا تاما حيث لا يمكن أن تتساوى مشاهد القتل والتنكيل مع محتجز موجود في مكان آمن وتوفر له الرعاية والأكل وكل الاحتياجات .
وأفاد محدثنا بأنّ إدارة الرئيس بايدن تلعب على وتر الانتخابات المقبلة محاولة كسب اللوبي اليهودي الواسع في أمريكا والمتمثّل في أصحاب الشركات والمصانع العملاقة ذات رؤوس الأموال الضخمة، والتي تزيد عن 34 منظمة يهودية سياسية تقوم بجهود منفردة ومشتركة من أجل مصالحها في الولايات المتحدة ومصالح الكيان الصهيوني، ولعل أشهرهم على الساحة هي لجنة الشؤون العامة الأمريكية الصهيونية المعروفة اختصارا بـ آيبا.
وأشار إلى انّه لا يمكن لعاقل أن ينسى أن التمويل الأمريكي للكيان الغاضب قُدر ب90 مليار دولار خلال الخمسين سنة الفارطة وكلها تمويلات كانت مُوجهة للعتاد وتوفير الآلة الحربية لإسرائيل التي تقتل وتبيد الفلسطينيين علنا، وبناءً على هذه العلاقات لا يمكن أن تقف واشنطن اليوم ولو بخدعة في وجه شريك يعتبر بايدن أول “رئيس يهودي” قاد أمريكا ويكن له الولاء التام .
وتحدّث عن شغف بايدن بالدولة اليهودية منذ عقود وهو ما يترجم هذا الدعم اللاّ مشروط لسياسة القتل التي تنتهجها إسرائيل.
ويرى المحلل السياسي أن التخبّط الامريكي بين الرفض والقبول والتنديد والامتناع والدعوات تأتي كلها ضمن سياسة الدولة التي تتغذى من حروب الشرق الاوسط ومآسي العرب، مشيرا إلى أنّ كل الصراعات في المنطقة تترأسها امريكا بل تحاصر المنطقة بجيشها مُتكئة على مواقف سياسية عربية ضعيفة غير قادرة على صدها وإبعادها عن التحكم في مصير المنطقة التي دفعت بإشعالها وتقسيمها.

وكانت حركة حماس قد قد حملت أمس الاثنين بنيامين نتنياهو وحكومته المتطرفة كامل المسؤولية عن إفشال كل جهود التفاوض وعرقلة التوصل إلى اتفاق حتى الآن.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق