العميد خالد عكاشة :كل الأطراف الليبية تسير نحو بناء هياكل سياسية جديدة وهو ما تدعمه القاهرة
تونس 22-08-2020
على اثر بيان السراج و بيان عقيلة صالح لوقف اطلاق النار في ليبيا و السير نحو احتقان الدماء الليبية و المصالحة الليبية أصدر العميد خالد عكاشة مقالا توضيحيا في صحيفة المرصد المصري يوم أمس الجمعة 21 أوت 2020 و هذا نص المقال الذي ذكر فيه ما يلي :
قال الدكتور خالد عكاشة المدير العام للمركز المصري والفكر والدراسات الاستراتيجية في مداخلة هاتفية لقناة “إكسترا نيوز” الإخبارية، أن البيانات الليبية الصادرة اليوم خطوة إيجابية للغاية وبها قدر كبير من التوافق مع المبادرة المصرية وهو ما يجعلنا نشعر بقدر من التفاؤل تجاه حل الأزمة، وأن دول الجوار والأطراف الدولية دعمت بشكل كبير المبادرة المصرية لأنها الأشمل في إلمامها بالمشكلات الداخلية الليبية، وأن الخطوات التي تم اتخاذها خلال الفترة الماضية أوصلت الأمور لمحطتها الإيجابية الحالية، مشيرًا إلى أن هناك توافق كامل على وقف اطلاق النار في كل ربوع ليبيا، وأن كل الأطراف تسير بخطى متفائلة تجاه بناء عملية سياسية جديدة وهو الهدف الرئيسي للدولة المصرية.
وأضاف أن الرئيس السيسي أوضح أن الخطوط الحمراء المصرية هي خطوط سلام، تدفع وتجمع الأطراف الليبية لبناء مستقبل ليبيا ولا يكون هناك اختطاف مناطقي من جهة أو من أخرى، وتؤكد على خروج كافة القوات الأجنبية والميليشيات ونزع أسلحتها والقضاء على مناطق نفوذها وعودة المعادلة الأمنية الليبية إلى مرحلة هامة من مراحل الاستقرار التي بدونها لن يكون هناك عملية سياسية.
وشدد على أن الوصول إلى المرحلة الراهنة يرجع إلى جدية الطرح المصري وشموليته وصدقه في التعاطي مع المشكلات الليبية، وأن الأنفتاح المصري مع كل الأطراف الدولية المؤثرة وذات الصلة بالملف الليبي، وتأكدها من أن الطرح المصري يصب في مصلحة ليبيا ويهدف لنقلها من الفوضى الأمنية إلى بناء عملية سياسية جديدة، جعلها تتعاطى بجدية مع الطرح واخطاره وإبلاغه لكل الأطراف في الداخل الليبي، وهو ما جعل الفرقاء في الداخل يدركون أنه لا يمكن لهم المراهنة على قوى أخرى شاردة أو إقليمية لا تريد الخير لليبيا ولا لمستقبلهم، هذا بجانب جهود البعثة الأممية التي أوصلت للمحطة الحالية والتي تعد انفراجة حقيقية للأزمة الليبية.
وحول تفكيك الميليشيات أكد “عكاشة” أنه سيكون هناك ضغط من المجتمع الدولي وقرارات حاسمة وتصحيح لمواقف حكومة الوفاق، وأن كل الأطراف الليبية متأكدة من أنه لايمكن إتمام العملية السياسية إلا بعد إنهاء ملف الميليشيات والتأكيد على عدم وجود سلاح خارج مؤسسات الدولة، والبيان الصادر عن حكومة الوفاق يؤكد أننا أمام إدارك حقيقي على أن المراهنة على مثل هذه الكيانات غير الوطنية وغير الرسمية لن تفضي لشيء ولن تسمح للمسار السياسي بالتقدم للأمام، وأنه سيكون هناك قرارات ملزمة ينصاع لها الجميع وتوحيد حقيقي لمؤسسات الدولة واحتكار السلاح بيد الجيش الوطني الليبي والمؤسسات الأمنية الليبية تنخرط فيها كل الأطراف لتكون العنوان الواحد للدولة الليبية.
وأشار المدير العام للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إلى أن الحفاظ على ثروات ومقدرات الشعب الليبي نقطة شديدة الأهمية، لأنها اسالت لعاب قوى إقليمية حاولت القفز داخل ليبيا لنهب ثرواتها تحت ادعاءات واتفاقات لايعترف بها أحد، وتصيغ أوضاع على الأرض لفرض الامر الواقع وهو أمر غير مسموح به على الإطلاق، ولذلك مثل التعامل مع عوائد الثروات الليبية وشفافيته شرط أساسي وهام لعدالة توزيع العوائد على كل أبناء الشعب الليبي وتحت الإشراف والرقابة لقطع الطريق على أي أطماع، وأدرك العالم أن التحركات المصرية لكشف حقيقة التدخلات في ليبيا التي كانت تهدف لنهب الثروات وهو ما أدى لخلق موقف دولي واضح واتخاذ خطوات جادة في هذا الشأن.
وأضاف “عكاشة” إنه خلال الأسابيع القادمة سيكون هناك تحركات متوازية على أكثر من مسار في نفس الوقت، وأن التفاوض وفق الآلية الجديدة سيوفر الهدوء والاستقرار اللازم الذي يمنح الأطراف فرصة للوصول إلى صياغات مرضية وإلى مسار سياسي حقيقي لبناء مؤسسات الدولة التي يقبل بها المناخ العام ويدفع لتدعيمها ليرضي طموح الشعب الليبي، هذا بجانب اجتماعات 5+5 في جنيف التي ستكون معنية بالشان العسكري والأمني وغيرها، وحرص البعثة الأممية على بذل الجهد واستثمار النقلة الإيجابية والانصياع لصوت العقل والمبادرة المصرية، وأن هناك جهود متسارعة لمنع أي شكل من أشكال التفكك والتنابذ، لصياغة حقيقية على الأرض للمسارات القابلة للتحقيق في المرحلة المقبلة.