أخبار العالمإفريقيا

أيهما أسهل عليك .. يا ترامب؟

تونس-تونس-22-8-2020  

علق المحلل السياسي الليبي،عز الدين عقيل،في تدوينة على موقعه بالفيسبوك،على موقف الرئيس الأمريكي من الأزمة التي تعصف بليبيا منذ قرابة عشر سنوات بفعل العدوان الذي تعرضت له عام 2011،قائلا: أيهما أسهل عليك يا ترامب: طرد المليشيات من طرابلس وهو ما التزمتم به فعلا على لسان ملحقكم الأمني المخادع بصخيراتكم ، واستدعاء قوات الأمن الليبية الرسمية ولا بأس من وضعها تحت قيادة أمنيه استشاريه أممية لضمان انضباطها لتؤمن العاصمة وتحميها، أم ترك العاصمة تحت هيمنة النفوذ الإجرامي المليشياوي والتركيز على نزع سلاح منطقة ضخمة بحجم المنطقه الوسطى التي هي أصلا مؤمّنة بقوات تتمتع بقيادة عسكريهة وشرطية عليا وموحدة من قادة عسكريين كبار وتخضع لتسلسل قيادة صارم ، ويمكن تجميعها وتفريقها ونشرها وإعادة نشرها وتوجيهها وتعريضها للمساءلة القانونية ومحاكمتها بسهولة ويسر خلال وقت يقاس بأجزاء من الساعة، وهو ما ثمنه عاليا حليفكم السفير الألماني عند زيارته للقائد العام عقب انسحاب الجيش من 500 ألف كم مربع وإعادة انتشاره خلال أيام بكل انضباط ومسؤولية؟!

ما من شك يا ترامب في أن طرد مليشياتكم من طرابلس أسهل وأيسر.. ولكن إنقاذك للمليشيات وهي بالرمق الأخير على يد عميلكم التركي أظهر أنكم لم تُصنِّعُوها بـ2011 إلا لتنتزعوا منها العاصمة لحسابكم في 2020! أنت تريد منطقة وسطى منزوعة السلاح لتحتلها بقواتك بلّوشي ودون إطلاق رصاصة واحدة لأنك تريد فصل النفط على الشعب الليبي كما سبق وفعل سلفك ولد بوش بالعراق لتكرار ما سبق وابتلعتم من سحت وزقوم من النفط العراقي حتى اسودّت دماءكم! كما أن من الواضح جدا أنك تريد أن يكون لك – كسلفك ولد بوش- “بريمير” آخرفي المنطقة الوسطى يعيد لحسابك هذه المرة إنتاج ما فعلتموه بالعراق.

ما تخطط له يا دونالد ترامب ليس حل الأزمة الليبية التي هي من صنعكم بالأصل والأساس والتى تصرخ عواقبها بوجوهنا ليل نهار .. لا تجعلوا من الجلاد قاضيا ولا تسلموا القط مفتاح دار الخزين! أنت تدحنس وتحوم على سرت جارة النفط ولم يَحْلُ لك وضع حكومتك من كل بقاع ليبيا إلا فيها لأنك تخطط باسم حماية حكومتك وتحت ذريعتها لنهب قوت الليبيين الذي لا يملكون غيره لينقذوا بما تبقى منه ما أمكنهم إنقاذه من أجيال ضيعتم آباءهم وأمهاتهم ودمرتم حياتهم وخسفتم بهم الأرض.. انت يا ترامب تخطط لإفقار ليبيا ..

ذلك النوع المرعب من الفقر الذي فرضتموه على الكثير من ضحاياكم من شعوب الأرض.. تريد أن تجهز علينا بالقاضية إكمالا لمسيرة حماية المدنيين !! وتصدير الديمقراطية التي بدأها سلفك الملعون أوباما وعرابته الشمطاء الشريرة التي نشرت الخراب والإرهاب والعنف والفوضى والفساد فوق ترابنا وبين ظهرانينا !.. هل تذكرها؟ إنها الساحرة كلينتون التي هزمتَها في انتخابات الرئاسة الماضية التي تصرّ جهات عديدة في بلادك على أنها كانت مزورة برغم إفلاتك من التحقيق.. نِعْمَ الديمقراطيه .. ونِعم حماة المدنيين!!

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق