أخبار العالمالشرق الأوسطبحوث ودراسات

السنوار بعث برسائل للكيان الصهيوني عبر المحتجزين: فما هو مضمون الرسائل؟

إعدادقسم البحوث الأمنية والعسكرية

تونس 28-11-2023

أفادت تقارير أن قائد حماس يحيى السنوار زار عددا من الإسرائيليين المحتجزين في نفق تحت الأرض في غزة. وقال أحد الرهائن الذين تم إطلاق سراحهم خلال عطلة نهاية الأسبوع إن السنوار تحدث معهم باللغة العبرية دون لكنة، وأخبرهم أنهم آمنون مع حماس ولا داعي للخوف، بحسب تقارير القناة 12، التي اضافت أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أكدت الرواية.

وروت إحدى الأسيرات الإسرائيليات، التي عادت في الأيام الأخيرة من حماس في غزة، لعائلتها حادثة وقعت في الأيام الأولى من الأسر، أي الأيام الأولى للحرب. كانت هي والأسرى الإسرائيليين الآخرون محتجزين في نفق عندما شعرت بحركة ما وفتح الباب. يقف عند الباب رجل ملتحٍ يتحدث إليهم باللغة العبرية الممتازة دون لكنة، اسمه: يحيى السنوار.

الرجل الذي أمر شخصياً بأحداث 7 أكتوبر، يريد أن يعرف حالة الأسرى الإسرائيليين، فينظر إليهم في النفق ويقول لهم بالعبرية: “أنت في المكان الأكثر حماية، لن يحدث لكم أي شيء” وتم تسليم القصة من العائلة، والتحقق منها من قبل السلطات التي ستحقق فيها.

ونشرت صحيفة “وللا العبرية”، تسريبات من شهادة “كارين موندر” وابنها أوهاد البالغ من العمر 9 سنوات وجدتها روثي، المفرج عنهم ضمن صفقة الأسرى بين المقاومة الفلسطينية وكيان الإحتلال، والتي عكست صورة مثالية لحسن تعامل المقاومة معهم، وذلك خلال الـ49 يومًا مدة حجزهم، وهي الشهادة التي سربها إيال مور، ابن عم كيرين، في ظل حالة الحظر التي تفرضها إسرائيل على الظهور الإعلامي للمفرج عنهم من أسرى إسرائيل لدى حماس، وقال: “إنهم في حالة أفضل بكثير مما توقعنا، جسديًا وذهنيًا، إنهم عادوا أقوياء جدًا، لقد أذهلونا بحالتهم التي أتوا بها، وثباتهم العقلي”.

وعن كيفية معرفتهم بموعد الخروج يروي ابن العم ما قالته كارين: “قبل يوم أو يومين فقط من بدء الحديث معهم عن مفهوم “الهدنة”، وعلموا بالتحرير نفسه صباح الجمعة، والعامل الأكثر أهمية الذي سمح لهم بالحفاظ على كفاءتهم هو حقيقة أنهم كانوا معًا طوال الوقت، ثلاثتهم، ولقد تم نقلهم عدة أماكن وتغير التكوين من حولهم، لكنهم كانوا معًا طوال الوقت”.

وعن كيفية تمضيتهم للوقت أثناء احتجازهم من قبل حماس، قالت إنهم كانوا يمضون وقتهم بحرية ودون ضغوط، وإنهم جربوا جميع أنواع الألعاب وجميع أنواع الأنشطة لتمضية الوقت، وحتى الصعوبات التي تحدثوا عنها قالوا إنها صعوبات موضوعية في ظل ظروف غزة، ومنها على سبيل المثال، أنهم بحاجة إلى إذن ومرافق للذهاب إلى الحمام، ولم يكن يأتي دائمًا عندما يريدون”.

وذكرت أنها سجلت كل يوم يمر حتى لا يفقدوا الوقت ويتم تحديثهم في التاريخ، وفيما يخص الأكل فقد كانوا يأكلون من الطعام الذي يأكل منه حراسهم، وكانت هناك أوقات كان فيها نقص، وذلك بسبب القصف الإسرائيلي، حيث قيل لهم ذات مرة أن مخبزاً قد قصف ولم يكن يعمل، لذلك لم يكن هناك طحين، ورغم قولهم أنهم لم يحصلوا على الكثير من الطعام، لكنهم أكدوا أنهم لم يشعروا أنهم يتعرضون للإيذاء باستخدام الطعام، وأنهم أكلوا مما توفر في ظل ظروف غزة.

وحين سؤالهم عن طبيعة المكان الذي كانوا فيه سمح لهم بسماع القصف الإسرائيلي، قالوا نعم، سمعنا وعلمنا بما حدث، وهو يعكس عدم تعمد حماس منع الأخبار عنهم، وهذا عكس ما جاء بشهادات نساء وأطفال حماس المفرج عنهم، والذين قالوا إن إسرائيل تعمدت عزلهم عن الأخبار نهائيا.

وتقول صحيفة “وللا” في أحد تقاريرها عن صفقة الأسرى، إنه بعد شهرين تقريباً قيل لنا فيهما أن حماس محطمة ومجروحة وتستجدي وقف إطلاق النار، ولكن ما شهدناه في الأيام الثلاثة الماضية كان عكس ذلك وكارثة، فقد تلقينا استعراضاً للقوة من المنظمة التي استطاعت أن تستولى على الضفة الغربية دون إطلاق رصاصة واحدة، بل وأصبح لها شعبية غير مسبوقة في كيان الشعب الفلسطيني بما في ذلك من هم في القدس وداخل أراضي 48.

وتتحدث الصحيفة العبرية في أحد مقالاتها، أنه كان من المفترض أن تكون عطلة نهاية أسبوع مثيرة، مع الصور المتحركة للمختطفين الإسرائيليين العائدين إلى ديارهم، مع الشعور بأنه حتى قبل استئناف القتال، يمكن لإسرائيل أن تسجل إنجازا كبيرا في تحرير الأطفال والنساء من الأسر، فقط بفضل القتال المستمر داخل غزة وإسرائيل، وذلك مع وجود أضرار كبيرة لحماس، ولكن بدلاً من ذلك، تلقينا تجربة مذهلة، وربما كانت الأصعب منذ ذلك السبت في أوائل أكتوبر، فمنذ أكثر من سبعة أسابيع، قيل لنا إلى أي مدى يتعامل الجيش الإسرائيلي مع حماس، وإلى أي مدى يفقد السيطرة في شمال قطاع غزة، وإلى أي مدى يستجدي وقف إطلاق النار الذي سيحاول توسيعه بكل قوته.

وها هو لا يضعف، ولا ينسحق بالتأكيد، فها هي لا تلقي سلاحها، أو تبحث عن مخرج لرؤسائها من الحياة مقابل الاستسلام، بل تدير الأمور بيد عالية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق