الجوع يحصد 6 أطفال من غزّة
مع استمرار عدوان الاحتلال الإسرائيلي سيطر الجوع على سكّان شمال قطاع غزّة ومدينة غزّة إذ أصبح فيه الفلسطينيون مقبلين على التضحية بأنفسهم للحصول على الخبز قرب الحواجز الاسرائيلية.
حيث وصلت مستويات المجاعة الى حدود لم يشهدها القطاع من قبل خاصّة مع تسجيل نفاذ كامل في أعلاف الحيوانات التي تمّ اعتمادها في صناعة الدقيق.
وقد أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، اليوم الخميس، أنّ 6 أطفال استشهدوا بسبب الجفاف وسوء التغذية في شمال القطاع، في حين أنّ آخرين تمّ نقلهم إلى المستشفيات على جناح السرعة في حالة حرجة نتيجة الجفاف الشديد.
وقال أشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة في قطاع غزّة أنّ “الطواقم الطبية تعاملت مع 6 حالات وفيات من الأطفال، وحالات أخرى عديدة أصابها الجفاف, بسبب نقص الطعام والدواء”. مضيفا “الجفاف بدأ يصيب الأطفال والنساء وكبار السن، خصوصا المرضى منهم”.
ووفقا لما صدر عن وزارة الصحة في غزّة كان أكبر الأطفال المتوفين بفعل الجوع الطفل الجريح محمد إيهاب جميل نصر الله البالغ من العمر 8 سنوات، وأصغرهم الطفل الرضيع محمد الزايغ لا يبلغ سوى 60 يوما.
وبحسب ما أفاد به جد الطفل محمد إيهاب جميل نصر الله لـ «مرصد الأور ومتوسطي لحقوق الإنسان” أنّ حفيده أيضا كان جريحا بحروق بليغة ولم يتمكّن من الحصول على العناية اللازمة جرّاء فقدان الدواء، مضيفا إلى أنّ الطفل ظلّ لـ 5 أيام متتالية دون تلقي أي غذاء ممّا جعله يفارق الحياة.
وقد لقي 345 فلسطينيا مصرعهم خلال الشهرين الماضيين أثناء محاولتهم الحصول على أكياس الدقيق على طريق الرشيد الساحلي وصلاح الدين البري أين توجد الحواجز الإسرائيلية، وهو ما حصل اليوم أيضا عند دوار النابلسي عمدا عند انتظار الفلسطينيين الحصول على المساعدات.
وفي حين يدرك العالم أنّ إسرائيل تعتمد سياسة الإبادة الجماعية من خلال القتل باعتماد المعدات القتالية والتجويع، فإنّ مصادر إسرائيلية ادعت أنّه سيتم في الأيام المقبلة توفير المساعدات للفلسطينيين عبر معبر كارني المغلق منذ عام 2006 والواقع بشرق مدينة غزة وتسخير رقابة الجيش المحتل عليها حتى لا يتم سرقتها، وهو ما لا يمكن اتخاذه على محمل الجد في الوقت الذي يقوم فيه المحتل بانتهاز فرصة ذهاب الفلسطينيين الى أماكن الحصول على المساعدات ليقوم بالقصف.
