آسياأخبار العالم

الجيش الصيني يتخطى التفوق التكنولوجي في العالم:القدرات والتحديات

قسم البحوث الأمنية والعسكرية وقسم البحوث والدراسات الإستراتجية والعلاقات الدولية

تونس 29-02-2024

الجيش الصيني أو جيش التحرير الشعبي، هو أكبر جيوش العالم عددا ومن أكثرها نموا في برامج التسلح والتحديث. شهد العديد من الإصلاحات في العقود الأخيرة ومنها خفض العدد وتقوية العتاد والتكنولوجية العسكرية.

تأسس جيش التحرير الشعبي  الصيني منذ 1927. فمن حيث القيادة
تدبر شؤون الجيش الصيني اللجنة العسكرية المركزية التي يترأسها رئيس البلاد “شي جين بينغ”  ونائباه الجنرال “فان تشانغ لونغ”، كما تضم القيادة وزير الدفاع الجنرال “تشانغ وانكوان” ورئيس الأركان المشتركة الجنرال “فانغ فنغوي”.

وفقا لإحصائيات موقع “غلوبال فاير بور” للدفاع يبلغ تعداد الجيش الصيني مليونين وثلاثمئة ألف جندي تقريبا، مع جيش للاحتياط قوامه 510 آلاف عنصر، وبلغت الموازنة الدفاعية للصين في عام 2015 قرابة 146 مليار دولار، وهي ثاني أكبر الموازنات الدفاعية في العالم، وتمثل 1.9% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.

يتكون جيش الصين من خمس وحدات هي:

والجيش الصيني من أسرع جيوش العالم نموا، إذ شهدت تشكيلاته عملية تحديث وتجهيز بأسلحة حديثة في العقود الأخيرة، مدفوعة بزيادات متتالية في الإنفاق العسكري

تمتلك الصين أكبر قوات برية في العالم إذ تناهز 1.6 مليون جندي وهو ما يمثل 60% من تعداد الجيش، وفي أوقات الأزمات تعزز القوات البرية بقوات احتياط وقوات شبه عسكرية قوامها 510 آلاف عنصر

إلى غاية نهاية تسعينيات القرن العشرين، كانت البحرية ملحقة بالقوات البرية، ولكن بعد تنفيذ إصلاحات لتحديث الجيش انفصل سلاح البحرية الذي يصل قوام العاملين فيه إلى 255 ألفا، ويضم ثلاثة أساطيل هي: أسطول بحر الشمال وأسطول بحر شرق الصين وأسطول جنوب الصين.

ويضم كل أسطول قطعا بحرية وقوة جوية وقوة دفاع ساحلية ووحدات للمشاة

 يناهز قوام الجنود في القوات الجوية 398 ألفا، وهم مقسمون إلى خمس قيادات و24 فرقة. وأكبر وحدة عملياتية في سلاح الجو هي الفيلق الذي يضم عدة أفواج كل منها يمتلك ما بين عشرين و36 طائرة.

هي أهم وحدة للصواريخ الإستراتيجية الصينية، وهي تسيطر على الصواريخ النووية والتقليدية، ويقدر حجم الترسانة الصاروخية النووية بما بين مئة إلى أربعمئة رأس، ويعمل في وحدة القوة الصاروخية مئة ألف جندي موزعين على ستة أقسام تعمل بشكل منفصل عن بعضها بعضا.

أنشئت في ديسمبر  2015، وهي أولى ثمار الإصلاحات التي أدخلتها القيادة العسكرية على الجيش، ولم تقدم رسميا تفاصيل عن مهام هذه القوة ولكن مسؤولا في وزارة الدفاع الصينية قال إنها مزيج من وحدات الدعم، وذكرت تقارير أنها تضم أيضا قوات عمليات تستخدم تكنولوجيا فائقة مثل الحرب الإلكترونية وحرب الفضاء.

يصنف الأسطول البحري للصين  في المرتبة الأولى عالميا بـ777 وحدة بحرية، و3حاملة طائرات وحاملة هليكوبتر و41 مدمرة، و49 فرقاطة و70 طرادة و79 غواصة و152 من سفن الدوريات.

وفقا لبيانات القوات البرية، تمتلك الصين 5250 دبابة، و35 ألف عربة مدرعة و4120 مدفعية ذاتية الإطلاق، و1734 من راجمات الصواريخ و3160 من منصات الصواريخ.

أما القوات الجوية فهي في المرتبة الثالثة عالميا بـ3285 طائرة، بينها 120 مقاتلة، و371 طائرة هجومية و912 هليكوبتر و281 هليكوبتر مهاجمة بالإضافة إلى قطع عسكرية أخرى.

  كما تمتلك الصين 350 رأسا نوويّا، بما في ذلك 204 صواريخ طويلة المدى يتم إطلاقها من منصات إطلاق أرضية و48 على الغواصات، و20 “قنبلة جاذبية” يتم إسقاطها من الطائرات، فضلا عن آلاف الصواريخ العابرة للقارات.

ويواصل الجيش الشعبي الصيني تحديث قواته سعيا لتخطي التفوق التكنولوجي الأميركي، وحسب البنتاغون، فإنّه أطلق العام الماضي طائرة شراعية فوق صوتية قامت بدورة حول الأرض بسرعة تفوق 6 آلاف كم في الساعة، وهو سلاح على ما يبدو لا تمتلكه واشنطن. وتقدر الميزانية السنوية للجيش الصيني بحسب “غلوبال فاير باور”، بنحو 230 مليار دولار.

تجري بيكين في الوقت الحالي مناورات وتدريبات عسكرية في تايوان حيث  تمتلك من القدارات العسكرية التي تؤهلها إلى إغلاق المجال البحري والجوي  بأكمله حول تايوان طوال مدة التدريبات.

كما تسعى الى تشبيك مصالحها الدفاعية بين مختلف دول العالم في إطار تعاون صيني عسكري مشترك قائم على أساس التدريب والمناورات المشتركة وتبادل الخبرات.

منذ بداية القرن الحادي والعشرين، اشترت الصين العديد من المنظومات العسكرية المتقدمة من الاتحادية الروسية  كمنطلق لدمج أواصر التعاون العسكري بين المعسكر الشرقي ولا سيما مدمرات بحرية وطائرا “سوخوي” وغواصات تعمل بالديزل والكهرباء.

كما شرعت الصين في تصميم طائراتها العسكرية الخاصة مثل”المقاتلة تشنغدو”

تمثل الصين أكبر تهديد عسكري لواشنطن وهنا تسعى أمريكا دائما الى تنفيذ خططها التوسعية- العسكرية  حول العالم عن طريق الترويج لنظرية التهديد الصيني، كما تحاول إظهار الصين على أنها تمثل تحديا حاليا ومستقبليا لقوتها البحرية، التي تمثل جزءا من استراتيجيتها التي تعتمدها كمحور رئيس لفرض هيمنتها البحرية حول العالم وهو ما هيأ للصين بأن تحقق ريادتها التكنولوجية متفوقتا على المنافس الأمريكي حيث تصعِّد الصين من طموحها لتحل محل أمريكا كقوةٍ متفوقة بما يوضح قلق واشنطن من إزاحتها والذي بات يتعاظم كل يوم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق