الشرق الأوسط

التعامل مع سوريا من بوابة الإنتصار على الإرهاب

دمشق – سوريا – 04-12-2019

2019 أسقطت الإنتصارات الميدانية التي حققها الجيش العربي السوري بدعم من حلفائه وفي مقدمتهم روسيا،المشروع الغربي-الصهيوني الذي راهن من خلال توسيع بؤر الإرهاب وتسليح وتمويل المتمردين والإرهابيين بمختلف تسمياتهم ويافطاتهم على الإجهاز على الموقع الذي يكاد يكون الأخير في جبهة الممانعة العربية.

كما أحدثت تلك الإنتصارات المسنودة بصمود لافت من الشعب العربي السوري،تحولات كبيرة في السياسات والمواقف التي انجرت إليها بعض الدول العربية تحت ضغوطات الدوائر الغربية،وفي ظل حملات تشويه وشيطنة واسعة ساقتها تلك الدوائر.

الإمارات العربية المتحدة كانت لها الشجاعة الأدبية قبل غيرها في انتهاج طريق الحكمة والمبادرة إلى الحفاظ على الوشائج المتبقية بين الدول العربية.

وتشير التصريحات الرسمية وعودة عمل السفارة الإماراتية في دمشق إلى انبعاث دفء في العلاقة بين سوريا والإمارات في ظل التطورات التي تشهدها المنطقة. وبمناسبة الذكرى الـ 48 للعيد الوطني الإماراتي أقامت السفارة الإماراتية،في دمشق، الإثنين، حفل استقبال وسط حضور رسمي سوري.

وقال القائم بالأعمال الإماراتي، عبد الحكيم إبراهيم النعيمي: إن “العلاقات السورية الإماراتية متينة ومميزة وقوية تقوم على أسس واضحة وثابتة قاعدتها لم الشمل العربي عبر سياسة معتدلة”، معربا عن أمله في أن “يسود الأمن والأمان والإستقرار ربوع سوريا تحت قيادة السيد الرئيس بشار الأسد”، حسب ما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية..

وأعرب النعيمي عن “شكره للحكومة السورية والشعب السوري على حفاوة الترحيب والإستقبال ولطاقم وزارة الخارجية على الدعم الذي يقدمونه في سبيل تذليل الصعاب أمام السفارة الإماراتية لتنفيذ واجباتها بهدف زيادة عمق العلاقات بين البلدين الشقيقين”،وهذا الكلام في حد ذاته مؤشر رسمي على تغيير لغة الخطاب الرسمي الإماراتي تجاه سوريا.

بدوره، استعرض نائب وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، تاريخ العلاقات الثنائية بين البلدين، مؤكدا أن “سوريا والإمارات تتشاركان عناصر كثيرة من بينها العروبة وعمق لحمة الدم والإنتماء والفرحة للإنجازات والانتصارات التي تتحقق في البلدين”.

وسبق للقيادة الإماراتية أن صرحت بأن إبعاد سوريا عن جامعة الدول العربية يمكن أن يساهم في تفاقم المشكلة.

وفي هذا الصدد، توقع الخبير الإستراتيجي الإماراتي العميد خلفان الكعبي، في حديث لوكالة سبوتنيك،الروسية، حدوث انفراجات مستقبلية بالعلاقات، وبيّن أن إبعاد سوريا عن جامعة الدول العربية ، كان خطأ كبيرا، مشيرا إلى مخاطر” الإحتلال التركي لأراضي في الجمهورية العربية السورية”.

بدوره قال الخبير الإستراتيجي السوري الدكتور كمال جفا،على هامش الإحتفال الذي نظمته السفارة الإماراتية في دمشق لأول مرة منذ ثماني سنوات”إن العلاقات الإماراتية السورية لم تنقطع رسميا أو شعبيا، وحتى مع السعودية كانت هناك خطوط اتصال سرية رسمية يقودها اللواء علي مملوك وغيره من الشخصيات الكبيرة العاملة في مطبخ القرار السوري كما لم نلحظ منذ تولي محمد بن سلمان ولاية العهد أي استهداف رسمي سعودي لشخصية الرئيس السوري أو حتى بالعكس، ولا تزال الرحلات الجوية السورية تحط في المطارات السعودية والإماراتية”.

وأضاف جفا: “في هذا الجو المتفائل ومع الرغبة الحقيقة لدى دول الخليج بالتقدم خطوة نحو الدولة السورية..

ومع اتساع الدور التركي في إدلب وشمال شرقي سورية يبدو أن هناك إعادة جرد حسابات من قبل الإمارات والسعودية وستلحقها مصر لملف العلاقات مع سوريا.

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق