إفريقيا

اتفاق السرّاج وأردوغان يدخل المنطقة في دوامّة من المخاطر

طرابلس-ليبيا-2-12-2019

تسير الأوضاع في ليبيا ومنطقة شرق المتوسط إلى تصعيد في المواقف نحو مصير مجهول في ظل التوتر القائم حاليا بسبب الإتفاق التركي مع رئيس حكومة الوفاق في طرابلس وهو اتفاق قد يدفع المنطقة إلى حرب إقليمية في واقع النوابا التركية وأطماعها.

وأعلن فؤاد أوكطاي نائب الرئيس التركي أنه من المرتقب أن يصوت اليوم الخميس البرلمان التركي على الإتفاقية التي وصفها بالتاريخية الموقعة مع السراج بشأن ترسيم الحدود البحرية والتعاون الأمني والعسكري.

ويضع طرح هذه المذكرة للتصويت أمام البرلمان التركي علامات استفهام حيث إن خارجية الوفاق أعلنت أن ما تم توقيعه هو مذكرات تفاهم لا تحتاج إلى تصديق من برلماني تركيا وليبيا، وأن ما يحتاج إلى تصديق البرلمانات هو الإتفاقيات بين الدول وليس مذكرات التفاهم.

وفي وقت سابق،أمس الأربعاء،أعلن وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي، فاتح دونماز، أن مؤسسات بلاده المرخص لها سوف تبدأ بأعمال لاستكشاف وإنتاج النفط والغاز شرق البحر الأبيض المتوسط في إطار الإتفاق التركي-الليبي.
في هذه الأثناء،طالب الإتحاد الأوروبي تركيا وحكومة السراج، بإطلاعه على محتوى الإتفاقية التي أثارت ردود فعل إقليمية غاضبة، كما رفض مجلس النواب الليبي الإتفاقية واعتبرها باطلة، كونها وقعت مع طرف ليبي لم تحصل حكومته على ثقة البرلمان.

وقال المتحدث باسم دائرة العمل الخارجي الأوروبي إن الإتحاد الأوروبي “متضامن تماماً مع اليونان وقبرص فيما يتعلق بتصرفات تركيا الأخيرة في شرق البحر المتوسط، بما في ذلك بحر إيجه”.

وأضاف المتحدث: “يجب أن تحترم تركيا سيادة الدول وحقوقها السيادية. من جهته،حذر رئيس الحكومة الليبية المؤقتة، عبد الله الثني، من تداعيات خطيرة لاتفاقية تركيا وحكومة الوفاق في حال تنفيذها.

وقال الثني في مقابلة مع وكالة سبوتنيك الروسية، إن الإتفاقية الأمنية بين تركيا وحكومة الوفاق من الناحية الدستورية والقانونية باطلة، لأنها لم تحظ باعتماد البرلمان الشرعي الوحيد في ليبيا.

وعن احتمالية أن يؤدي الإتفاق إلى تأجيج الوضع في طرابلس، أشار الثني إلى أن معظم القبائل معترضة عليها، كما أن كل الدول المحيطة التي لها مصالح مثل اليونان وقبرص ومصر بدأت تستدعي السفراء الأتراك لمعرفة أبعاد هذه الإتفاقية.

ميدانيا،أكدت مصادر محلية تنفيذ سلاح الجو التابع للجيش الوطني غارات جوية على مواقع قوات الوفاق بمحور صلاح الدين و مشروع الموز بالعاصمة طرابلس.

ونفذ الطيران المسير في وقت سابق اليوم غارات جوية على منطقة البيب إحدى مداخل مدينة غريان. وكشف اللواء أحمد المسماري المتحدث الرسمي باسم القيادة العامة للجيش الوطني عن آخر تطورات الوضع بالعاصمة طرابلس في تصريحات جديدة بمؤتمر صحفي استثنائي مساء أمس الأربعاء، بمدينة بنغازي،مؤكدا أن القوات المسلحة لم تعد على تخوم طرابلس بل تقدمت إلى داخل الأحياء الرئيسية فيها.

وأضاف المسماري أن الإنهيار في صفوف المجموعات المسلحة أصبح بشكل واضح الآن أمام التقدم الثابت للقوات المسلحة. وشدد المسماري على أن معركة القوات المسلحة هي من أجل اجتثاث المجموعات الإرهابية وكذلك المجموعات الإجرامية وحرمانها من أي وجود في ليبيا.

وكشف المسماري عن تورط ضباط عسكريين في القوات الجوية بجرائم كبيرة ضد الشعب الليبي. وذكر أن القوات المسلحة لبّت نداء الليبيين المتضررين من جرائم الإرهابيين والجماعات الإجرامية ، مضيفاً أن القوات المسلحة تقاتل من أجل الوطن وليس لأجل مصالح شخصية.

وكشف المتحدث الرسمي في المؤتمر عن أرقام صادمة بشأن ضحايا القتل والتعذيب والتفجيرات الإرهابية،مشيرا إلى أن عدد ضحايا الإغتيالات في ليبيا والتي أحصتها القوات المسلحة بالأسماء منذ عام 2011 وحتى 2019 وصل إلى نحو1401 ضحية، وأن إجمالي ضحايا القتل والتعذيب والتفجيرات الإرهابية من عام 2011 وحتى 2013 فقط بلغ 2352.

ونوه المسماري في المؤتمر الصحفي إلى أن معركة القوات المسلحة أصبحت متضمنة الآن صد التدخل التركي في ليبيا، مشيراً إلى أن الإتفاقية المُبرمة بين حكومة الوفاق وتركيا أدخلت ليبيا في مشاكل خارجية هي في غنى عنها. –

من جانبه،قال رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي،الذي تدعم بلاده حكومة السراج من أجل مصالحها الأنانية، إنه تحدث “باستفاضة عن ليبيا” مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وفي تصريحات صحافية بعد اللقاء الثنائي الذي جمعه والرئيس ترامب في لندن أمس الأربعاء، على هامش مشاركتهما بقمة حلف شمال الأطلسي ، أضاف كونتي، أنه “يجب علينا أن نحظى بدعم الولايات المتحدة لمعالجة حل سياسي للأزمة الليبية.
وفي مسعى لمناقشة الأوضاع والمخاطر الناجمة عما أحدثه السراج ومن وراءه، بتوقيعه على اتفاقية مكشوفة النوايا، دعا وزير الخارجية الفرنسي جون إيف لودريان، نظيره المصري سامح شكري إلى زيارة فرنسا خلال الأسابيع القادمة لمواصلة التشاور والتنسيق بين الجانبين.
وكان الوزير المصري قد أجرى مساء أمس الأربعاء، اتصالًا هاتفياً مع الوزير الفرنسي تم خلاله استعراض مختلف أوجه العلاقات الثنائية والأوضاع الإقليمية

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق