إفريقيا

إنشقاقات بحكومة السراج.. مكمن ضعف لها وعامل قوة للجيش الليبي

طرابلس-ليبيا-6-2-2020 زهور المشرقي


عاشت حكومة السراج منذ ما يعرف باتفاق الصخيرات انشقاقات وصفها خبراء بالعميقة واحتدت خلال الفترة الأخيرة منذ أن بدأ السراج في استقدام المرتزقة السوريين بالتعاون مع الحليف التركي الذي حوّل هذا البلد الى ساحة للصراعات الدولية وبؤرة للتنظيمات الإرهابية المسلحة .
وكان السفير الليبي في النيجر، عبد الله بشير، قد أعلن انشقاقه عن حكومة السراج، وذلك في مقطع فيديو نشره على موقع وزارة الخارجية الليبية، حيث أبدى تأييده الكامل لجهود الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر في مواجهة الميليشيات المتطرفة والمرتزقة متعددي الجنسيات المدعومة ماديا ولوجستيا من قبل أنقرة الداعم الأول للإرهاب في طرابلس والمنطقة عموما.
وكان السفير المنشق قد ذكر أنه اتخذ قراره في ظلّ مرحلة استثنائية تميزت بشرعنة حكومة السراج للغزو الأجنبي، وذلك بتوقيع الإتفاقين الأمنيين مع الرئيس التركي، اللتين قوبلتا برفض دولي واسع ومندد، وحذرت من تداعياته الخطيرة عديد الدول إلى جانب المنظمات الأممية والدولية.
وشدّد السفير على أنّ القرار الوطني الليبي أصبح مرتهناً لقوة تريد زعزعة استقرار ليبيا، قائلاً إنّه ينحاز إلى الشرعية المتمثلة في البرلمان والحكومة المنبثقة عنه.
وأضاف: “أدعم بكل قوة الجيش الوطني في حربه ضدّ الإرهاب والميليشيات والخارجين عن القانون، في انتظار قيام انتخابات حرة ونزيهة، تفسح المجال لقيام دولة القانون والمؤسسات، واستعادة هيبة الدولة وسيادتها والدخول في مرحلة ازدهار واستقرار دائم”.
يقف المراقب مندهشا أمام تصرفات الرئيس الإخواني أردوغان الذي بدأ غزو ليبيا بذريعة “بسط الإستقرار” لغياب الدولة،فأي شرعية للميليشيات كي تتحرك تُركيا الإخوانية لإنقاذها تحت يافطة الدفاع عن ليبيا وهذه الميليشيات هي التي تسببت في الفوضى والنهب ؟
وأرجع الدكتور طه علي، الباحث والمحلل السياسي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في حديث مع صحيفة (ستراتيجيا نيوز) اليوم الجمعة 7 يناير2020،الإنشقاقات التي تشهدها حكومة السراج إلى عدد من العوامل، تأتي في مقدمتها سلسلة الإنتصارات التي حققها الجيش الوطني الليبي مؤخرا بقيادة المشير خليفة حفتر والتي تسارعت خلال الشهرين الأخيرين الأمر الذي يفسر هرولة حكومة السراج نحو الإستعانة بالدعم التركي واستجلاب مرتزقة يعوضون النقص العددي الذي تشهده صفوفهم ،وفق قوله.
وأضاف طه علي، أن الإنتهاكات التي تمارسها الميليشيات الداعمة لحكومة السراج أحدثت قدرا من الإنكشاف الأخلاقي أمام المجتمع المحلي في ليبيا وكذلك أمام الكثير من المخدوعين بالخطاب الأيديولوجي الداعم للوفاق ما أثر على الصورة الذهنية لدى الجماهير تجاه حكومة السراج، وهو ما يعزز حركة الإنشقاقات بل يُتوقع أن تتزايد خلال الفترة المقبلة.
إما سياسيا،فقد أوضح محدّثنا، أن موقف أردوغان الداعم الأكبر للسراج في مؤتمر برلين بدا في مأزق نتيجة لتجاهل المشاركين له في المؤتمر، فالصور التي سُربت عن اجتماعات المؤتمر أبرزت أردوغان منعزلا عن نقاشات الأطراف الذين يدركون حقيقة نواياه من المشاركة في المؤتمر والتي تمثلت في إضفاء الشرعية على ممارساته سواء في ليبيا أو في المتوسط بشكل عام، وهو ما انعكس على مواقف المشاركين السلبية تجاه أردوغان، فالرئيس الفرنسي هاجم السلوك التركي الداعم للمرتزقة في ليبيا، كما أن برلين ضاقت ذرعا باستفزازات أردوغان لها خلال الشهور الأخيرة، والحال نفسه بالنسبة لبقية دول الإتحاد الأوروبي التي وقعت عقوبات على تركيا وبخاصة بعد انتهاكاتها سيادة اثنين من أعضاء الإتحاد هما قبرص واليونان بموجب الإتفاقيتين مع السراج ، وبالتالي فإن الموقف السياسي الضعيف لأردوغان الداعم الأول لحكومة السراج من شأنه أن يرسل برسائل سلبية بين مؤيدي الوفاق في الداخل الليبي، ما يعزز هو الآخر حركة الإنشقاقات.
وتوحدت الميليشيات في ليبيا تحت راية الدفاع عن طرابلس ومحاربة الجيش الليبي، وهي نفسها التي تتقاتل فيما بينها منذ سنوات داخل العاصمة على السلطة والنفوذ وتشارك وتعمل في مجال الجريمة وتهريب البشر والوقود، ونجح الجيش في ضرب هذا التحالف المزعوم وأفقد المجموعات الثقة في بعضها البعض، حيث انسحبت الميليشيات من عديد المحاور وقام كثير من عناصر ميليشيات أخرى بتسليم أسلحتهم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق