أخبار العالمبحوث ودراسات

أطفال في أتّون الصراعات ودوامة العنف

نيويورك-الأمم المتحدة-13-02-2021

يؤكد الإحتفال باليوم الدولي لمناهضة تجنيد الأطفال الإعتراف بمعاناة الأطفال من ضحايا سوء المعاملة البدنية والعقلية والنفسية والتزاما من الأمم المتحدة بحماية حقوق الأطفال، ويسترشد عملها باتفاقية حقوق الطفل، وهي من أكثر معاهدات حقوق الإنسان الدولية التي صدقت على مر التاريخ .

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، قد دعا الجميع إلى اتخاذ إجراءات ملموسة لإعطاء الأولوية لحماية الأطفال المتأثرين بالصراعات، مؤكدا على استعداد ممثله الخاص “لدعم جميع الدول الأعضاء في هذا الجهد، وخاصة مالي وسوريا واليمن.”

من جهته، شدد إسماعيل شرقي مفوض السلم والأمن بالإتحاد الإفريقي على أهمية أن يكون الأطفال “في صميم كل جهودنا لمنع وحل النزاعات العنيفة” مؤكدا على الحاجة إلى “تدابير ملموسة لتجنب كل أشكال سوء معاملة وإهمال واستغلال الأطفال، والاستجابة لها”.

وقال شرقي إن انتهاكات حقوق الطفل التي لا تتم معالجتها “تديم ثقافة الإفلات من العقاب والظلم والخروج على القانون، وهي نفسها التي قد تكون المسببة في نشوب النزاع في المقام الأول، وتوفر أرضا خصبة للعودة إلى صراع عنيف”، وحذر الإتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، أمس الجمعة 12 فيفري 2021، من أن الأطفال في أنحاء العالم، وبالرغم من التعهدات والجهود الدولية، ما زالوا يعانون من عواقب الصراعات ويُستخدمون كوقود للحروب، مع استمرار القوات والجماعات المسلحة في تجنيدهم واستخدامهم وانتزاعهم من أسرهم ومجتمعاتهم.

التحذير من استخدام الاطفال كوقود حرب

جاء هذا التحذير في بيان مشترك صادر عن الممثلة الخاصة للأمين العام للأطفال والصراعات المسلحة فيرجينيا غامبا، والممثل الأعلى للإتحاد الأوروبي جوسيب بوريل، في اليوم الدولي لمناهضة استخدام الجنود الأطفال.

وقال المسؤولان في بيانهما، إن القوات والجماعات المسلحة تنتزع من الأطفال كرامتهم وتدمر حياتهم ومستقبلهم وإن نسبة قليلة ممن يتم إطلاق سراحهم من المجندين الأطفال تستفيد من برامج إعادة الإدماج.

آلاف الاطفال ينقطعون عن التعليم بسبب الحرب

وأضافا أن انعدام الأمن يمنع آلاف الأطفال من الحصول على التعليم الجيد والرعاية الصحية، فيما يتواصل استهداف المدارس والمستشفيات.

وبالرغم من كونهم ضحايا، يتم احتجاز الأطفال بشكل غير قانوني بسبب ارتباطهم المزعوم أو الفعلي بالقوات والجماعات المسلحة.

وأشار المسؤولان إلى الآثار الرهيبة لجائحة كـوفيد-19، ومنها الفقر وانعدام الفرص، التي تزيد عوامل تجنيد الأطفال واستخدامهم وكذلك العنف الجنسي والإختطاف.

وقال البيان إن فرص التعليم، التي يقوضها الحرب والنزوح، تتقلص، ويتكبد الأطفال بشكل مأساوي الثمن الأغلى.

المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية مشتركة لبناء نظام مستدام لحماية جميع الأطفال في كل الأوقات

وأكدت المسؤولة الأممية والمسؤول الأوربي أن المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية مشتركة لبناء نظام مستدام لحماية جميع الأطفال في كل الأوقات، وشددا على التزامهما بالعمل على منع تجنيد واستخدام الأطفال في الصراعات وتأمين إطلاق سراحهم وضمان إعادة إدماجهم.

ليس من حق أحد أن يسرق أحلام الأطفال أو براءتهم

واختتما بيانهما المشترك بالقول: “ليس من حق أحد أن يسرق أحلام الأطفال أو براءتهم، ويقف الإتحاد الأوروبي والأمم المتحدة معا لضمان تمتع جميع الأطفال، بغض النظر عن مكان وجودهم، بطفولة خالية من العنف وتوفير التعليم لهم، ليقوم الأطفال بدور رئيسي في بناء الحاضر والمستقبل اللذين يعمها السلام. وتحتم مسؤوليتنا تمكينهم من أن يكونوا عوامل هذا التغيير”.

وقدّر البيان السنوي لمنظمة اليونيسيف لعام 2020 أنّ أكثر من 7740 طفل تقل أعمارهم عن ست سنوات تم تجنيدهم من قبل المجموعات المسلحة، وتقف كل من سوريا واليمن والصومال وجمهورية الكونغو الديمقراطية على رأس قائمة الدول الأكثر تجنيدا للأطفال.

ووفقا لتقارير الشبكة السورية لحقوق الإنسان في 20 نوفمبر 2020 ، قُتل ما يٌقارب 29375 طفلا سوريا منذ عام 2011 كما صُنفت سوريا كونها أكثر الدول التي تشكل خطورة على الأطفال في عام 2019 نتيجة الحروب .

وتشير الإحصائيات إلى أن 20 بالمائة من الأطفال يعيشون في مناطق الحروب والصراعات حيث تنعدم البيئة التي تضمن عيشهم في ظروف آمنة. من جهة اخرى ، وثّق تقرير حقوقي دولي الإنتهاكات الواقعة بحق الأطفال باليمن، مشيرا إلى ما يقارب 10300 طفل قامت ميليشيا الحوثي بتجنديهم منذ عام 2014 .

كما كشف عن هوية 111 طفلا لقوا حتفهم في صراعات في شهري يوليو وأغسطس في 2020 فقط.

جماعة الحوثي يخصص 52 معسكرا لتدريب الاطفال

ووفقا للتقرير، أطلقت جماعة الحوثي في الثلاث سنوات الماضية حملة مفتوحة لفرض تجنيد الأطفال، وقد خصصت لذلك 52 معسكرا لتدريب عدد كبير من الأطفال، وشملت الحملة عددا من المناطق منها صعدة وصنعاء والحديدة.

في الصومال حركة الشباب ” بتجنيد 2228 طفلا و 72 فتاة في عام 2018 .

أما في الصومال، فقد أشار تقرير أممي إلى مدى الإنتهاكات الموجهّة ضد الأطفال من قبل الجماعات الإرهابية، حيث قامت ” حركة الشباب ” بتجنيد 2228 طفلا و 72 فتاة في عام 2018 .

وتتعدد الأسباب التي تتيح بشكل أو بآخر سهولة استغلال فئة الأطفال، فمن جهة يعيش هؤلاء في مناطق غير آمنة تحت وطأة الفقر والتهميش وانعدام أبسط مرافق العيش بسبب الحروب والصراعات حيث يجدون أنفسهم خاضعين لذلك، ومن جهة أخرى تجد الجماعات المسلحة والإرهابية سهولة في استقطابهم والتأثير عليهم واستخدامهم في عمليات التجسس.

وفي ظل تزايد التوترات والحروب في العالم، إلى متى سيستمر استغلال براءة الأطفال والزج بهم في دوامة العف والقتل؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق