هل ثأرت إيران لسليماني باستهداف أمير الظلام أحد كبار رجال السي,آي.إي؟
في إطار الحرب المعلنة سياسيا واستخباراتيا وأمنيا بين الولايات المتحدة وإيران، خرجت وكالة الأنباء الإيرانية في 28 يناير الماضي، لتعلن ثأرها لمقتل قاسم سليماني، وذلك بقتل مهندس عملية اغتياله وطاقمه الأمني بالكامل من خلال إسقاط طائرة عسكرية أمريكية في(غزني) وسط أفغانستان، الأمر الذي أكدته القيادات العسكرية الأمريكية بتحطم طائرة عسكرية أمريكية لها في أفغانستان لكن دون تأكيد وجود عمل عسكري استهدف تلك الطائرة وهي من طراز (أي 11)ودون ذكر أيّ معلومات عن طاقم تلك الطائرة وكيف أُسقِطَت، واكتفت بأن العمل جارٍ لاكتشاف هوية من كان بداخلها.
من جهته نقل موقع (ميدل إيست مونيتور) عن مصادر في المخابرات الروسية قولها إن العملية كانت تستهدف الطائرة التي يستقلها آية الله مايك (مايكل داندريا) وطاقمه الأمني بالكامل والذي عدّته المسؤول الأول والمشرف على عملية اغتيال قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس.
إن صحّت الأقاويل وتمّ تأكيد مقتل (داندريا) فإن ذلك يعدّ بمثابة ردّ قوي لما يمثله (داندريا) من ذراع مخابراتية مهمة جدا للولايات المتحدة في المنطقة، ورسالة مباشرة من الإستخبارات في القيادة الإيرانية للقيادة الأمريكية بإمكانياتها الكبيرة وقدراتها على ضرب عملائها وجواسيسها في المنطقة.
مايكل داندريا، الملقب بـ”آية الله مايك” أو أمير الظلام أو الذئب الأمريكي، أحد كبار رجال وكالة الإستخبارات الأمريكية المركزية مختص في شؤون تدمير المقاومة في الشرق الأوسط.
التحق بوكالة الإستخبارات عام 1979 وكانت بدايته في معسكرات التدريب في إفريقيا، وتدرّج في العمل المخابراتي إلى حين تسلّمه لجهاز مكافحة الإرهاب في وكالة الإستخبارات المركزية عام 2006.
خاض عمله الإستخباراتي في العديد من دول الشرق الأوسط: في مصر والعراق ولبنان وأفغانستان واليمن وغيرها، تزوج من سيدة مسلمة في أفغانستان تدعى (فريدة كوريمجي).
وتمتّع داندريا بنفوذ كبير في العراق وقام بتعذيب المعتقلين واستجوابهم في السجون العراقية، الأمر الذي دفع مجلس الشيوخ الأمريكي إلى إدانته عام 2014، بتقرير يصف ممارساته في السجون العراقية بأنها وحشية. وفي عهد الرئيس أوباما، تمّ تكليفه باستلام ملف المقاومة في الشرق الأوسط مخابراتياً.
اتبع داندريا أسلوب التتبع المخابراتي للمقاومين ورصد تحركاتهم في الشرق الأوسط، سواء في اليمن أو الصومال أو أفغانستان، وقصفهم بالطائرات المسيّرة.
عُرِف داندريا بدهائه وخبثه الشديدين ، ولعلّ أبرز تلك العمليات ما قام به بالتعاون مع الموساد الإسرائيلي، وإشرافه على عملية اغتيال القائد العسكري المقاوم عماد مغنية عام 2008.
ظلّ داندريا الرجل الشبح المجهول الهويّة إلى أن نشرت صحيفة (نيويورك تايمز) تقريراً كشفت به عن هويته وعن العمليات التي كان وراءها، وأثار ذلك غضب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي انتقد الصحيفة بصورة لاذعة جداً، والذي اختاره ليكون رجله المخابراتي الأول في إيران وأوكل إليه مهمة إفشال الإتفاق النووي الإيراني مخابراتيا. بدأ عمله المخابراتي في إيران بزعزعة الأمن والإستقرار وإحداث الإضطرابات والتظاهرات داخل الجمهورية الإسلامية الإيرانية..
لم تكن القيادة الإيرانية بعيدة عن داندريا وعن ممارساته في المنطقة، إلا أن الصدمة الكبرى التي أحدثتها عملية اغتيال قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس قد جعلت منه هدفاً مشروعاً لها للتخلّص منه والثأر لدماء سليماني من تلك العملية.