الجيش الصومالي وأفريكوم يكثفان العمليات ضد “حركة الشباب” وسط تصاعد المواجهات في شبيلي الوسطى

قسم الأخبار الدولية 03-03-2025
كثف الجيش الصومالي بالتعاون مع القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم) عملياته ضد حركة الشباب، حيث أسفرت غارة جوية مشتركة عن مقتل أكثر من 40 عنصراً من الحركة في منطقة عيل برف بمحافظة شبيلي الوسطى، في إطار الجهود المستمرة لتقويض نفوذ التنظيم المسلح واستعادة الاستقرار في البلاد.
عملية جوية دقيقة تستهدف معسكرات الحركة
في بيان رسمي، أعلن الجيش الصومالي أن الضربة الجوية التي نُفذت يوم الاثنين استهدفت معاقل استراتيجية لمسلحي حركة الشباب، وأسفرت عن تدمير معدات عسكرية ومتفجرات كانت تُستخدم في شن هجمات على القوات الحكومية والمناطق المدنية. وأضاف البيان أن القوات المسلحة الصومالية، بالتنسيق مع الشركاء الدوليين، مستمرة في عملياتها العسكرية الرامية إلى القضاء على التهديد الإرهابي الذي تمثله الحركة.
وبالتزامن مع هذه الضربة، أحبطت القوات الصومالية هجوماً مباغتاً شنته ميليشيات حركة الشباب، فجر الخميس، على مواقع عسكرية في ضواحي مدينة بلعد بمحافظة شبيلي الوسطى. ووفق وكالة الأنباء الصومالية (صونا)، فقد تصدت القوات المسلحة لهذا الهجوم وألحقت خسائر فادحة بالمهاجمين، مما دفعهم إلى التراجع.
استعادة مناطق استراتيجية رغم مقاومة المسلحين
وفي سياق العمليات البرية، تمكنت القوات الصومالية وقوات العشائر المتحالفة معها من السيطرة على بلدة “بعادوين” بعد معارك عنيفة ضد مقاتلي حركة الشباب، الذين انسحبوا من البلدة بعد مواجهات استمرت لساعات، وفق ما أفاد به موقع “الصومال الجديد” الإخباري.
ورغم هذا التقدم، لا تزال التحديات قائمة، إذ تمكنت حركة الشباب في الأسابيع الأخيرة من بسط سيطرتها على بعض البلدات في إقليم شبيلي الأوسط المجاور للعاصمة مقديشو، وهو ما يطرح تساؤلات حول قدرة القوات الحكومية على الاحتفاظ بالمكاسب التي تحققها في معاركها ضد التنظيم.
وفي الشهر الماضي، نفذت حركة الشباب هجومين كبيرين استهدفا قواعد عسكرية وسط البلاد، مما أدى إلى مقتل 13 جندياً صومالياً. في المقابل، أعلنت وزارة الإعلام الصومالية عن مقتل نحو 200 من مقاتلي الحركة في عمليات عسكرية نفذها الجيش الصومالي والقوات الدولية، ما يعكس تصاعد المواجهات بين الطرفين.
تحديات أمنية واستراتيجية أمام الحكومة الصومالية
رغم نجاح الجيش في تنفيذ عمليات نوعية ضد المسلحين، إلا أن التحديات الأمنية ما تزال قائمة، لا سيما في ظل استمرار حركة الشباب في شن هجمات على القرى والبلدات الريفية، مستفيدةً من التضاريس الصعبة والمناطق النائية التي تجعل من الصعب استهدافها بشكل مباشر.
وتحاول الحكومة الصومالية، بدعم من المجتمع الدولي، تعزيز قدراتها العسكرية والاستخباراتية لمواجهة التهديد الذي تمثله الحركة، التي تسعى منذ سنوات لإسقاط الحكومة وإقامة نظام حكم متشدد. ومع استمرار العمليات العسكرية، يبقى السؤال حول مدى قدرة القوات الصومالية على إنهاء التهديد الإرهابي وتأمين البلاد بشكل كامل.