أخبار العالمالشرق الأوسط
باحث:الهجوم الصاروخي على أربيل عاصمة اقليم كردستان تصعيد خطير
عبدالله جعفر كوفلي /ماجستير قانون دولي
تعرّضت أربيل عاصمة إقليم كردستان إلى هجوم صاروخي سقطت بالقرب من مطار أربيل الدولي والشقق السكنية والقنصلية الصينية وأسفرت عن مقتل مقاول وجرح آخرين وأثارت ردود فعل دولية وداخلية بالشجب والاستنكار وضرورة اجراء التحقيقات اللازمة والقبض على مرتكبي هذه الجريمة النكراء وإحالتهم الى القضاء لينالوا جزاءهم العادل وأعلنت كتائب (أولياء الدم) عن مسؤوليتها عن الهجوم.
إن قراءة سريعة لهذا الهجوم يمكننا ان نلخصها بالنقاط الاتية:
- مكانة وهيبة إقليم كردستان حكومة وشعباً باعتباره التجربة الديمقراطية الفريدة في المنطقة الملتهبة بنار الصراعات و حماية المصالح وان هذا الهجوم يستهدف هذه المكانة ويحاول التقليل من دروه في استقرار المنطقة والبناء الديمقراطي.
- بات استقرار إقليم كردستان وأمنه شوكة في عيون الحاقدين ومحل افتخار واعتزاز لشعبه وحكومته ونقطة تحول واستقطاب للاستثمار والتمثيل الأجنبي في وسط من الدمار والخراب المستمر والممنهج للمنطقة المحيطة وزيارة بابا الفاتيكان في ( 7 آذار / 2021) خير دليل وان هذا الهجوم الصبياني الجبان يستهدف هذا الامن ويحاول ان يعكر صفوة الحياة ويزرع الخوف والفزع في النفوس، المتنفذين ومن يقف معهم يتصورون سهواً قدرتهم على اللعب بأمن الإقليم والعبث به ولكن هيهات هيهات.
- وقوف التحالف الدولي وعلى رأسه أمريكا الى جانب الإقليم سواء بالدعم اللوجستي او المعنوي والاتصالات المكثفة بين السيد (مسرور البارزاني) رئيس الحكومة مع الدول العظمى دليل على أهمية الإقليم في الساحة الدولية والدور المنشود الذي يلعبه في الوقت الحالي والمستقبل .
- إن البث المباشر للقنوات الفضائية(روداو وكردستان 24 نموذجا) كسبق صحفي من موقع الحدث امر غير صحيح وليس في محله ويقدم معلومات مهمة وحساسة الى الجهات المعادية وخاصة منفذي الهجوم الصاروخي بالمواقع المستهدفة وعدد الإصابات وحجم الاضرار والإجراءات الأمنية المتخذة ودرجة تأثيرها على المواطنين ويحتمل استهدافهم ثانية لذا فمن الضروري منع الاعلام من التقرب الى مكان الحادث لحين اكتمال التحقيقات اللازمة وإصدار البيانات من الجهات ذات العلاقة.
- ان إعلان كتائب (أولياء الدم) المقرب من إيران مسؤوليتها عن الهجوم دليل على عدم رضوخ سلطات الإقليم في أربيل العاصمة لسياساتها ووقوفها بالضد من اجنداتها وعدم الاستسلام لأوامرها وإنها تريد توجيه النظر الى وجود القوات الأمريكية في أربيل باعتبارها هي المستهدفة.
- ان الهجوم لم يؤثر على نفسية الشعب الكردستاني وخاصة أهلنا في أربيل وإنما وقف صامداً شجاعاً شهماً ضارباً بيد من حديد على مخططات الأعداء عرض الحائط وأحلامه سدىً وان مسيرة البناء والإعمار يكون مستمراً في ظل الامن والأمان .
- عند تضييق دائرة المستهدف من الهجوم الصاروخي يتبين بأن الحزب الديمقراطي الكردستاني (البارتي) هو الهدف لأنه صاحب المشروع القومي والتاريخ والنضال والمنجزات والسد المانع الحائل امام طموحات وأطماع هؤلاء الميليشيات الخارجة عن القانون ومن يقف وراءهم بالخضوع والتوقيع على بياض.
باختصار شديد إن الأمور تعرف بأضدادها وإنها دليل على قوة وصلابة إرادة هذا الشعب وحكومته في صد الهجمات الارهابية ويقف امام مخططات الأعداء ويبددها ويمحوها من الوجود.