أخبار العالمبحوث ودراسات

”  القدرات العسكرية البحرية لحزب الله ، مالم تحط به اسرائيل علما ” 

فاتن حباري قسم العلاقات الدولية والشؤون الاستراتيجية  

تقديم :  

   يدرك الكيان المؤقت أن المقاومة الإسلامية في لبنان حزب الله  ، وبعيداً عن ضغوط أي مسارات سياسية تفاوضية، هي في أتّم الجاهزية، لتنفيذ واجبها في حماية حقوق  لبنان من الثروات النفطية والغازية. كما أنّه يُدرك ويعرف، بأن تحذير الأمين العام لحزب الله السيد نصر الله قد رافقه إجراءات ميدانية تحضيرية لتنفيذه. وهذا ما تؤكده إجراءات  الجيش الأمريكي و الاحتلال الصهيوني  لاحترازية الأخيرة، والتي يجري دعمها حالياً بقطع بحرية أمريكية وفرنسية وطائرات تجسس بريطانية وتابعة لحلف شمال الأطلسي الناتو. 

و منذ ما بعد حرب عام 2006، والتي تم فيها الكشف عن أول مفاجئة لقدرات المقاومة البحرية من خلال ضرب البارجة “ساعر 5 “، كثرت المقالات والتقارير التي تقدر مدى تطور السلاح البحري للمقاومة، اعتماداً على مبدأ “كل ما لدى إيران من سلاح، بات يمتلكه حزب الله “. 

التعاون الرسمي وغير الرسمي بين الجيش اللبناني وحزب الله  ، بما يقرب من 45 في المئة من القوة القتالية للقوات المسلحة اللبنانية  تسرب الأسلحة و المعرفة والمعدات إلى حزب الله بتشجيع من أيديولوجية “الوحدة الشيعية”، بالنظر إلى ذلك  سيكون لوحدات وأفراد الجيش اللبناني، دور كامل في معاضدة المواجهة القادمة لحزب الله مع إسرائيل. وبما أن دأب المقاومة كان وما يزال  بعدم الكشف عن أي قدرة نوعية من قدراتها العسكرية، بل انتظار وقت تفعيلها ليكون الإعلان الرسمي عن امتلاكها سيتم  استعراض أبرز الأسلحة، التي يتوقع كيان الاحتلال الإسرائيلي والكثير من الوسائل الإعلامية، أنها باتت بحوزة المقاومة. 

ما هي القدرات والمعدات العسكرية التي تمتلكها الوحدة البحرية التابعة لحزب الله؟ 

  • صواريخ أرض – بحر مضادة للسفن ، كروز  

ان الوحدة العسكرية البحرية لحزب الله  مقسمة إلى أقسام،  وفيالق او فرق تقدر قوتها العاملة (غير المعروفة) ببضع مئات من النشطاء. هدف الوحدة هو السماح لحزب الله، باستخدام الأسلحة وقدرات الكوماندوس، بالعمل ضد إسرائيل في الساحة البحرية. 

ان جزء كبير من الوحدة العسكرية لحزب الله، تم إنشاء وحدته البحرية بمساعدة إيران و تزود إيران الوحدة بالمعدات والأسلحة المناسبة والخبرة والمعرفة المهنية والتقنية، والتدريب الذي يكون في إيران ولبنان. 

يمتلك حزب الله صواريخ C-802 الصينية المضادة للسفن التي استخدمت في عام 2006 على متن سفينة إسرائيلية. تبلغ سرعتها القصوى 0.9 ماخ، ويبلغ مداها 120 كيلومترًا (75 ميلًا تقريبًا)، ورؤوسًا حربية يبلغ وزنها 165 كيلوغرامًا. من المحتمل أن تمتلك الوحدة البحرية التابعة لحزب الله صواريخ “ياخونت” الروسية (P-800 Oniks Supersonic Cruise Missile) يبلغ مدى هذا الصاروخ 300 كيلومتر ويمكن أن تصل سرعته القصوى إلى 2.6 ماخ 

علاوة على ذلك، إيران تمكنت من نقل صواريخ أرض – بحر / كروز إيرانية الصنع إلى حزب الله. من المحتمل أن تمتلك الوحدة البحرية التابعة لحزب الله صواريخ “نور” و “نيتزر”. وصاروخ “نور” هو صاروخ إيراني مضاد للسفن يبلغ مداه 120-220 كيلومترا ويعتبر نسخة متطورة من الصاروخ الصيني C-802. “نيتزر” هو صاروخ باكستاني يمكنه التحليق بسرعة تقارب سرعة الصوت، وتدمير الأهداف التي يصل وزنها إلى 3000 طن. 

لا يعرف العدد الدقيق لصواريخ أرض – بحر / صواريخ كروز التي يمتلكها حزب الله، لكننا نقدر أن لديه عدة عشرات منها. يتم تخزين بعض هذه الصواريخ بالقرب من الساحل اللبناني للاستخدام الفوري، وسيتم إطلاقها من مواقع الإطلاق التي أعدها حزب الله، ورسم خرائط لها مسبقًا. وبحسب تحليلات جغرافية وخصائص الصاروخ يقدر أن صواريخ “ياخونت” بعيدة عن إسرائيل. ويعتقد أن الأنواع الأخرى من الصواريخ موجودة على طول الساحل اللبناني. كما ان  أن أحد مواقع الإطلاق للوحدات البحرية التابعة لحزب الله يقع جنوب مدينة صور ومجاورًا لقرية المنصوري. 

  • نشاط الكوماندوس: 

الوحدة لديها قوة كوماندوس تحت الماء تسمى “الضفادع البشرية” و هناك عدة عشرات من النشطاء. تتخصص هذه الوحدة في الاقتراب من أهدافها عن طريق القوارب أو الغواصات الصغيرة أو الغوص أو مزيج من الثلاثة ويتم تدريب عناصرها على الغوص لمسافات وأعماق متفاوتة، والقيام بعمليات توغل، والسيطرة على الأهداف البحرية، وزرع الألغام البحرية والمتفجرات، وما إلى ذلك. 

  • الغواصات

من المحتمل أن يكون للوحدة غواصات إيرانية من طراز “غدير” القزمة، يمكن أن يصل طولها إلى 29 متراً ويمكن أن تستوعب ما بين 10 إلى 18 عنصراً من الكوماندوس. تستخدم الوحدة أيضًا “غواصات طوربيد / انتحارية”، وغواصات قزمة يمكن إطلاقها، وإما إطلاق طوربيدات أو استخدامها كسلاح انتحاري (عمليات استشهادية). 

  • القوارب: 

بالإضافة إلى الغواصات، تدير الوحدة البحرية التابعة لحزب الله زوارق هجومية من نوع “ذوالفقار”. أعطت إيران هذه القوارب لحزب الله ويمكن استخدامها أيضًا كأسلحة انتحارية (عمليات استشهادية). ومع ذلك، فإنه إذا قرر حزب الله مهاجمة أهداف إسرائيلية باستخدام استراتيجية “كاميكازي”، فإنه سيستخدم قوارب مدنية بريئة المظهر.تم نقل معظم الصواريخ والغواصات والقوارب من إيران إلى حزب الله عبر الممر البري الشيعي الذي يربط إيران ولبنان. من المحتمل أن الغواصات والقوارب جاءت مفككة وتم تجميعها سراً على الأراضي اللبنانية. كما يستخدم عناصر الوحدة البحرية التابعة لحزب الله “قوارب صيد مدنية تبدو بريئة لجمع المعلومات بالقرب من الحدود مع إسرائيل. 

  • الصواريخ  

أما الصواريخ التي تستطيع تأمين المهام ضمن شعاع 300 كم (المسافة بين بيروت وأقصى منطقة تشرف على البحر الأبيض المتوسط في الكيان حوالي 250 كم) فهي: 

نور: صاروخ كروز مضاد للسفن إيراني الصنع يعمل بالوقود الصلب، يُعد نسخة مطورة من صاروخ C-802 الصيني. 

ويتراوح مدى نسخه المختلفة من 120 كيلومتر إلى أكثر من 220 كم، كما يتميز بسهولة إطلاقه من المنصات الأرضية، وبدقة اصابته للهدف بنسبة 98 بالمائة. 

نصر: وهو صاروخ كروز شبحي، قادر على تدمير أهداف من وزن 3000 طن، في مدى أقصى 300 كم، وبسرعة 0.8 ماخ (قريب من سرعة الصوت). 

 ياخونت: صاروخ مجنح مضاد للسفن، يفوق سرعة الصوت مرتين (2 ماخ). ويستطيع ضرب أهداف على بعد 300 كليومتر بسرعة 750 متراً في الثانية. وزود هذا الصاروخ بنظام تكنولوجي عالٍ، يسمح له بأن يكون غير مرئي للرادارات، وأن يؤدي مهامه في ظروف نارية والكترونية شديدة. كما يمكنه ملاحقة الهدف وتتبعه اوتوماتيكياً وذاتياً، عبر ما يعرف بـنظام “أطلق وانس”. 

  •  الزوارق التي تخشى إسرائيل وصولها لحزب الله: فهي تمتاز بالسرعة وتعدد الإستعمالات حيث يبلغ طول بعضها 14 مترا، مع إمكانية تسليحها بصواريخ مضادة للسفن وطوربيدات. كما أن هناك نوع منها “مخيف أكثر” أقل حجماً، وتفوق سرعتها 70 عقدة، لأنها مزودة بتسليح متوسط من راجمات صغيرة، وباستطاعة هذا النوع من الزوارق الانقضاض على أهدافه بأسراب، الذي سيفقد السفن المستهدفة أي قدرة على الردّ. 
  •  الغواصات صغيرة الحجم من نوع “غدير” إيرانية الصنع، والتي يبلغ طولها 29 متراً وبإمكانها حمل من 10 الى 18 مقاوم على متنها، وتستطيع إطلاق طوربيدات ضد السفن. 

خلاصة إن الوحدة البحرية التابعة لحزب الله في حالة تأهب وهي مستعدة لعدة سيناريوهات عسكرية انتقامية ضد منصة النفط “كاريش” أو قوات الجيش التي تقوم بدوريات فيها. حزب الله سيتصرف فقط لمصلحته (وبدعم من إيران)  وتبقى جل الدراسات و التقارير في حالة تأهب لإحداث أي  تصعيد إقليمي لتغيير وضعها الإقليمي وقواعد اللعبة. 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق